أنسام صيفية

تأملات مقتطفة من دفتر الطفل عدنان الأزرق

في تأملات مقتطفة من دفتر الطفل عدنان الأزرق

(1)

إسمي عدنان – لكن في المدرسة ينادوني : الأزرق – لا أعرف من هذا الأحمق – من سماني – هل كان له عينان ؟ – لا يعرف لون القمح تُرى – أم كان مصابا بعمى الألوان ؟!َ

(2)

في درس الرسم تسابقنا – كان الموضوع هو : ” السكين ” – أنجزت الرسم سريعا – ثم نظرت إلى جاري من ” غزة” – يرسم و يلون – ياللدهشة – لم أبصر إلا خارطة “فلسطين“!

(3)

أختي الكبرى تبكي في غرفتها – و أبي يزجرها – و الباب المغلق يكتم أصوات الإثنين – كانت أمي في الردهة صامتة – تجمعنا في خوف – ماذا صنعت أختي ؟- لم يجرؤ أحد أن يسأل – لكن الصغرى قالت : ماما – هل أكلت أختي الحلوى – من دون إستذان ؟ – نظرت أمي في خوف نحو الباب الموصد – ثم أجابت : أكلت أختك حصتها- لكن البابا زعلان!.

( 4 )

لم يحدث أبدا – أن أبي عانق أمي قدامي – كما يحدث في أفلام السينما – مع أن أبي يعشق أمي – هل يصنع هذا حين ننام – لكن أبي المتعب دوما – يرقد قبلي بإستمرار – و قليلا ما يتحدث عن رؤيا الأحلام -..

( 5 )

كانت جارتنا حين تراني – تأخذني بالأحضان – و تقبلني و تناديني : عدنان – لكني لا أعرف ماذا غيرها الأن ؟- فهي تصافحني – و تغمغم حين أقبلها : لا ..ياشيطان..!.

( 6 )

في الشارع تحت المطر – توقفت طويلا – أصغي لغناء حلو – يتسلل من نافذة قربي- كان الصوت شجيا عذبا – أوقفني عن مسعاي – فلم أتحرك إلا حين توقف ذاك الصوت – فسرت إلى داري- طيرا يصغي و يرفرف – و الأصوات ترافقه – حتى الأن !..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى