أنسام صيفية

حصتنا من الحياة

حصتنا من الحياة .. لا أنكر أنني ترددت كثيراً قبل أن أخوض في بحار هذا الموضوع الذي أنا فيه الأن …كيف نجد مستقبل الحياة البشرية كما نتصوره الآن ؟

إن العوامل التي دفعتني إلى إختيار هذا الموضوع كثيرة ومعقدة جداً وهي أميل ما تكون في صالح التشاؤم الذي يدفع الباحث إلى الأخذ بأسوأ النتائج التي تنتظر البشرية وهي في طريقها نحو المستقبل .

ثمة أمل غامض في أن البشر سوف يصحون أخيراً على ما بهمَ وهم من خراب في إرهاب المظاهر المعرّفة  لعملية التقدم الحضاري، فالموضوع إذن ضخم جداً ويحتاج إلى تأليف كتاب كامل لا إلى مقالة فحسب ، غير أننا سنحاول الدخول من الباب الضيق في أن الأمل الغامض لا يلغي أمر التفاؤل ولكنه لا يؤكده … والعكس صحيح أيضا أن التشاؤم لا يؤكد سيطرته على موضوعنا وإنما يدفع بقوة في إتجاهه.

يدفعنا موضوعنا في إتجاهه بسبب ما نراه على صفحة الحاضر من عوامل متنوعة يكاد سوادها يغطيها لما فيها من تحكم في تطور هذه العوامل نحو سيطرة إستخدام العنف أكثر فأعمق في إحداث الأختلاف والإنقسام بين الشعوب والدول المحدثة في عالم اليوم كأمريكا مثلاً التي تتكاثر فيها عوامل القوة والعنف التي تخالط عملية التقدم الحضاري في الإقتصاد و الإجتماع والسياسة مما يوحي أن المجتمع البشري في القارات الخمس ينحو نحو المزيد من التنافس المضطرب نحو الأسوأ إلى جوار القنبلة الذرية المهيأة للإستخدام في حالة شبه كاملة من التوتر والميل لاستخدام هذا السلاح الكارثي مثل كوريا الشمالية التي تجري بإستمرار تجارب التفوق في هذا السلاح و إستخدامه و لو من خلال إرتكاب الخطأ.

و إذا أضفنا إلى هذه الأخطاء ما تحمله هجمة “فيروس الكورونا ” منذ أشهر في إغتيال النفوس البشرية وكأن الطبيعة العذراء هي التي تقود هذه العملية العظيمة المستمرة في العالم أجمع لأول مرة في التاريخ وذلك لاتساع المساحة التي تهاجمها وصعوبة إيجاد اللقاح المانع لخطرها في جميع المجتمعات العالمية حتى الآن .

إلى أين إذن تمضي البشرية كما يبدو من خلال كل هذه المخاطر التي إختصرنا ذكرها إن استمرت مئات الأعوام مثلاً . لعلها إنتهت إذن حقاً حصة كوكبنا ” الأرض ” من الحياة التي تجري بها الأحداث المستمرة، وأن كوكبنا كما يبدو سوف يلتحق بإخوته الكواكب المحيطة بالشمس التي كانت فيما مضى من الأزمات السحيقة كواكب عامرة بالحياة كأصنام فقدت حياتها وباتت الآن كواكب جافة خالية تماما من الحياة !..

ماذا سيصيب الأجيال البشرية القادمة إذن بعد قرن أو قرنين و ثلاثة أو أكثر من الزمن ؟…هل انتهى حظ أرضنا من الحياة كما يبدو …؟ وسوف تنضم إلى عطارد والمريخ و المشتري والكواكب الميتة الأخرى ؟…

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى