تحليلات سياسيةسلايد

تركيا تستعد لشن عملية عسكرية شمال سورية

يبدو ان تركيا تستعد لقطف ثمار المساومة الدولية مع الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية، فالشروط التي وضعتها انقرة للموافقة على انضمام فلندا والسويد الى حلف شمال الأطلسي بدأت تظهر على شكل تنازلات أمريكية لتركيا على حساب الجغرافية السورية.

ومن الواضح ان اعتراض واشنطن سابقا بالتفاهم مع روسيا على حلم الرئيس اردوغان بإنشاء منطقة امنة شمال سورية على حساب حلفاء أمريكا من التنظيمات الكردية “قسد”، تم اليوم مقايضته بالاعتراض التركي على انضمام فنلندا والسويد للناتو.

وبدأت تركية الاستعداد بشكل جدي لتحقيق هدف انشاء المنطقة العازلة داخل سورية عبر عملية عسكرية ضمنت انقرة الضوء الأخضر الأمريكي لها،

وفي هذا الشأن صرح الرئيس التركي “رجب الطيب أردوغان” مساء الاثنين، إن تركيا تستعد لشنّ عملية عسكرية على الحدود الجنوبية مع سوريا؛ بمجرد الانتهاء من تحضيرات الجيش والاستخبارات التركية.

وقال أردوغان خلال كلمة له عقب اجتماع لمجلس الوزراء “نواصل مهامنا لتوفير الأمن والاستقرار على حدودنا في ظل الهجمات الإرهابية المستمرة”، موضحاً أنه “سيم اتخاذ القرارات ذات الصلة خلال جلسة مجلس الأمن القومي الخميس المقبل.

وأضاف “سنبدأ باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة في عمق 30 كيلومتراً على طول حدودنا الجنوبية مع سوريا”، موضحاً أن “العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن”.

وتؤمن المنطقة العازلة لاردوغان دفعا للمشروع الذي اعلن عنه، ويتعلق بإعادة مليون لاجيء سوري الى هذه المنطقة ، وهو ما قد يستفيد منه اردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، مع تحميل المعارضة التركية الرئيس اردوغان مسؤولية اغراق تركيا باللاجئين السوريين وما سببه ذلك من ضغط اقتصادي في البلاد.

وتراهن انقرة على انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، مع تخفيض عديد قواتها في سورية، لتغيير المعادلة العسكرية في الشمال السوري، ولو كان من المستبعد ان يدخل الجيش التركي في معركة مباشرة مع الجيش السوري او التوغل في مناطق سيطرة الدولة السورية، الا ان دخول تركيا مناطق “قسد” يعتبر تمزيقا للتفاهمات المبرمة بين الرئيسين اردوغان وبوتين، وتحركا احاديا مدعوما بغض النظر الأمريكي، وتخلي امريكي عن حلفائها الكرد في سورية.

وعلى الأرجح فان خريطة العملية العسكرية التركية المزمعة ستشمل ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدن الباب وراس العين وتل ابيض شمال سورية على حساب قوات سورية الديمقراطية “قسد” حيث تصنف تركيا الأحزاب الكردية في مناطق شمال شرق سورية كتنظيمات إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.

وبالتزامن مع قرع اردوغان طبول المعركة، اكدت” قوات سوريا الديمقراطية” عدم حدوث أي تغيير استراتيجي في توزع وانتشار القوى الدولية في مناطق شمال وشرق سوريا، كما أكدت أنها تدرس مستوى التهديدات التركية.

وأصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية بياناً حول التهديدات التركية الأخيرة حول شن عملية عسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا. وقال البيان ” لا تغيير استراتيجي في توزع وانتشار القوى الدولية الضامنة في مناطق شمال وشرق سوريا، تسخين الأجواء واستعراض قوة الاحتلال من قبل الدولة التركية تأتي في سياق محاولات ضرب الاستقرار والاستجابة الطبيعية من قبل الاحتلال لمحاولات إعادة تنشيط فلول داعش.

قواتنا تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة لمناطق شمال وشرق سوريا وتتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة.”

حض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأسبوع الماضي على دعم جهود بلاده لإقامة منطقة امنة على حدودها الجنوبية مع سوريا لاستيعاب اللاجئين.

وقال إردوغان أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي، الأربعاء الماضي الآن بدأ توطين الناس في المناطق الآمنة داخل سوريا، معظم المناطق الآمنة التي تحدثنا عنها اكتملت، وبدأ الناس يسكنون فيها، وبدأ العمل فيها من جديد، في إشارة إلى خطة لإعادة توطين مليون لاجئ سوري وقال اردوغان “علينا أن نخاطب كل الحلفاء في المنطقة، وأيضاً الحلفاء في حلف الناتو… فلتقفوا مع تركيا أمام هذه التحديات ولا تمنعوها من السير قدماً في إنشاء هذه المنطقة الآمنة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى