تحليلات سياسية

جاويش أوغلو يشق جهود التهدئة مع أثينا بتصريحات استفزازية

 

سمم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ،جهود تهدئة التوتر القائم مع أثينا بصريحات استفزازية، بشأن الأقلية المسلمة، في تراقيا الغربية شرق اليونان.

وسرعان ما أثارت زيارة وزير الخارجية التركي للأقلية المسلمة في تراقيا خلال توجهه إلى اليونان، غضب أثينا في وقت تدفع يفه الدولية الأوروبية جهود رأب الصدع بين البلدين لخفض التوتر القائم مع اليونان بشأن أنشطة التنقيب في مياه شرق المتوسط المتنازع عليها بين البلدين.

وكتب تشاوش أوغلو في تغريدة عند هبوطه في مطار ألكسندروبوليس في شمال شرق اليونان قرب الحدود التركية، “قدمت اليونان للقاء أفراد من الأقلية التركية في تراقيا الغربية ومناقشة علاقاتنا الثنائية“.

وقام تشاوش أوغلو بزيارة مدرسة ثم قرية والقنصلية التركية حيث التقى ممثلين للأقلية المسلمة.

وكتب في تغريدة أخرى “لقد أكدت أننا سنقف على الدوام بثبات إلى جانب الأقلية التركية في نضالها من أجل حقوقها، وأكدت مرة أخرى دعمنا الحازم”.

تصف أثينا هذه الأقلية بأنها تضم مسلمين متعددي الاتنيات، وأثار وصف تشاوش أوغلو لهم بأنهم “أتراك” ردا غاضبا من وزارة الخارجية اليونانية.

وقالت الوزارة في بيان إن “الأقلية المسلمة في تراقيا تعد حوالى 120 ألف شخص يونانيين”، مضيفة أن “المحاولات المستمرة من تركيا لتحريف هذه الحقيقة وكذلك مزاعم عدم حماية حقوق هؤلاء المواطنين أو التمييز، لا أساس لها من الصحة ومرفوضة بالكامل”.

وأضافت الوزارة أن “اليونان ترغب في تحسين علاقاتها مع تركيا لكن مع احترام القانون الدولي كشرط مسبق”.

تضم منطقة تراقيا الغربية اليونانية ما يصل إلى 150 ألف مسلم نالوا وضع أقلية بعد معاهدة لوزان عام 1923 عند نهاية الحرب بين تركيا واليونان والتي أذنت بسقوط السلطنة العثمانية. تقول تركيا باستمرار ان اليونان لا تحمي بشكل جيد حقوق هذه الأقلية التي يتحدر الكثير من أفرادها من أصول تركيا أو هم ناطقون بالتركية.

أثار تشاوش أوغلو هذه المسألة ذاتها في منتصف أبريل/نيسان خلال مؤتمر صحافي عاصف مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس.

وقال تشاوش أوغلو آنذاك “انتم لا تسمحون للأقلية التركية بأن تطلق على نفسها تسمية تركية. انتم تسمونهم مسلمين”. وأضاف متوجها الى دندياس الذي نقل من جانبه استياء اليونان العميق من تحويل تركيا العام الماضي كاتدرائية آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، “إذا كانوا يعتبرون أنفسهم أتراكا فهم أتراك – عليكم أن تعترفوا بذلك”.

ومن المقرر أن يلتقي تشاوش أوغلو الاثنين في اثينا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ونظيره ديندياس في محاولة للحفاظ على الحوار بعد تدهور العلاقات بين البلدين اثر إرسال أنقرة العام الماضي سفينة للتنقيب عن الغاز بمواكبة أسطول بحري إلى المياه القريبة من الساحل التركي والتي تطالب بها اليونان.

وكان تشاوش أوغلو أعلن في وقت سابق أن هدف زيارته هو التحضير للقاء ثنائي بين ميتسوتاكيس والرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل في 14 يونيو/حزيران.

من جهتها اعتبرت وسائل الإعلام اليونانية أن زيارة تشاوش أوغلو تشكل “اختبارا” قبل لقاءاته في أثينا، حاولت الحكومة اليونانية التقليل من أهمية هذه الزيارة إلى تراقيا قبل وصوله إلى أثينا.

وقالت الناطقة باسم الحكومة اليونانية اريستوتيليا بيلوني الخميس إن “زيارة تراقيا هي زيارة خاصة. اليونان بلد منفتح وديمقراطي لا يحظر الزيارات الخاصة. في ما يتعلق بالأقلية (في تراقيا)، فانها تستفيد من وضع مساواة”.

ووضع الأقلية المسلمة في تراقيا يشكل أحد مواضيع الخلاف الكثيرة بين البلدين.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى