تعالوا نفرح معا …

 

لا أدري ما الذي دفعني إلى هذا التصرف العجيب … أن أتصل بأقربائي و أصحابي أدعوهم إلى سهرة رأس السنة الجديدة 2019 في داري ، و إذا لم يوافقوا فليقترح أحدهم أي مكان آخر فأنا جاهز للمشاركة ….

اكتشفت سخافة محاولاتي هذه حين أنهيت مخابراتي وكيف وجدت أخيرا جواب الجميع واحدا:

– أسفون يا أستاذ ” سنقضي هذه المناسبة في البيت وعلى الأغلب أننا سنتعشى معا وننام مبكرين … لا عيد عندنا منذ أكثر من سبع سنوات إذ من لديه القدرة على النسيان و بالتالي على الضحك و المرح ….كيف ننسى أطنان البؤس التي هطلت علينا كوارث من الاصناف الرديئة فماذا تريد منا أن ن نصنع بعد كل هذا ؟!!

كان المسلمون و المسيحيون من هؤلاء الأصحاب يعتذرون و يجيبون بالمنطق ذاته و كأن الجميع متفقون على رأي واحد والطريف أو العجيب أن جميع الإجابات كانت واحدة ومع ذلك لا أنكر أنني استغربت هذا الموقف الدرامي الواحد، و كأنني كنت آمل أن يوافق أحدهم وعلى دعوتي و يساعدني على إقناع الآخرين ثم شيئا فشيئا بدأت أشعر بسخافة ما أقوم به من محاولات لخلق احتفال في داري على الأقل في مناسبة رأس السنة الجديدة.

و هكذا مكثنا وحدنا في دارنا بعددنا القليل و حاولت زوجتي جهدها إنقاذ الموقف في صنع كبة نية ، وكبة مشوية لعشاء السهرة….

كان في ودي أن  أكتب للعام الجديد خاطرة غير هذه ولكن قلمي لم يصنع سوى ما حدث فعلا … لقد انقرضت على ما يبدو قدرات البشر في بلادنا على المرح الحقيقي في الأعياد المختلفة التي تمر بنا و لم تعد أعيادا …

ماذا حدث يارب ؟! …. ماذا حدث ياناس …يا بشر ….

هل ضاعت فرصتنا الأخيرة على الإعتراف بأن الحياة يمكن ان تستمر مهما أصابنا و تعود إلى مجراها الطبيعي ؟!… هل هذا صحيح ؟

أنا شخصيا ودعت الأعياد من زمان … بعد أن امتلأت باليأس و الكأبة و اللامبالاة !..

ها أنذا في شيخوختي أبذل جهدا جديدا لاسترداد قدراتي العريقة على الفرح و المرح والتفائل و المحبة …. وأقول لنفسي : أنت مخطئ يا رجل … إن الحياة لا يمكن أن تسوء إلى هذا الحد المفجع وأننا سنجد وسيلة بالتأكيد تساعد على استرداد طاقاتنا الإنسانية العالية…

لا … لم نمت بعد … إننا ما نزال أحياء !….

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى