سلايدمشاهير

تامر حسني يرتدي «تاج» المبالغات

تامر حسني يرتدي «تاج» المبالغات… «يبدو أنّ «نجم الجيل» يحسب ما دفعه المشاهدون لشراء البوب كورن ضمن إجمالي إيرادات الفيلم». كانت هذه آخر «نكتة» من بين سلسلة أطلقها المنتقدون عبر منصات التواصل الاجتماعي للتعليق على إصرار المغني والممثل تامر حسني على الترويج لأرقام مبالغ فيها لإيرادات فيلمه الأخير «تاج» (تأليف وإنتاج تامر حسني، إخراج سارة وفيق).

المتابع لمشوار حسني منذ البداية قد لا يجد صعوبةً في تحليل موقفه من إيرادات أفلامه الأخيرة، وخصوصاً «تاج» وإصراره على الترويج لمداخيل مبالغ فيها عبر بيانات غير صادرة عن مصادر رسمية. حسني باختصار يرفض المراكز المتقدّمة ويفضل المرتبة الأولى ولو بالاحتيال. أخفق في سباق الأغنية عندما تصوّر في مرحلة باكرة أنّه قادر على احتلال مكانة عمرو دياب، فلم يعد يراهن كثيراً على انتشار أغانيه التي تحقق رواجاً بالفعل، لكن ليس كأعمال «الهضبة».

وعندما ركّز على سباق شباك التذاكر السينمائي، حقق إيرادات كبيرة في معظم أفلامه، لكن عادة ما يكون هناك منافس صاحب شعبية أكبر وشريط سينمائي أفضل يخطف منه المركز الأوّل أو يحقق إيرادات قياسية غير قابلة للمقارنة. في هذه الحالة، لا يكفّ حسني عن استخدام «جيش من المعجبين» وصحف وأبواق إعلامية مستعدة للترويج لمعلومات وأرقام غير دقيقة من أجل شعور وهمي بالصدارة.

النموذج الأحدث على كلّ ما سبق فيلمه الجديد «تاج». خط المبالغات بدأ منذ ولادة الفكرة، إذ أصرّ حسني على وصف نفسه بأنّه «أوّل بطل خارق عربي»، رغم ظهور الخوارق في أعمال عديدة معظمها كوميدية حتى في زمن الأبيض والأسود. واللافت أنّ «تاج» يقوم أساساً على المفارقات الكوميدية، أي إنّه لم يقدّمه على غرار «الرجل العنكبوت» و«الرجل الخارق»، بحيث يدّعي أنّه أوّل «سوبر هيرو» عربي بالمعنى العالمي للعبارة. ثم بدأ الترويج لمستوى الغرافيكس «غير المسبوق» في المشروع وغير ذلك من تفاصيل، من دون مراعاة أنّ جمهور هذا الجيل بات مطلعاً على ما وصلت إليه التقنيات السينمائية الحديثة، التي لم تتوفر بشكل كبير في «تاج».

دخل الفيلم السباق وحقق المركز الثاني في مصر خلال موسم عيد الأضحى، وبفارق مريح عن صاحب المركز الثالث فيلم «البعبع» (إخراج حسين المنباوي) من بطولة أمير كرارة. لكن صاحب المركز الأوّل «بيت الروبي» (إخراج بيتر ميمي)، ابتعد عنه بمسافة كبيرة. فقد حقّق شريط كريم عبد العزيز في أسبوعين ما يعادل 2 مليون و300 ألف دولار أميركي، فيما حصد «تاج» قرابة 800 ألف دولار. هنا، تبدأ المشكلة عند تامر حسني الذي يهرع على الفور للسوق الأوسع، ويدعي في بياناته الصحافية غير الموثوقة بأنّه حقق قرابة ربع مليار جنيه على مستوى العالم، أي حوالي 8 ملايين دولار.

ويصرّ في هذا السياق على أنّه جمع من كل أصقاع الكرة الأرضية هذا الرقم الكبير، فيما المعلَن فقط أنّه جنى في شاشات السعودية قرابة مليون ونصف المليون دولار، وهو نصف ما حققه «بيت الروبي» في المملكة. ومن المفترض أن يصدق الناس أنّ باقي الربع مليار جنيه جاء من دول خليجية وأوروبية تعرض الشريط. أي إنّ الجاليات العربية في المهجر زحفت من أجل مشاهدة «تاج»، من دون ذكر عدد الشاشات التي تعرضه في كل دولة ولا إجمالي الدخل في كل مدينة إذا أراد للانتقادات أن تتوقّف.

اللافت هذه المرّة أنّ كثيرين ممن شاهدوا الفيلم تحفّظوا على ثغرات عدة في السيناريو، فيما أعجب به المراهقون والأطفال بشكل أكبر، رغم أنّه يتضمّن مشاهد غير صالحة لصغار السن. وللمرّة الأولى، يهاجم المتابعون بشراسة المنشورات المباعة عبر فايسبوك التي تمدح الشريط وتروّج لأرقام تامر. ومن هنا، انطلقت حملة السخرية التي تخلّلتها أيضاً نكتة عن أنّ تامر يضيف لإيرادات الفيلم ما حققه على الكواكب الأخرى!

وكالعادة، لم يستسلم «نجم الجيل» لهذه الإخفاقات، إذ انطلقت حملة صحافية متأخّرة لدعمه وإطلاق صفات فضفاضة على الفيلم، من بينها أنّه «يحارب التنمّر» و«يوجّه الشباب نحو النجاح».

علماً أنّ القصة تتمحور حول رجل يخون حبيبته ويمارس الجنس مع حبيبة شقيقه التوأم. في الفيلم، يظهر تامر بشخصيتين: «تاج» البطل الخارق الطيّب، و«هارون» البطل الخارق الشرير الذي ينسحق في النهاية تاركاً الباب مفتوحاً لجزء ثانٍ حتى لو تمكّن من تحقيق إيرادات كبيرة، فإنّ ذلك لن يكفي صاحب أغنية «هرمون السعادة» الذي اعتاد على المبالغة في كل شيء منذ أن لقّب نفسه باكراً بـ «نجم الجيل».

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى