
الحلقة الأولى
خاص
يبدو الحديث عن التمثيل في مسلسل محلي من مسلسلات الموسم الرمضاني لعام 2025 مهمة صعبة بالنسبة للناقد الذي يكتب للصحافة المكتوبة أو الإلكترونية، لكن المسألة أثارت اهتمامي من زمن طويل، فما كان يكتب عن الأعمال السينمائية والتلفزيونية على هذا الصعيد كان يثير سخرية القراء، وخاصة عبارات تألق الفنان الفلاني وتصدر الفنان الفلاني ، ثم ترد اللازمة الدائمة التي تشير إلى جميع أسماء فناني كل عمل، ولا نقرأ مايفيد على هذا الصعيد.
صحيح أن الصحفي أو الناقد مظلوم في حجم عمله ومردوده ، وصحيح أنه يسبع الكارات أحياناً لكي يصل إلى حد أدنى مما يكفي حياته اليومية، لكن الأفضل أن يسقط أي فكرة غير مكتملة مما ينشره على أن تؤدي الكتابة السريعة إلى ضعف مصداقيته.
ولا أخفي أنني في سنوات سابقة، كنت أتابع الأعمال الرمضانية، وأقوم بإعداد برنامج تلفزيوني عنها يعرض خلال أيام العيد، وكنت أقع في المطب نفسه، وأسعى لتجاوز ذلك، حتى أنني وجدت حلا في سنة من السنوات هو عرض حلقة عن البطولة الجماعية في الدراما، ويومها كان رد فعل الفنانين المشاركين جميلاً، وأطروا الخطوة التي قمت بها، وفي واقع الأمر أنني كنت أهرب من التخصيص ومعالجة فكرة التمثيل نقديا بهذا الأسلوب الجماعي.
وتعود عقبات التعاطي مع هذه المسألة في الصحافة إلى غياب المعرفة التامة والنقدية القادرة على التمييز بين أداء الممثل والتعاطي مع الشخصية التي يقوم بلعب دورها، وخاصة أن سجلات الممثلين في هذا العصر أصبحت كثيرة، ومن الصعب على المتابع مراقبة أداء كل واحد منها في مسيرته الفنية، أو أن من الصعب أيضا تطبيق منهج محدد حول فن التمثيل على أداء ممثل ما وسط سيل من الممثلين يقدمون أنفسهم في الموسم الرمضاني.
وفي إحصائية سريعة لعدد الممثلين في مسلسل ليالي روكسي لمحمد عبد العزيز مثلا، نجد أننا أمام أكثر من أربعين ممثلاً شكلوا العالم الجميل الذي قدمه المسلسل عن تاريخ أول فيلم سوري هو (المتهم البريء)، ونجد في إحصائية مماثلة لمسلسل تحت سابع أرض لسامر برقاوي أننا أمام أكثر من ثلاثين ممثلاً اشتغلوا على وقوف متألق أمام كاميرا تبحث عن سينما في الشاشة الصغيرة وشاشة الخليوي، أما في مسلسل البطل للمخرج الليث حجو فنحن أمام خمسة عشر ممثلاً يستغلون على تقديم مسلسل نوعي انفرد في موضوعه هذا العام .
لذلك نجد أنفسنا أمام واقعة مأساوية أن النقد يطال النجوم فقط، ولايفعل شيئا سوى تأكيد نجوميتهم ومحاباة أدائهم وظلم بقية الممثلين مهما اشتغلوا على أنفسهم باعتبار أن الحديث عن النجم هو ما يفعل قراءات الصفحات والمواقع وهذا ظلم إعلامي لايليق بأدوات العصر..
ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا إذ كيف يمكن لصحفي أو حتى ناقد مراقبة أداء هذا الكم الهائل من الفنانين بدراية وحنكة ومنهجية ، المسألة أصعب مما نتصور.
في مسلسلات (ليالي روكسي، تحت سابع أرض، البطل) ، وهي المسلسلات التي تابعتها في هذا الموسم تطرح المسألة نفسها في عناوين مكررة تؤكد وجهة نظري، وهي :
أن كل مسلسل من هذه المسلسلات يعتمد على نجم أو أكثر لتسويق نفسه ، والنجوم هم ــ
- تيم حسن ــ كاريس بشار في مسلسل تحت سابع أرض.
- أيمن زيدان ــ سلاف فواخرجي، مع ثنائية دريد لحام ومنى واصف لإعطاء أهمية للمسلسل، علما أنه كان يمكن انتقاء ممثلين آخرين ثانويين ناجحين من دون الحاجة إلى منى واصف ودريد لحام في دورين قصيرين ليسا بحاجة إليهما، وقد اتبع هذا في أعمال أخرى عرضت في السنوات السابقة: دريد لحام في مسلسل (شارع شيغاغو) .
- بسام كوسا ومحمود نصر في مسلسل البطل .
وهذا لايعني التقليل من أهمية هؤلاء النجوم، وإن كان الوسط الفني يهمس بتراجع أداء بعضهم أمام زخم الجيل الطالع، أي أن المثير للانتباه هو الأداء المتميز لنجوم الصف الثاني الذين تصدروا المشهد وقدموا كركترات أهم بكثير من كركترات نجوم الصف الأول التي اعتمد عليهم المخرجون.
وعلى ذلك، لم يعد الفنانون بسام كوسا وتيم حسن ومحمود نصر وكاريس بشار وسلاف فواخرجي بحاجة إلى إطراء والإشادة بأدائهم، لأن ذلك سيضيع الوقت ويحرم المبدعين الآخرين من حق الحديث عن أدوارهم وأدائهم في لعبة الوقوف أمام الكاميرا.
يتبع الحلقة الثانية عن أداء نجوم الصف الثاني
بوابة الشرق الأوسط الجديدة