حاتم علي لـ«السفير»: «سفينة نوح» لن يتجاهل الأزمة

بين جبيل وعمشيت وبعض مناطق شمال لبنان، تتنقّل كاميرا حاتم علي حالياً، لتصوير مسلسل «سفينة نوح» (إنتاج «كلاكيت»)، المرتقب عرض الجزء الأوّل منه في رمضان المقبل. خلال الوقت المستقطع من التصوير، تحدّث علي لـ «السفير» في اتصال هاتفيّ، عن بعض ملامح العمل المقتبس عن رواية «العرّاب» لماريو بوزو. يقول المخرج السوري إنّ المسلسل يتألّف من ثلاثة أجزاء، كلّ جزء منها يمتدّ على ثلاثين حلقة، لم يقع بعد الاختيار على قناة عرضها.

كتب نصّ «سفينة نوح» رافي وهبي، وتشارك في بطولته منى واصف، وجمال سليمان، وسمر سامي، وباسم ياخور، وباسل خيّاط، وسلمى المصري، وقيس الشيخ نجيب من سوريا، وأمل بشوشة من تونس، وسميرة بارودي وزياد برجي من لبنان. بعد إنجاز المشاهد المقرّر تصويرها على الأراضي اللبنانيّة، ينتقل فريق العمل إلى أبو ظبي، ليستكمل ما تبقّى منها هناك.

وكان من المفترض أن يتمّ تصوير بعض مشاهد العمل في سوريا أيضاً، بحسب ما يُخبرنا علي، إلّا أنّ ظروف الأزمة الحاليّة حالت دون ذلك. هكذا، حاول المخرج الاستفادة قدر الإمكان من بعض المناطق اللبنانيّة، لخلق طابع شاميّ لبيئة عمله، بحسب تعبيره. يقول ذلك، وفي صوته الكثير من الحزن، مؤكّداً أنّه «لا يؤيّد فكرة تصوير الأحداث المفترض أن تجري في سوريا خارج البلاد، من خلال محاولة خلق عوامل شبيهة بالعالم الأصلي». تلك تجربة غير ناجحة برأيه، بعد مسلسل «قلم حمرة» الذي أنجزه العام الماضي، ويبدو غير مقتنعٍ تماماً بالبعد المكاني للحدث فيه. هاجس توفير شرط المكان الأمثل، أمر متوقّع من مخرج «ربيع قرطبة» الذي استعان بخبراء ديكور محترفين لبناء منازل تحاكي نمط العمارة في صحراء الجاهليّة في «الزير سالم»، وصوّر ثلاثيّته عن الأندلس في بعض أماكن الحدث التاريخيّ الحقيقيّة داخل قصور المغرب.

بالرغم من قسوة التصوير خارج الشام، يجهد علي حالياً لإنجاز الجزء الأوّل من «سفينة نوح» في موعده، أيّ بالتزامن مع بداية موسم رمضان. المخرج الذي تعاون مع أبرز كتّاب الدراما السوريّة من ريم وأمل حنّا، ودلع الرحبي، إلى وليد سيف، وفادي قوشقجي، يقول إنّه أعجب بما قدّمه رافي وهبي في نصّ مسلسل «سنعود بعد قليل»، ما شجّعه على التعاون معه في أوّل لقاء بينهما ككاتب ومخرج، إذ إنّ وهبي عمل ممثّلاً في السابق تحت إدارته.

لم يسبق لحاتم علي أن قام بإخراج عمل مقتبس عن رواية عالميّة، وهو ليس المخرج الوحيد الذي يخوض غمار «العرّاب» هذا العام. فإلى جانب «سفينة نوح» من إنتاج «كلاكيت»، تنتج «سما الفنّ» عملاً عن الرواية نفسها بعنوان «العرّاب» عن نصّ لحازم سليمان يخرجه المثنّى صبح ويشارك في بطولته سلوم حداد، وعابد فهد، وعبد المنعم عمايري، وقصي الخولي، وسلافة معمار، ونسرين طافش. فكيف سيقارب علي القصّة الشهيرة، وما رأيه بإنتاج عملين مأخوذين عن الرواية ذاتها، للعرض في موسم واحد؟ برأيه فإنّ «صناعة عملين متشابهين في موسم واحد، هو هدر للجهد والمال». يقول: «التشابه في المسلسلين هو على صعيد الفكرة فقط، أي الاقتباس عن الرواية ذاتها، ما يخلق هذه الإشكالية حول إمكانيّة وجود تقاطعات بينهما. لكنّ «سفينة نوح» يعتمد على الرواية من حيث الخطوط العامّة، لكنّه يتحدّث عن شخصيّات سوريّة، ضمن عائلة كبيرة، تتألّف من أب وأولاد، ويسرد العلاقات التي تربطهم بمحيطهم. كما يتناول العمل فترة ما قبل الأزمة السوريّة، وذلك وجه الاختلاف الأساسي بينه وبين مسلسل «العرّاب» الذي يعود إلى أحداث تبدأ في ستينيات القرن الماضي».

سيدور العملان في زمنين مختلفين إذاً، وقد اختار حاتم علي الزمن الراهن. نسـأله إن كانت الأزمة السوريّة ستحضر في خلفيّة العمل، كما كانت في «قلم حمرة»، فيردّ مؤكّداً «إنّ أيّ عمل ننجزه اليوم لا يمكن أن يتجاهل ولن يتجاهل ما وصلت إليه الأمور في سوريا».

صحيفة السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى