جنيف (8) قبل أن تنعقد!!

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

يتجه السوريون إلى جنيف للمرة الثامنة، وبطبيعة الحال ليس لديهم حقيبة موحدة للنقاش، حتى وإن بدا أن هناك جدول أعمال بين أيادي المنظمين، إذ أنه ورغم توحيد ((وفد معارض)) من جهة تكوينات منصة الرياض ومنصة موسكو ومنصة القاهرة، إلا أن هناك مشكلة لابد أن تعترض هذا الوفد من جهة غياب الأطراف الكردية الموجودة على الأرض والتي تجري مراهنات دولية عليها إضافة إلى وجود فريق منوع معارض داخلي سبق وسمي بمنصة حميميم، وتحتشد فيها مجموعة من القوى السياسية سبق بعضها وشارك في مباحثات مع المبعوث الدولي في جنيف .

ومع ذلك، يتهيأ المجتمع الدولي المهتم بالشأن السوري لمعطيات جديدة تتعلق بالحل السوري ومسألة وقف الحرب، وفي عناوين المعطيات المتعلقة بهذا الشأن ستجري مناقشة بين الطرفين (النظام) و(المعارضة) حول موضوعين يشغلان بال (المعارضة) ولايشغلان بال (النظام)، وهما : الدستور والانتخابات..

وفي هاتين العبارتين تكمن سبع سنوات من الحرب يبدو أن أحد الطرفين تغاضى عنها عندما تصور أن الأمور أضحت ناضجة لفرض ترويج وجهة نظره عن الحل، وأن الحل أضحى كتابة الدستور الذي يريده وانتخاب الرئيس الذي يبتغيه!

في هذه الحالة يبرز سؤال على غاية الأهمية يقول : ما الذي سيتفجر في جنيف (8) ، وهل الأمور ناضجة فعلا ، ولو لتفاهم واحد؟!

في تصور أولي لما سيحصل، فإن الوفد المعارض سيجد نفسه في تفاوض مع (الدولة) ، وليس (النظام) الذي يتحدث عنه على طول الخط، فإذا كان يريد دستورا جديدا، فعليه أن يمر عبر الدولة ومؤسساتها وقوانينها ، وباختصار عبر دستورها، وهي وجهة نظر لم تظهرها صراحة إلا الشخصية الأبرز في منصة موسكو الدكتور قدري جميل، وخاصة أنه أمضى أسابيع طويلة من النقاش في اللجنة التي صاغت دستور 2012 ، وعبّر أكثر من مرة عن آراء مهمة في الدستور الجديد لم يستطع تثبيتها لأنه ببساطة كان (أقلية) في لجنة الصياغة التي أعدته للاستفتاء!

كيف سيتعامل الوفد الموحد للمعارضة، مع هذه النقطة، وإذا كان سيرفض هذا المنطق، وهذا ما سيحصل، فإن جنيف (8) أمام عقبة كأداء . وإذا وافق على أن يجري ذلك ضمن (الدولة) التي كان يظنها (نظاما)، فلماذا وقعت الحرب لمدة سبع سنوات ؟!

في هذه الحالة كيف ستكون وجهة نظر الوفد المفاوض (الحكومي) السوري، المقابل للوفد (المعارض) الذي نتج عن جمع المنصات الثلاث؟! الجواب سيكون أكثر وضوحا مع تفهم حالة الدولة السورية، إذ أن هذا الوفد سيركز على السلال الأربع ، وعلى رأسها الارهاب:

ــ ينبغي أن يستمر السوري بمكافحة الارهاب، ونسج كل من شأنه تحصين البلاد منه .

ــ إن الاستمرار في مكافحة الارهاب ينتج عنه سعي جدي لكل من يريد الحل السياسي للعمل على سد الطريق أمام المجموعات المسلحة المشتبه في علاقتها مع النصرة أو داعش أي أن المعركة مفتوحة ولم تنته بعد.

ــ أن يجري الشروع في إعادة البناء مع القوى الصديقة لتتمكن سورية من استيعاب الهجرة الراجعة إلى الوطن من قبل ملايين السوريين، وهذا أحد أهداف الحل.

ــ الاستمرار في الحوار الوطني من خلال تجربة أستنة للتأسيس لوجهة نظر موحدة بين (المعارضة) و(الحكومة) لتشكل آليات نقاش حول تغيير دستور 2012 أو تعديله .

أما ما يتعلق بالانتخابات فهذا سينتج حكما عن الاتفاق على الدستور !

إذن في جنيف (8) نحن أما محطة من المحطات لاتتميز عن غيرها سوى في تحويل (المعارضات ) إلى معارضات بأسماء جديد أقل من قبل، حتى وإن اتفقت الدول الداعمة لها وهنا ثمة من يسأل : وماذا عن قمتي سوتشي بين الرئيس بوتين والرئيس الأسد وبين الرئيس بوتين ورئيسي تركيا وإيران ؟!

سؤال مهم ستجيب عنه اجتماعات جنيف (8)، بانتظار تفاهمات جديدة وستتضح في مؤتمر سوتشي للحوار بين السوريين، فهل سيحقق جنيف (8) اختراقا مهما ؟! ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى