تل أبيب: رفع حالة التأهّب بالممثليات الإسرائيليّة بالعالم للقصوى تحسبًا لضرباتٍ إيرانيّةٍ جريئةٍ ومُحكمةٍ ونتنياهو: إيران نصبت صواريخ دقيقة جدًا باليمن والقادرة على ضرب كلّ بُقعةٍ بالكيان

 

كشفت مصادر أمنيّة وسياسيّة في تل أبيب، وُصِفَت بأنّها واسعة الاطلاع، كشفت النقاب في حديثها للقناة الـ11 في التلفزيون العبريّ، عن أنّ السلطات ذات الصلة في كيان الاحتلال أصدرت أوامرها لمجموعةٍ كبيرةٍ جدًا من السفارات والقنصليات والممثليات الإسرائيليّة في جميع أرجاء العام برفع درجة التأهّب إلى الدرجة القصوى، وذلك استنادًا إلى معلوماتٍ استخباراتيّةٍ من أذرع الأمن في تل أبيب وأذرع الأمن الصديقة في الغرب بأنّ إيران تُخطِّط لتنفيذ عملياتٍ إرهابيّةٍ ضدّ هذه الممثليات، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ الإنذار خطير جدًا.

ونقلت مُراسِلة الشؤون السياسيّة في التلفزيون العبريّ، غيلي كوهين، عن المصادر عينها قولها إنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران باتت أكثر جرأةً من ذي قبل، كما أنّها باتت تُخطِّط لعملياتٍ ضدّ إسرائيل بشكلٍ مُحكمٍ للغاية، كما أكّدت المصادر في حديثها للتلفزيون العبريّ.

في السياق عينه، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران يوم أمس الاثنين بالبحث عن سُبل لشنّ هجومٍ بصواريخ دقيقة التوجيه على إسرائيل من اليمن، في إشارةٍ إلى أنّ هذا البلد العربي الذي تُمزقه الحرب قد يتعرّض لهجومٍ إسرائيليٍّ وقائيٍّ، كما نقلت عنه مُراسِلة الشؤون السياسيّة في هيئة البث العامّة الإسرائيليّة، غيلي كوهين، وهي شبه رسميّةٍ.

ولفتت المُراسِلة السياسيّة في التلفزيون العبريّ إلى أنّ ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيليّ التي خلت من تفاصيل، جاءت لدى استضافته لوفدٍ أمريكيٍّ رفيعٍ وبعد أيامٍ من تحذيراتٍ صريحةٍ بشكلٍ غيرُ معتادٍ في إسرائيل من أنّ حربًا قد تندلع مع إيران أوْ حلفائها على أكثر من جبهةٍ كما أكّد رئيس الوزراء الإسرائيليّ.

يُشار في هذا السياق إلى أنّ نتنياهو، الذي كان يُلقَّب في الدولة العبريّة بالـ”ساحِر” لجأ إلى توسّل الجمهور الإسرائيليّ بالثقة فيه وتصديق أقواله التي تتطرّق فيها إلى أنّ الأحداث الأمنيّة الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، دون أنْ يُحدّدها، تدور بسرعةٍ بالغةٍ، وهي ضدّ إسرائيل، وبالتالي على الكيان أنْ يتحضّر قبل فوات الأوان، لأنّ الأعداء يتربصون، مُشدّدًا في حديثه على أنّ أقواله صادقة ولا تدخل في إطار “زرع الأخبار” غيرُ الصحيحة.

ومن الأهمية بمكان الإشارة في هذه العُجالة إلى أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران لم ترد على مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وكذلك حركة أنصار الله في اليمن (الحوثيون)، المُتحالِفة معها في اليمن على الادعاء الإسرائيليّ حتى الآن. ولفتت المصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب، كما شدّدّ التلفزيون العبريّ، إلى أنّ الحوثيين يقومون باستخدام صواريخ وطائرات مُسيّرة في حربهم ضدّ تحالفٍ عسكريٍّ بقيادة السعودية، لكن لا يوجد ما يؤكِّد امتلاكهم أسلحة قادرة على قطع مسافة ألفي كيلو متر إلى إسرائيل، بحسب المصادر عينها.

بالإضافة إلى ذلك، قال نتنياهو في كلمةٍ ألقاها بالقدس المُحتلّة إنّ إيران ترغب في تطوير صواريخ دقيقة التوجيه يمكنها ضرب أيّ هدفٍ في إسرائيل ضمن حدود الخطأ التي تصِل من خمسة إلى عشرة أمتار فقط، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ إيران تأمل في استخدام كلٍّ من إيران والعراق وسوريّة ولبنان واليمن كقواعد لمهاجمة إسرائيل بقذائف وصواريخ دقيقة التوجيه، مُشدّدًا على أنّه إنه خطر، لا بلْ خطر هائل، على حدّ قوله.

وفي وقتٍ سابقٍ خلال حديثه للصحافيين قبل اجتماعه بوزير الخزانة الأمريكيّ ستيفن منوتشين وكبير مستشاري الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، أكّد نتنياهو شكوك إسرائيل وواشنطن بأنّ إيران تُحاوِل تحديث ترسانة الصواريخ الخاصّة بحزب الله اللبنانيّ بأنظمةٍ دقيقة التوجيه، كما قال.

وتابع نتنياهو قائلاً، كما أفاد التلفزيون العبريّ، وهو الذي حثّ إدارة ترامب على فرض عقوباتٍ على الإيرانيين بسبب برنامجهم النوويّ وأنشطتهم الإقليميّة الإرهابيّة التي زعزعت الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، تابع قائلاً إنّ الإيرانيين يسعَوْن أيضًا لتطوير ذلك وشرعوا بالفعل في ذلك في اليمن بهدف الوصول إلى إسرائيل من هناك أيضًا، على حدّ قوله.

ونقل التلفزيون العبريّ عن مصادر عليمةٍ جدًا في المنظومة الأمنيّة بكيان الاحتلال، نقل عنها قولها إنّ الجيش الإسرائيليّ سيكون مُلزمًا من الآن فصاعدًا للاستعداد بالسرعة المطلوبة لإمكانية اندلاع مواجهةٍ في الجبهة الشمالية، والتي قد تنتقل فورًا لمواجهةٍ في نظيرتها الجنوبيّة، وَمَنْ يعلم فقد تندلع مواجهةً في جبهاتٍ أخرى ليس فقط من حزب الله، وإنمّا من خلال انضمام سوريّة وإيران، وَمَنْ يعلم فقد ينضم لواء تنظيم (داعش) في سيناء كي ينفذ هجماتٍ بحريّةٍ من الغرب، طبقًا للمصادر التي تحدثت للتلفزيون العبريّ، وطلبت عدم الكشف عن هويتها.

وخلُصت المصادر الإسرائيليّة إلى القول إنّه لا يُمكِن تجاهل المعطيات الخارجيّة مثل الانسحاب الأمريكيّ من المنطقة، وتزايد القدرات الإيرانيّة، بالإضافة للتفاعلات الحاصِلة في قطاع غزّة، وقدرة حزب الله على إدخال كلّ إسرائيل للملاجئ، وامتلاكه ترسانة صواريخ قادِرة على إصابة أيّ بُقعةٍ في الكيان، كما أكّدت.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى