أنسام صيفية

حرية التعبير ( 1 )

متى بدأ الكلام عن الحرية أصلاً؟

لم يبدأ الإنسان التفكير بحرية التعبير أو على الأصح حاجته إلى هذه الحرية إلا حين تخلص الفرد من مرحلة البدائية للبشر وربط المذكر وجوده بالأنثى ، و بالتالي أن التعايش و بسط نظام الأسرة فرض على الجميع ضرورة وضع حدود لهذه الحرية تضمن حماية حق الفرد في التعايش مع الأخرين وفي الوقت نفسه حماية المجتمع البشري من الإعتداء بعضهم على بعض.

مع هذا التطور الكبير في حياة الإنسان البدائي الفرد بات واضحا أن الحياة البشرية في حالة إنتقال الفرد من الأسلوب البدائي إلى النظام الإجتماعي صارت بحاجة ماسة إلى التفكير الجدي بالمعنى الأعمق للحرية في نظام التعايش البشري ووضع حدود للحرية الفردية ضمن حالة المجتمع البشري في مجتمع واحد و أن تكون هذه الحدود مستقاة من تأمين الضمان لحماية الحرية في قانون جديد للحريات العامة يحمي الأفراد داخل المجتمع الواحد من الإعتداء على الإنسان الأخر ضمن هذا المجتمع و بالتالي وضع قوانين إلزامية لجميع الأفراد من تجاوز حقوقهم الفردية الإعتداء على حقوق الأخرين داخل الوطن الواحد ….

كل هذا الشرح ليس سوى مقدمة موجزة ضرورية لتوضيح تعبير الإنسان عن أفكاره في مستواه السليم الذي يضمن الحق الفردي للإنسان داخل المجتمع و الذي يحمي هذا الحق من إعتداء الأخرين عليه.

إن موضوع الحرية معالجة بالغالة الصعوبة تقودنا إلى قضية إنسانية شائكة صعبة الإحتواء في مقالة محدودة الحجم – كالخواطر التي نكتبها عادة – و لا سبيل في موضوعنا هذا عن حرية التعبير من إضافة كتابات أخرمساعدة فعلا على الإحاطة بمشكلة تعبير الإنسان عن أفكاره ضمن مجتمعه ، ذلك أن المجتمعات الحديثة التي اخترعت أدوات التعبير خطيرة و متنوعة كالمخابرات الهاتفية ، والبرامج التلفزيونية وغيرها من أشكال التعبير وفنونه كالصراخ مثلا أو الرسم أو الفن التشكيلي عموما و غيرها من تصرفات تخدم عملية التعبير من دون إستخدام اللغة …فإلى اللقاء في أسبوع آخر نحاول فيه الإلمام بأصعب الخطايا التي تثيرها مسألة حرية التعبير…

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى