تحليلات سياسيةسلايد

جاويش أوغلو إلى القاهرة بعد سنوات من القطيعة والتوترات

تسعى تركيا لتسريع خطوات مصالحة تبدو بطيئة مع مصر على الرغم من لقاء ومصافحة نادرين بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي في افتتاح مونديال قطر 2022 والتضامن المصري مع أنقرة على اثر زلزال 6 فبراير/شباط الماضي واتصال السيسي بأردوغان وإعلانه استعداد بلاده للمساعدة في مواجهة تداعيات أسوأ كارثة طبيعية.

ولتعزيز هذه الجهود توفد تركيا لأول مرة إلى القاهرة وفدا بقيادة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الذي يصل غدا السبت إلى العاصمة المصرية، في بادرة جديدة تشير إلى دفء العلاقات بين البلدين بعد عشر سنوات من القطيعة والتوترات بسبب الإطاحة بمحمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي كان رئيسا لمصر وحليفا لأنقرة.

وستكون هذه الزيارة لكبير دبلوماسيي تركيا لمصر منذ أن قاد الرئيس عبدالفتاح السيسي الإطاحة بمرسي عندما كان قائدا للجيش في يوليو/تموز 2013.

وتأتي الزيارة بعد أسبوعين من زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لأنقرة للتضامن معها بعد الزلازل المدمرة التي راح ضحيتها ما يربو على 50 ألفا في تركيا وسوريا.

وقالت وزارة الخارجية التركية “ستتم مناقشة كل أوجه العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر بخصوص القضايا الإقليمية والدولية”. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية عن الزيارة بالتزامن مع بيان تركيا.

وكان مرسي الذي توفي في 2019 عضوا بارزا في جماعة الإخوان المسلمين وحظي بدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه. وكانت هناك إشارات على زيادة في التقارب بين تركيا ومصر في الأشهر القليلة الماضية.

وصافح السيسي أردوغان خلال افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر العام الماضي. وتحدث الرئيسان عبر الهاتف في أعقاب زلازل تركيا الشهر الماضي وزار شكري تركيا يوم 27 فبراير/شباط في زيارة هي الأولى منذ عشر سنوات.

وقال جاويش أوغلو بعد تفقده للمناطق المنكوبة بالزلازل إنه قد يزور مصر قريبا وإن لقاء بين أردوغان والسيسي قد يحدث بعد ذلك “إما في تركيا أو في مصر”.

وفي إشارة أخرى على تطبيع العلاقات، قال جاويش أوغلو في نوفمبر/تشرين الثاني إن تركيا قد تعيد سفيرها إلى القاهرة “في الأشهر المقبلة”.

ويتجه البلدان إلى طي صفحة الماضي وإنهاء سنوات من التوتر والقطيعة ولم تمانع القاهرة استئناف العلاقات مع أنقرة، لكنها تتحرك في هذا الاتجاه بحذر، بينما تطرح معالجة بعض الملفات العالقة والوازنة يتعلق أهمها بالوجود العسكري التركي في كل من ليبيا وسوريا وكذلك ملف الإخوان المسلمين.

وتستضيف تركيا قيادات من جماعة الإخوان كثير منهم فارون من أحكام قضائية. كما وفرت لهم ملاذات آمنة في السنوات التي أعقبت عزل مرسي وسمحت لمعارضين مصريين بتأسيس قنوات إعلامية ومنصات الكترونية دأبت على مهاجمة السيسي وحرضت مرارا على الفوضى والانقلاب على نظام الحكم.

وفي العام الماضي أبدى الرئيس التركي انفتاحا على مصالحات واسعة ضمن خطة تصحيح مسار العلاقات الخارجية مع خصوم إقليميين بينهم الإمارات والسعودية وإسرائيل وكذلك مصر، مدفوعا بمخاوف من عزلة إقليمية وبأزمة اقتصادية حادة مع فقدان بلاده لأسواق مهمة كانت قبل الخصومات التي فجرها أردوغان، تدر إيرادات مالية لخزينة الدولة.

ومنذ أطلق خطة تصحيح المسار، منعت السلطات التركية المنصات الاعلامية المعارضة للسيسي وأغلبها في اسطنبول من التعرض للنظام المصري بأي سوء. كما أوقفت نشاط مقدمي برامج تلفزيونية دأبت على مهاجمة الرئيس المصري وحكومته، في خطوة أرادت من خلالها فتح باب التواصل الدبلوماسي وإبداء حسن النيّة.

وتجاوبت مصر بايجابية مع تلك الإجراءات لكنها تعاملت مع المبادرات التركية بحذر شديد، فيما لا تزال تلك الملفات الخلافية محور نقاش غير معلن وفي الغرف المغلقة.

 

ميدل إيست أون لاين 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى