على صفيحٍ ساخنٍ: الأردن يحتّج أمام سفير تل أبيب على الانتهاكات الإسرائيليّة بالأقصى وتحذيرات من انفجارٍ كبيرٍ وشاملٍ بالمنطقة نتيجة استفزازات الكيان

 

رأى يوسي ميلمان، مُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، نقلاً عن مصادره الرفيعة في تل أبيب، أنّ الوضع في القدس لا زال متوترًا رغم مرور عدّة أشهرٍ على اندلاع الأزمة الأخيرة الخاصّة بـ(باب الرحمة) في الحرم القدسيّ، والتي أسفرت عن تواصلٍ إسرائيليٍّ أردنيٍّ من خلال جهاز الأمن العام (الشاباك)، فيما يتواصل ضباط الشرطة الإسرائيليّة مع رجال الأوقاف الإسلاميّة، وهكذا تراجع التوتر إلى أجلٍ غيرُ معروفٍ، على حدّ تعبيره.

وتابع المُحلّل الأمنيّ الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، تابع قائلاً إنّ المشاكل الأساسيّة في الحرم القدسيّ لا زالت ماثلةً، واحتمال الانفجار الذي قد يؤدّي لاشتعال المنطقة بغطاءٍ دينيٍّ هذه المرّة ما زال قائمًا، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، طبقًا لأقواله.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد ميلمان على أنّ هذا الانفجار المتوقع له سببان: الأول، الحالة العدوانيّة التي تتميّز بها الشرطة الإسرائيليّة، والثاني، التقارب الحاصِل بين كبار ضباط الشرطة الإسرائيليّة وقيادات الحركات الدينيّة اليهوديّة الساعية لإقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى، كما قال.

في السياق عينه، نقلت وسائل الإعلام العبريّة عن محافل سياسيّةٍ وصفتها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، نقلت عنها قولها إنّ وزارة الخارجيّة الأردنيّة، استدعت أمس الأحد 18 آب/أغسطس، سفير الدولة العبريّة في العاصمة عمّان، لتأكيد إدانة المملكة ورفضها انتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، على حدّ تعبيره المصادر.

وتابعت قائلةً إنّ الخارجيّة الأردنيّة طالبت كيان الاحتلال الإسرائيليّ بالوقف الفوري للمُمارسات العبثيّة الاستفزازيّة الإسرائيلية في الحرم الشريف التي تؤجج الصراع وتُشكل خرقاً واضحاً للقانون الدوليّ، كما أكّدت المصادر

وفي السياق عينه أشار الناطق الرسمي باسم الخارجيّة السفير سفيان القضاة، إلى أنّ أمين عام الوزارة السفير زيد اللوزي أبلغ سفير الكيان، أمير فايسبورد، رسالةً وصفها بالحازمة، لنقلها فورًا إلى حكومته، وذكر أنّ الرسالة تتضمّن المُطالبة بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيليّة ولجميع المُحاولات الإسرائيلية المُستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم الشريف.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أكّد أنّه تمّ إعلام سفير الكيان في عمّان خلال اللقاء بإدانة المملكة الشديدة لتصريحات وزير الأمن الداخليّ الصهيونيّ، بخصوص الوضع القائم في المسجد الأقصى، والسماح بصلاة المستوطنين فيه، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته البالغة (144) هو مكان عبادة وصلاة للمُسلمين فقط.

كما أكّدت وزارة الخارجية الأردنية إدانتها ورفضها إغلاق بوابات المسجد الأقصى ومنع دخول المصلين إليه، أوْ وضع أيّ قيودٍ على الدخول تحت أيّ ذريعةٍ أوْ حجةٍ وفي مختلف الظروف والأحوال، وإضافة إلى ذلك، شدّدّت على ضرورة احترام الكيان التزاماته كقوة قائمة بالاحتلال وفقًا للقانون الدوليّ والقانون الدوليّ الإنسانيّ.

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حذر صباح أمس الأحد، خلال لقاءه بسفراء دول الاتحاد الأوروبيّ، من تبعات تصعيد الاحتلال في القدس، داعيًا لإجراءاتٍ دوليّةٍ تضغط لوقف انتهاكاته. وأوردت الخارجية، في بيان، أنّ الصفدي، دعا إلى ضرورة اتخاذ المجتمع الدوليّ خطوات فاعلة وسريعة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في القدس المحتلة، والتي تشكل خرقًا للقانون الدوليّ وتصعيدًا خطيرًا يؤجج الصراع ويهدد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

عُلاوةً على ذلك، شدّدّ أنّه على إسرائيل احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وأنْ تتوقف عن خرق التزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، وقال الصفدي، إنّ الإجراءات الإسرائيلية العبثية المدانة ضد المقدسات في القدس المحتلة استفزاز لمشاعر المسلمين والمسيحيين في العالمين العربي الإسلامي، تتحمل إسرائيل تبعاته.

ومن الجدير بالذكر أنّه قد أصيب عشرات الفلسطينيين شرقي القدس المحتلة، يوم الجمعة الفائت، بعد مواجهات مع الجيش الإسرائيليّ، عقب استشهاد شاب، متأثراً برصاصة أصيب بها جنوب بيت لحم.

يذكر أن دائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل، ويحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994).

وفي آذار (مارس) من العام 2013، وقّع العاهل الأردني ورئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، اتفاقيةً تعطي الأردن حق “الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات” في فلسطين، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ السعوديّة، بحسب التقارير الإعلاميّة الإسرائيليّة، تعمل من وراء الكواليس مع حكومة نتنياهو للحصول على الوصاية على المُقدّسات الإسلاميّة في القدس المُحتلّة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى