نوافذ

تأجيج الظواهر النفسية في خدمة السياسة !

مقبل الميلع

بنسلفانيا ــ

استخدم الغرب في حروبه الإعلامية  والسياسية وحملات التشويه التي تطال القضايا الإنسانية والوطنية في العالم بعض المفاهيم ، وسعى إلى نشر مايؤججها خلال سياساته المتبعة في أكثر من مكان في العالم ، وخاصة في مناطقنا .

وفي الآونة الأخيرة انتشر مفهوما الفوبيا والرُهاب اللذان شغلا الإعلام ووسائل التواصل إضافة إلى  العيادات النفسية التي كثفت الدراسات والتجارب على الأشخاص الذين يعانون من هكذا حالات لما لها من اثر على الأفراد والمجتمعات.

بعض الناس تخلط بين المفهوميين على الرغم من انهما عاطفة لكنها عاطفة سلبية بالضرورة، فالفوبيا تقوم على الخوف المدعوم بنقص في الرؤية والتجربة حول الموضوع الذي أدى إلى الفوبيا وقد يدعم  الإعلام الممنهج فكرة الخوف بأسلوب الوقاية والتنبه كذلك تفعل وسائل التواصل بغاية زرع الكراهية لجماعة معينة تؤمن بايديولوجية او عقيدة  دينية  معينة كمفهوم ( الاسلام فوبيا ) السائد في الغرب فتقع الكلمة على اذان المستمعين كالصاعقة أمام خطر قادم لا محالة فيؤجج الحقد والغضب ويولد الاستعداد للمواجهة والاحتراز فالجماعات الإسلامية التي نفذت هجمات إرهابية في مدن وعواصم الغرب سعت وسائل الإعلام الغربية وخاصة الأمريكية إلى التعميم بأن كل مسلم متهم بالإرهاب مالم يثبت العكس، وبالتالي بنت خططها على تشويه صورة  الإسلام والمسلمين في العالم .  .

أما الرُهاب فهو حالة مرضية ذات ردّات فعل على النفس والجسد يؤثر على قدرات المريض المصاب بالرُهاب القيام بالفعاليات الطبيعية حتى العادية منها كذلك له تأثير على الوسط الاجتماعي كعدم التحمل والتواجد في مناسبات عامة كمواقف العزاء أو الوقوف في الطابور خوفا من التعرض لإهانة او العدوى من مرض قد ينتقل اليه.

وهناك انواع عديدة من الخوف الشديد ( الرُهاب ) كالوقوف في الاماكن المرتفعة خشية السقوط منها ايضا السفر في الطيران وكراهية الطائرات وسلوك الابتعاد عن بعض الحيوانات كالكلاب والقطط عداك عن الثعابين .

وحالة الخوف من الوحدة والتواجد في اماكن نائية يؤدي الى ذعر وهلع شديدين  يصيب المريض بحالة دائمة من الاكتئاب التي غالبا ما تكون أسبابه وراثية أو مكتسبة من البيئة .

من النتائج المؤذية لحالات الفوبيا والرُهاب أنها تشكل نواة للكراهية والطائفية والعنصرية وطريقة العلاج بإعطاء المريض أدوية مضادة للإكتئاب أو بجلسات الاسترخاء عند الطبيب المعالج مما ينتج عنه تعزيز المعرفة والوعي بعدم تصديق اي خبر قبل التأكد والتحقق منه .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى