تعليقات

الحرائق نار…ورماد أيضاً!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ 1 ـ

مات كاسترو…
ماذا يعني لي موت كاسترو؟
إنه الرجل الذي حاول الثورة، في المرة الآولى، بثمانين رجلاً وفشل، ثم حاول مرة أخرى بثلاثمائة رجل…فدخل هافانا وفي المقدمة الثائر الذي ما تزال صوره على قمصان العالم…غيفارا.
كاسترو كان ابن شعب، وليس ابن عقيدة، وحسب الجغرافيا هو جزء من أرخبيل الأمبريالية…تبعد كوبا عدة أميال عن فلوريدا.
صمد خمسين سنة لحصار كامل. فعلّم كوباوالكوبيين الصناعة والتقدم. وهي التي عاشت لا تعرف سوى السيجار وقصب السكر ورقصة السامبا بعد كؤوس من الروم الذي يمكن استخدامه لتأسيس مملكة التنابل، ولتدعيم إنتاج السنابل في وقت واحد بجهاز عصبي واحد.
مات كاسترو، وهذا مدعاة لحزني كلما رأيت صوره وهو فتى إلى جوار غيفارا… تذكرت كم كبرنا نحن، ذلك الجيل الحالم، وما زلنا كلما كبرنا تراجعت أحلامنا…شابت وتحت الأنقاض.
مات كاسترو، وبقيت الفكرة…
تستطيع الشعوب الصغيرة أن تكون إرادة كبيرة، تنتصر وتتقدم وترقص السامبا التي تريد.

ـ 2 ـ

يوم 25 تشرين الثاني…يوم عالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
لا تستطيع أشجار الغابة التي احترقت في حيفا، هذا الأسبوع أن تصنع ورقاً كافياً لرواية العنف العام أو الخاص بالمرأة…هذه مجلدات بشاعة دائمة، وأعتقد أن من أسبابها التفريق، المتوج دينياً، بين رجل وإمرأة. كما أن ثقافة القوة المنتمية إلى سوق العمل والحرب…ساهمت في توجيه قبضة رجل “سيد” إلى إمرأة “سبية أو عبدة، أو ذات عشرة أطفال، دون مأوى”.
” لا تضرب إمرأة حتى ولو بزهرة” هذه جملة من فم بوذا إلى آذان مريديه. وهو لم يكن خريج هارفارد.
أما المفتي السعودي فيقول، تبريراً لحرمان المرأة من قيادة السيارة: بأن مطبات الطرق ترجّ السيارة، فيزداد ارتجاج فرج المرأة، فتثار وتقع في المحظور. وإذا كانت مرضعة…انخض حليبها فأصبح لبناً رائباً.

ـ 3 ـ

منذ اندلاع الحرب في/ وعلى سورية ساهم الأتراك، على وجه اليقين في مقتل مائة ألف سوري بصورة مباشرة وغير مباشرة. وعندما قتل ثلاثة جنود أتراك أقاموا حفلة توعّد بيوم قيامة انتقامي.
أنا لا أحب هذا الغباء بالاستخدام الدعاوي لفكرة “العثمانية” وإعادة إحيائهامن قبل الدعاية العربية . فهي لا تضيف شيئاً إلى الفلسفة أو الذاكرة التركية، ولا توقظ الموتى العرب الذيم هم أحفاد الموتى العثمانيين زمن السلطنة.
ولذلك…فإن حرب أردوغان ليست تتمة لمشروع محمد الفاتح أو السلطان سليم أو الباشوات في البلقان، إنها السياسة التي تجعل المصالح تبدو غير معقولة. ولفرط تطرفها، وغبائها… تبدو عثمانية أيضاَ. بدلاً من ذلك – فكر معي – بأن طائرة سورية قصفت جنوداً أتراكاً، محمية بطائرات روسية تحوم فوق الطرفين ، وهي من منعت انتقاماً.

ـ 4 ـ

“حريق حيفا…إسرائيلي بأشجار فلسطينية…”
يمكن أن يقال الكثير عن هذا الحريق، وأن يستخدم في إنتاج الرموز العديدة. وقد فعل ذلك كتاب وصحفيون ، ولكن ثمة لغة أخرى هي لغة الرماد. وهي اللغة، التي لن تحسب إسرائيل لها حساباً….
وهكذا…
سيكون على ما تبقى من الغابة تأمين الفحم للأراكيل في المقهيين الفلسطيني والإسرائيلي.
من بين الرموز…أن النار وصلت إلى قرية فلسظينية اسمها “أم الفحم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى