من دون رقابة ….!!!!
من دون رقابة إلى اليوم … كلما حاولت أن أكتب عبارة أو مقالاً أو أفكاراً .. أعيد قراءتها عدة مرات .. وأدرس إمكانية نشرها دون أن أُفهم غلط ….. وأعرضها على نفسي وزوجي لأسأل: ( معليش .. فيها شيء ؟؟ ) محاولة قدر الامكان الابتعاد عن ذكر كلمات مشبوهة .. كالحرية والنظام والأمن والدين والله والمقدسات والمحرمات ..!!! .. ووو من كلمات أصبحت محرمة وثمنها غال جداً.
فما شكل الحرية الإعلامية وحرية الرأي والحرية بشكل عام التي وعدونا بها، ليصبح الكلام والكتابة والأفكار خاضعة للخوف والقيود ؟
فالخوف من الآخر الذي سيحاسبنا على المعنى الذي فهمه هو كما يريد وكما يهوى …. والتقييم الذي سنخضع له على أساس انتمائنا السياسي، أو الطائفي من عميل .. مأجور .. خائن .. ذيول .. فلول .. وما إلى ذلك من كلمات ومصطلحات أقحمناها في قاموسنا العربي، لنخرج من خانة القمع إلى خانات التعميم.. والتعتيم .. والتقييم .. والتخوين، والقيود التي تكبل أفواهنا قبل أن تكبل أيدينا .. حرصاً أن نبقى في البيت دون رضوض، أو كسور، أو عاهة نفسية تصيبنا في أحد فروع الأمن أو المحاكم الشرعية وميليشيات المرتزقة، التي شكلها كل طرف ضد من يخالفه بالرأي من أي طرف آخر.
وعليه، قلت لنفسي فلنستعمل لغة إيجابية بدل لغة اللوم والنقد والتقريع .. ولنرفع شعارات بناء بدل إسقاط،علها تترك أثراً طيباً في النفوس بدل الحقد والكره والانتقام.
فلماذا لانقول :
(( الشعب يريد بناء نظام جديد … بدل الشعب يريد اسقاط النظام ))
(( يا شعبي نحن وأنتو بدنا نعيش…. بدل نحن معاكون للموت ))
(( الحياة … بلا مذلة … بدل الموت ولا المذلة .. ))
إلى الكثير من الشعارات التي يمكن استعمال كلمات أجمل .. وألطف وأكثر تفاؤلاً وتدعو للحياة ..!!
ولكن.. عجزت كيف أتعامل مع كلمة ((حرية )) .. بعد أن شوهتها تصرفات البعض غير المسؤولة….
أفليست كلمة جميلة وبراقة .. وتوحي بالفرح والانطلاق والسلام .. ؟؟ فلماذا يتم اعتقال وتقريع وتخوين كل من لا زال يقول : حرية .. وحرية ..وحرية .. ؟؟؟ في وجه النظام البديل المتغير أو الذي لم يتغير بعد ..أفليس من حق المواطن أن يستمر في طموحه وأحلامه وثورته التي لم تتحقق أهدافها بعد؟ حيث أصبح من يطالب بالحرية هو مجرد مخرب وعميل وارهابي .. ولا تليق به الحرية …!!
بماذا نستبدل هذه الكلمة التي أصبحت تشكل خطراً على حريتنا .. ؟؟
أفيدونا بدل أن تعتقلونا وتخونونا … جزاكم الله خيراً … !!!