تراجع حاد في الايرادات النفطية يفاقم متاعب العبادي

اعلنت وزارة النفط العراقية الاثنين زيادة صادراتها النفطية في شهر يناير/كانون الثاني، لكن عائدات البلاد النفطية انخفضت في المقابل بنحو 650 مليون دولار رغم زيادة الانتاج، بينما يضغط التراجع الكبير في اسعار النفط على الايرادات. وتواجه بغداد ازمة مالية حادة اثر انخفاض اسعار النفط، حيث بلغ معدل سعر برميل النفط في يناير/كانون الثاني 22.21 دولارا، وهو اقل من نصف السعر الذي على اساسه اعدت الموازنة العامة.

ومن المتوقع أن يواجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المزيد من المتاعب على ضوء الأزمة المالية المرشحة للتفاقم خلال 2016.

ويشهد العراق مظاهرات كل جمعة تقريبا احتجاجا على استشراء الفساد في مؤسسات الدولة وتردي الخدمات الصحية والاجتماعية وتكرر انقطاعات الماء والكهرباء إلى جانب مشاكل تتعلق بالتلوث البيئي وتحول شوارع العديد من الأحياء العراقية الى برك مياه آسنة نتيجة تسربات في مياه الصرف الصحي. وواجه العراق في 2015 انتشار أوبئة كان يفترض أنها اختفت منذ عقود مثل الكوليرا.

ودفعت الاحتجاجات رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى اقرار حزمة اصلاحات في اغسطس/اب 2015، لكنها ظلت حبرا على ورق في ظل ضغوط تمارسها شخصيات متنفذة وأحزاب قوية تدعمها ميليشيات مسلحة.

وصدّر العراق ما معدله 3.28 ملايين برميل يوميا خلال يناير/كانون الثاني في حين كان معدل التصدير خلال ديسمبر/كانون الاول 2015 نحو 3.21 ملايين برميل يوميا، لكن العائدات انخفضت من 2.92 الى 2.26 مليار دولار، بحسب وزارة النفط العراقية. وانخفاض العائدات يعود الى تدني اسعار النفط التي بلغ معدلها 29 دولارا للبرميل في ديسمبر/كانون الأول 2015 مقابل 22.21 دولارا في يناير/كانون الثاني.

ولم تشمل هذه الصادرات النفط المصدر من الحقول الشمالية التي تسيطر عليها حكومة اقليم كردستان عبر منفذ جيهان التركي. وتقوم السلطات الكردية بتصدير النفط بشكل مستقل عن الحكومة المركزية من المحافظات الشمالية، بعد انهيار الاتفاق بين بغداد واربيل في 2015.

وكان وزير المالية العراقي هوشيار زيباري قد حذر الاسبوع الماضي من أن بلاده ستشهد في 2016 ازمة اقتصادية “صعبة وقاسية” بسبب انهيار اسعار النفط الذي يمثل المورد الرئيسي لخزينة الحكومة المركزية. وتتزامن هذه الازمة في الوقت الذي تخوض فيه البلاد حربا شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على مساحات شاسعة من الاراضي في شمال وغرب البلاد منذ منتصف عام 2014. وتسببت هذه المعارك في نزوح ملايين العراقيين، ومن المتوقع ان تزداد هذه الاعداد اثر توسع رقعة العمليات العسكرية لاسترجاع الاراضي من قبضة الجهاديين.

واطلقت الامم المتحدة الاحد نداء الى الدول المانحة للحصول على 861 مليون دولار كمساعدات انسانية لملايين الاشخاص في العراق يعانون من الحرب والنزوح. وقالت ليز غراند منسقة الشؤون الانسانية في بعثة الامم المتحدة في العراق خلال مؤتمر صحافي في بغداد ان “الحكومة في وضع مربك بسبب اسعار النفط التي تدهورت كثيرا، لذلك نطلب من المجتمع الدولي ان يكون سخيا”.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى