تحليلات سياسيةسلايد

جنرالٌ إسرائيليٌّ: خسرنا الحرب مع (حماس) وحلفاءنا بالعالم بوتيرةٍ سريعةٍ …

زهير أندراوس

مع استمرار العدوان الهمجيّ والبربريّ ضدّ قطاع غزّة ودخوله الشهر السادس دون تحقيق إنجازاتٍ إستراتيجيّةٍ لجيش الاحتلال، ومع مواصلة حزب الله اللبنانيّ بتحدّي دولة الاحتلال وقصف شمالها يوميًا، وتهجير سُكّانها منذ نصف سنة، بدأت تعلو الأصوات في الكيان حول جدوى الحرب، وما ينتظر الدولة العبريّة من مآسٍ في حال اندلاع الجبهة الشماليّة، لأنّه وباعتراف كبار القادة السياسيين والأمنيين في تل أبيب فإنّ قوّة حزب الله تفوق قوّة حركة (حماس) بعشرات الأضعاف، كمًا ونوعًا.

 

وفي هذا السياق قال الجنرال احتياط يتسحاق بريك في مقالٍ نشره بصحيفة (معاريف) العبريّة إنّه “لا يمكن الكذب على الناس لوقت طويل، فإنّ ما يجري بغزة وبالمواجهة مع حزب الله في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلاً أم آجلاً، وعندها ستظهر الحقيقة العارية الكاملة.”

وتابع: “لا يوجد تفكير استراتيجي، ولا مواجهة مع المشكلات الحقيقية، لأنّ الدولة تُفضِّل أنْ تعيش في الأوهام، فَهُم يهتمون بالصور من أجل إرضاء الجمهور والجيش، ولا يحضّرون الجبهة الداخلية لحربٍ إقليميّةٍ ستكون أصعب وأقسى آلاف المرات من الحرب بالقطاع”.

وأضاف: “في كلّ يوم يُقتل لنا جنود ويسقط جرحى بكمائن وعبوات لدى دخولهم منازل مفخخة من دون أنْ تُفتَش، ومن دون استخدام الوسائل المناسبة قبل دخولهم، ورئيس هيئة الأركان صامت ومنقطع عن الواقع، فمنذ وقت، فقد السيطرة على الميدان، لكنّه بدأ تعيين قادة على شاكلته”.

وشدّدّ بريك على أنّ “هذه فضيحة، وهي الأخطر منذ تأسيس الجيش، فقد فشل رئيس هيئة الأركان فشلاً ذريعًا منذ تأسيس الدولة، وبدلاً من تحمُل المسؤولية والاستقالة، قرر المحافظة على هذا الجيل من الفوضى والتقصير الذي يترأسه مع القادة الذين يشاركونه التقصير، وهُم يعيّنون قادة ألوية وعمداء، جزء منهم يتحمل مباشرة مسؤولية ما جرى، للمحافظة على إرثهم الذي أدى إلى أكبر كارثة شهدتها دولة إسرائيل خلال 75 عامًا منذ قيامها ويجب إيقاف رئيس الأركان فورًا”.

ورأى في مقاله، الذي نقلته للعربيّة مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة: “لقد خسرنا الحرب ضد (حماس)، ونخسر الآن حلفاءنا في العالم بوتيرةٍ سريعةٍ، والقضاء الكامل على (حماس) لم يعد مطروحًا على جدول الأعمال، ولم ننجح في إعادة المخطوفين”.

وشدّدّ بريك على أنّ “المناورة التي هلل لها كلّ الإسرائيليين لم تصمد بالاختبار، ولم تعطِ النتيجة التي يضع الجميع فيها آمالهم. صحيح أنّ المقاتلين يقاتلون بشجاعة، لكن وزير الأمن ورئيس هيئة الأركان أدارا الحرب من زاوية تكتيكية، لا استراتيجية، وفي المعارك التكتيكية لا يمكن أنْ ننتصر في الحرب.”

وأوضح الجنرال المُتقاعد أنّه “إذا لم ننجح بإعادة جزء من المخطوفين أحياءً، فإنّ هذه الحرب ستسجَل في وعي الجمهور كأكبر تقصيرٍ بين حروب إسرائيل منذ تأسيسها، سواءً أكان من جهة الضربة الفظيعة التي تعرّضنا لها في أكتوبر 2023، أمْ من جهة الفشل الذريع في القتال في قطاع غزة.”

ولفت إلى أنّه “حتى الآن، فإنّ المستوى السياسي يعمل على إقامة إدارةٍ دوليّةٍ تحل محل السلطة المدنية لـ (حماس)، ونحن قريبون جدًا من “صوملة” الوضع في غزة، إذ لا يوجد قانون أوْ سلطة كما يجري منذ سنوات في الصومال”.

ولفت إلى أنّ “نتنياهو ووزير الأمن وقائد الأركان، يقودوننا إلى اللامكان، وفي طريق بلا مخرج، ولا سبيل للعودة إلى الوراء. ويسود بينهم توتر كبير، وكلّ واحدٍ منهم يمسك بيد رفيقه محاولاً المحافظة على تماسكه، وهُم يفعلون كلّ ما يخطر في بالهم، ويُضعفون كيان الأمة بصورةٍ مخيفةٍ”.

ورأى “أنّهم أيضًا هم الذين جلبوا علينا أسوأ جحيمٍ على وجه الأرض بتاريخ شعب إسرائيل منذ أيام المحرقة النازية، بالإضافة إلى أنّهم يُمهدون الطريق للجحيم القادم دون تفكيرٍ إستراتيجيٍّ أوْ عقلانيٍّ، إنّما انطلاقًا من العواطف والمخاطرة بأمن البلد والاستمرار في القتال. وفي رأيهم، فَهُم يقودوننا بالصورة الأفضل، على الرغم من أنّه مع كلّ يوم يمر، فإن الأهداف التي حدودها للحرب (القضاء الكامل على “حماس”، وإطلاق المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة) تبتعد أكثر فأكثر. فضلاً عن أن الاقتصاد والمسائل الاجتماعية والعلاقات الدولية تنتقل من تأجيل إلى آخر. فإلى أين نحن ذاهبون؟”.

واختتم الجنرال بريك: “هؤلاء الزعماء الثلاثة وصموا المجتمع الإسرائيليّ، وإذا اندلعت حرب إقليمية ودمرت الكيان، فإنّ شعب إسرائيل لن ينسى لهم ذلك أبدًا”، كما قال.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى