سلايدمشاهير

الدراما السورية تغوص في كواليس «راقصات» متقاعدات!

وسام كنعان

الدراما السورية تغوص في كواليس «راقصات» متقاعدات!..خلال مشوار طويل، أنجز المخرج السوري محمد زهير رجب مجموعة كبيرة من المسلسلات السورية حقق بعضها نجاحات جماهيرية واضحة على رأسها سلسلة «طوق البنات» (كتابة أحمد حامد وإنتاج «قبنض»).

الدراما السورية تغوص في كواليس «راقصات» متقاعدات!

لكن الأكيد بأن تجربته في مسلسل «قلبي دليلي» عن حياة المغنية ليلى مراد يحمل له مكانة وجدانية طالما أن الشغل في «المحروسة» له طعم مختلف. في العام الماضي، غادر رجب نحو الأردن بغية إخراج مسلسل مؤلف من مئة وعشرين حلقة يتحدث عن تاريخ المملكة الهاشمية في مراحل مختلفة منذ خمسينيات القرن الماضي حتى الوقت الراهن (ورشة كتاب إنتاج المركز العربي). وبعد إنجاز قسط من العمل، نشب خلاف جعله يؤجل التصوير لفترة، لكّن لاحقاً ترك العمل وانتهت التجربة باتفاقٍ ودي بين الطرفين.

لا يتوقّف المخرج المعروف عن بذل كلّ ما يمكنه للدعم المعنوي لأهل غزّة المكلومة. كما أنه يحرّض من خلال صفحته على الفايسبوك للانضمام إلى حملات المقاطعة للبضائع التي تخدم الكيان الصهيوني. فيما يواصل تصوير مسلسل رمضاني سوري لموسم رمضان.

في حواره معنا، يقول محمد زهير رجب: «فضّلتُ اللحاق بمشروع سوري والمحاولة من جديد لطرح عمل محلي مرموق…. فربما نكون قد ضعفنا أو دخلنا في مرحلة من الاجترار في إحدى الفترات وحاصرنا أنفسنا بمستويات معينة أكانت فنية أو غيرها، لكن الآن أصبح علينا العودة والشغل بطريقة مختلفة»

الدراما السورية – مسلسل «صديقات»

يشرح مخرج «الغريب» (كتابة عبد المجيد حيدر): «عند عودتي من الأردن، التقيت بالمنتج فراس الجاجة الذي تربطني به صداقة قديمة، وأعاد توليف العلاقة مع شركة «قبنض» (محمد وأيهم قبنض) التي جمعتني بها تجارب سابقة. وطرح عليّ نص مسلسل «صديقات» (كتابة أحمد السيّد). كانت الأفكار التي ينضوي عليها العمل مغرية كونها جريئة بشكلٍ مبتكر. ونحن في حالة بحث دائمة لتقديم الجديد، لكنها بحاجة لإعادة صياغة وهو ما فعلناه بالتعاون مع الكاتب والممثل الواعد جودت البيك.

العمل عبارة عن مقترح لقصة حياة مجموعة من الراقصات المتقاعدات بطريقة إنسانية بعيداً عن النمط الذي طرحته فيه السينما أو الدراما العربية». علماً أنّ المسلسل يلعب بطولته كل من سوزان نجم الدين، صباح الجزائري، صفاء سلطان، نظلي الرواس، إمارات رزق، رنا شميس، ديمة الجندي، روعة السعدي، فايز قزق، فاتح سلمان، تيسير إدريس، عبد الفتاح مزين، جلال شموط، محمد حداقي، كرم الشعراني، رامي أحمر، وائل زيدان، رضوان عقيلي، جمال العلي، علي كريم، نزار أبو حجر، أمانة والي، غادة بشور، صالح الحايك، حسين عباس، مريم علي، أيمن بهنسي، رانيا رياض، سلمى سليمان، أحمد كنعان جودت البيك، ووسيم الشبلي…..

يبحث العمل بحسب مخرجه عن الوجه الآخر للراقصات . كما ويسلّط الضوء على جوانب إنسانية إيجابية في شخصيتهن. بشكلٍ يجرّب إيصال رسالة تنفي النظرة السائدة والدونية لهذا المجتمع منذ زمن وضرورة عدم تعميمها!

شخصيات مسلسل صديقات مرسومة بعناية فائقة

«هذا المفصل الذي أغراني، وأخدني للبحث نحو إمكانية تقديم النص بصياغة أكثر حداثة. وبروح حكائية لم تعرض سابقاً، انسجاماً مع الرغبة العميقة بالابتعاد عن التكرار والمباشرة. حتى في تكنيك السيناريو و الحالة المشهدية» يقول المخرج السوري مضيفاً: «لن أدّعي بما ليس لدي، لكن الصورة ستكون إلى حدٍ ما سينمائية. والحوار ينأى بنفسه عن السطحية. وفق خطة بصرية تجرّب ألا تقدّم أيّ مشهد مجاني.. بمعنى أن الشخصيات مرسومة بعناية فائقة وستكشف للمتلقّي واقعيتها إلى درجة ربما تشعر المشاهد أنه التقى إحدى تلك الشخصيات ذات مرة… هذا ما نعمل عليه ونأمل أن يصل كما نشتهي للمتابع الرمضاني»

من جانب آخر. يوضح رجب بأن العمل سينطلق من تشابك حياة خمس راقصات قبل خمسة وعشرين عاماً. وسيتعاقب الزمن منذ بدايتهن حتى نهاية مسيرتهن الحافلة. مع مراعاة الاختلاف في تفاصيل كل شخصية وتباينها الحاد عن الأخرى. من دون إغفال البحث عن السبب الذي جعل كل واحدة منهن تصل إلى المكان التي هي عليه في القصة! وإن تقاطعت الأسباب التي طرحت ربما في أعمال سينمائية عربية سابقة. فإننا نجرّب التفرّد في صوغ تلك الأسباب. ولو كانت هي ذاتها التي وقفت وراء كل شخصية وجعلتها تصل لاحتراف مهنة الرقص. كما تجمع الراقصات علاقة صداقة متينة جعلتهن يقفن معاً في وجه الظلم لمدة تناهز الثلاثين عاماً». من جانب آخر، يوضح محدّثنا بأن نصّه يتطرّق إلى مشكلة جوهرية هي أطفال الملاجئ والفساد أيضاً.

أبطال العمل – الخيارات ضمن المتاح جيدة جداً.

على ضفة مقابلة. لا يتوانى المخرج السوري عن البوح لنا بأنه لو كان القرار متروكاً له بشكل كامل في مسألة الكاستينغ. لاختار أسماء أخرى لبطولة العمل. يشرح: «الظرف الإنتاجي بالإضافة إلى تواجد العديد من الفنانين في الخارج لارتباطهم بأعمال أخرى. ومزاجية بعضهم. كما واصطفاف البعض الآخر في تحزّبات لا أنتمي لها.كلّها عناصر جعلتني أرسو على الفريق الحالي». لكنه يعود ليؤكد بأنه «راضٍ بنسبة كبيرة عن الفنانين الموجودين. فالخيارات ضمن المتاح جيدة جداً».

بعد ذلك، يفتح رجب النار على المعاهد الخاصة التي تعلّم التمثيل فيقول: «كثافة المعاهد الخاصة أو ورشات التمثيل التي بتنا نراها أخيراً أوصلتنا إلى مرحلة سيئة.

لا أدري من هي الجهة المسؤولة عن قمع هذه الظاهرة المدمرة للذائقة العامة والشباب الجدد الذين يتم استغلالهم مادياً! ويمكن سحب ها الكلام على النسبة الغالبة من الورشات والمعاهد. لذا فإنني أتساءل كيف يمكن أن نعامل شاباً تواجد في دورة لمدة 15 يوماً تحت إشراف أشخاص ليس لديهم علاقة بالمهنة. ويقول عن نفسه بأنه خريج تمثيل وهو مقتنع بأعماقه بأنه درس وتخرج. أما مناسبة هذا الحديث، فهو بحسب رجب بأنّ «كاستينغ مسلسل «الصديقات» توافد عليه عدد من الشباب بينهم منهم خريجو تلك المعاهد. والفيديوات موجودة لتثبت وجود ثلاثة منهم فقط لديهم بذور موهبة. ومن تبقى لا يعرف حتى آلية تقطيع الجمل أو أدائها في مواجهة الكاميرا».

الصديقات هو الفن الأقرب للجمهور

أخيراً يقول مخرج النسخ الأخيرة من «باب الحارة» بأن صناعة عمل نخبوي يعجب به الوسط الفني أو النقاد ليس أمراً معقداً. لكن الأصعب إنجاز عمل جماهيري. فـ «بالنسبة إلي هذا النوع من الفن هو الأقرب للجمهور. ليس من السهل أن تدغدغ مشاعر المشاهدين على الرغم من اختلاف شرائحهم وثقافاتهم وأذواقهم وانتماءاتهم الاجتماعية… كل من يعمل على إنجاز الصديقات يحاول أن يكون حقيقياً وقريباً من الشارع لمحاولة ملامسة الناس أكثر».

أخيراً، يكشف «هناك مجموعة طروحات لأعمال عدة بعد «صديقات» منها بيئة شامية. أو اجتماعي معاصر وحتى عربي مشترك. سأختار العمل الذي يقدم لي فنياً، الذي يضيف شيئاً مهماً إلى رصيدي المهني. العمل الشامي ليس انتقاصاً عند تقديم ما يلزم له وتم العمل عليه برؤية ومستوى فني راقٍ. لن أكون ضده فأيضاً الأعمال التي قدمت على مدى تاريخ الدراما السورية لا يستهان بها إنطلاقاً من أيام الأبيض والأسود والأمثلة موجودة مثل «زقاق المايلة» ( 1972 تأليف: عدنان حبال ــــ إخراج شكيب غنام ـــ بطولة هالة شوكت، منى واصف، أسامة الروماني) ومسلسل «أسعد الوراق» (1975 ـــ مأخوذ عن قصة للأديب السوري صدقي إسماعيل ـ إخراج علاء الدين كوكش ــ بطولة هاني الروماني، منى واصف، ملك سكر…). تلك الأعمال تصنف من جواهر الدراما السورية. لذا يمكن أن أخرج عملاً ضمن هذه البيئة لكن برؤية جديدة وضمن تقنية وإمكانيات أعلى».

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى