لبيروت مكانة خاصة جدّاً في قلب فايا يونان (1992). منها انطلقت المغنية السورية رسمياً، بعدما تعرّف إليها الناس أوّلاً عبر دويتو «لبلادي» الذي أطلقته عبر يوتيوب مع شقيقتها الكبرى ريحان في خريف 2014. عشر سنوات راكمت خلالها فايا خبرة وتجارب فنية ورصيداً وافراً من الأغنيات التي تحرص على أن تكون «تشبهها». أعمال قوامها موسيقى بعيدة عن الاستهلاك والسرعة والألحان المكرورة، ونصوص تتناول مواضيع منوّعة بين الحبّ والوطن والحياة، وتتنقّل بين لهجات عربية مختلفة مع حصة وافرة للفصحى.وإلى بيروت، ستكون العودة مساء غدٍ الجمعة بعد غياب دام خمس سنوات لأسباب عدّة، أبرزها الأزمات المتلاحقة التي لا تزال ترزح تحتها «بلاد الأرز».
فايا يونان – أغاني لفلسطين وجنوب لبنان و«لكلّ بقعة تقاوم».
في مقهى يحتضنه قلب الحمرا النابض، تحدّثت إلينا ابنة مدينة حلب التي كبرت في السويد بلهفة عن شوقها الكبير للقاء الجمهور اللبناني في الحفلة التي تحييها مساء غدٍ الجمعة في O Beirut (أنطلياس). تتكتّم فايا عن الأغاني التي أدرجتها ضمن ريبيرتوار السهرة المنتظرة. مكتفيةً بالتأكيد أنّ أعمالها الخاصة ستطغى عليه فيما ستحضر أخرى معروفة لفلسطين وجنوب لبنان و«لكلّ بقعة تقاوم». أما الفرقة المرافقة، فسيقودها ريان الهبر الذي سيتولّى أيضاً العزف على البيانو. إلى جانب الموسيقيين: وليد ناصر (إيقاع)، وسلمان بعلبكي (إيقاع)، وأسامة الخطيب (باص)، ويعرب سميرات (كمنجة)، ومحمد بن صالحة (ناي)، وسام دعبول (قانون).
تشتهر فايا يونان بموافقها الوطنية الثابتة. خصوصاً في ما يتعلّق بالاحتلال الإسرائيلي. ومنذ بدء حرب الإبادة على غزّة في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي. تجاهر باستمرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأثناء وقوفها على المسارح برفضها لما يجري وتبنّيها للقضية الأولى: فلسطين.
رفع الصوت إزاء ما يجري هو واجب على كلّ منّا
لا تأبه صاحبة أغنية «بيناتنا في بحر» للثمن الذي قد تدفعه بسبب التضييق الذي يمارسه عمالقة التكنولوجيا على المحتوى المناصر لغزّة: «هذا لا يقارن بأيّ ممّا يحدث على أرض الواقع. أنا مقتنعة بأنّ رفع الصوت إزاء ما يجري هو واجب على كلّ منّا. وهو أضعف الإيمان. أما الانفصال عن الواقع الذي نلمسه عند بعض الفنانين والمشاهير من مجالات مختلفة. فينمّ عن تخاذل لأنّنا إذا لم نساند الحقّ في مثل هذه الظروف، فمتى الوقت المناسب؟».
هنا، تستطرد فايا يونان وتقول: «في بداية العدوان، مررت في مدة لم أقوَ فيها على الغناء أو اختبار أي شعور بالفرح وسط صدمة كبيرة. لكن اليوم وبعد مرور ثمانية أشهر تقريباً. أرى أنّ أهالي غزّة، خصوصاً أطفالها، علّمونا الصمود وثقافة الحياة. ولأنّ إسرائيل تريد كسرنا وتريد لشعور العجز أن يسيطر علينا، فلن نسمح لها بذلك. هذا دور الفن والثقافة وهما من أشكال المقاومة».
وفي ضوء استعار حملات مقاطعة المشاهير المتعاونين مع شركات داعمة للكيان الصهيوني، تشدّد يونان على أنّه «من المعيب التعاون مع هذه الشركات. كما ومن المعيب ألّا نقاطع وأن نخاف على مصالحنا!». الفنانة الشابة التي لفتت الأنظار في رمضان 2024 بتجربتها التمثيلية الأولى في دور «نوران» في مسلسل «تاج» أمام النجمَيْن السوريَيْن تيم حسن وبسّام كوسا. مفتونة منذ الصغر بعالم الدراما والسينما أيضا. ومنفتحة حالياً على مشاريع مماثلة إذا كانت بمستوى العمل الذي كتبه عمر أبو سعدة وأخرجه سامر البرقاوي.
صحيفة الاخبار اللبنانية