ترامب وأميركا و رهاب الملفات!!
من يراهن أن هناك من أبلغ ترامب بقصة الملفات السرية التي كان رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية الأشهر (جون إدغارهوفر) يهدد بها الرؤساء من روزفلت إلى نيكسون مما جعله يستمر لأكثر من 50 سنة في منصبه. ويبدو أن خوف ترامب من الملفات تحول إلى رهاب لديه جعله عدواً للوثائق. ومن إتلاف الملفات الرئاسية السرية في حمام البيت الأبيض، كما نشر قبل أسبوعين، إلى أخذه ملفات غاية في السرية والحساسية إلى مقره الصيفي (مالا راغو) حيث داهمه عناصر التحقيقات الفدرالية ووجدوا عنده اكثر من 300 وثيقة سرية وبالغة الحساسية.
ترامب في اجتماع جماهيري سياسي قبل أسبوع قال للجمهوريين أنه يدعو إلى إلغاء وزارة التعليم لأنها تخرج شباناً يساريين أي معادين لخطه الترامبي العنصري. وعلى طريقة إلغاء وزارة التعليم لابد انه سيطالب بإلغاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بعدما تأكد أن هذا المكتب لا يمكن أن يكون موالياً له، و من لا يواليه هو عدو كما قال لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي الذي كان يحقق بمدى تعاون ترامب مع روسيا للوصول إلى الرئاسة والذي رفض أن يطيعه بإغلاق التحقيق.
منذ خطاب تنصيبه عندما فاز بالرئاسة إلى خطابه في مؤيديه الذين هاجموا مبنى الكونجرس إلى مطالبته بإلغاء وزارة التعليم، كل ذلك يكشف إعجابه بالحكام المستبدين. ألم يقل أنه يحسد رئيس كوريا الشمالية على ما له من صلاحيات؟! والسؤال الذي يطرحه متابعو الأوضاع الأمريكية هو: ماذا سيفعل بأمريكا إذا فاز بالرئاسة ثانية؟؟ و تخوف باحثون من مآل الديمقراطية الأمريكية في حال فاز ترامب وعاد إلى البيت الأبيض. فإذا كانت نتيجة رئاسته الأولى الهجوم الهمجي على الكونجرس والانقسام العمودي للمجتمع الأمريكي وعودة العنصرية البيضاء المتعصبة.. إذا كانت هذه نتيجة رئاسته الأولى فكيف ستكون نتيجة رئاسته الثانية إذا عاد لينتقم من كل من سلبه الرئاسة والسلطه؟؟ وماذا ستؤثر سياساته الانتقامية على العالم عامة وعلى منطقتنا العربية خاصة؟؟