كتاب الموقعنوافذ

حكايات نفاق

حكايات نفاق  …تشرشل ـ رئيس وزراء بريطاني، كتب عام 1973 مقالاً ضد اليهود. ثم نصحته الصحيفة بعدم نشره، ولكنها، وبعد سنوات طويلة، قامت الصحيفة بنشره. وكان تشرشل متفائلاً بصعود هتلر، ثم متشائماً (طبعاً) بعد الغارة الجوية الألمانية الأولى على لندن.
السفيرة البريطانية في لبنان  (فرانسيس ماري غاي) أشادت ذات تصريح صحفي بالعلامة الشيعي محمد حسين فضل الله، حين عبّرت عن رأيها قائلة: ” نحن في حاجة إلى مزيد من الرجال من أمثاله الذين يريدون التواصل بين الأديان”. فاضطرت لسحب كلامها بعد احتجاج اسرائيلي وأمر بريطاني.
في العصور الوسطى كان سائداً تعدد العشيقات لدى النبلاء والأمراء والضباط، وحتى في أوساط الأكليروس. وثمة فضائح طريفة في كتاب مسل ورشيق اسمه “الشبقة”. وكان تبادل الهدايا في هذه الطبقات “أهديك هذه الجميلة” أو” أرسل إليك هذه الشبقة”. وقد أهدى أحد الأمراء الفرنسيين فتاة إلى ولي العهد البريطاني. ومن فرط الشغف بهذه الفتاة كسر الأمير كل الحواجز، فأصبحت تتجول في الأسواق في عربته الملكية.
البريطانيون، العامة، لم يعجبهم الأمر. كان احتجاجهم عنيفاً في بعض بعض المرات. فرشقوا العربة بالحجارة والطماطم والبيض… مرددين  “ياعاهرة كاثوليك” . وعندما أدركت سبب الاحتجاجات، وهي ليست أسباباً أخلاقية، تتعلق بتجاوز الأمير للعفة، أخرجت رأسها من وراء أستار العربة، وقالت بصوت عال: ” أيها البريطانيون أنا عاهرة بروتستانت”. فانقلب الجمهور كله من رعاع يرشقون الحجارة، إلى باحثين عن أقرب وردة في سياج لنثر أوراقها على السيدة.
في النفاق البريطاني ـ وهوسياسي بامتياز ـ وليس هورمونات بالتأكيد، كان الفاصل بين التأييد البريطاني لاستقلال العرب عن العثمانيين وبين وعد بلفور ، ثلاث سنوات فقط. وكذلك بين الاستقلال والانتداب وتقسيم المشرق العربي إلى دويلات.
تذكرت ، وأنا أقلّب فكرة ازدواج المعايير، والنفاق، ذلك المقهى الذي اسمه ” المضحكخانه” في القاهرة ( اليوم في مكان المقهى إدارة أمن القاهرة) وهو بيت الضحك الكبير والسخرية من الاحتلال البريطاني وإطلاق النكات والشائعات، ومنه خرجت الكميات الكبيرة من خفة الدم المصري.
أما الرد الجميل والمناسب والذكي فقد جاء من أصابع قدمي عازف البزق السوري محمد عبد الكريم، الذي وصفه الموسيقار الألماني البارون “بيلينغ” بأنه عملاق لا يزيد طوله عن 110 سم…
كان سيعزف في إحدى المناسبات في قاعة في لندن. احتقره النبلاء الجمهور لقزميته. وعندما صعد إلى المسرح بدأ بعزف النشيد البريطاني على البزق بأصابع قدميه!
القاعة صفقت !
…………

حكايات نفاق
ربما كنا، اليوم، في حاجة إلى اكتشاف السلسلة الجديدة من فضائح النفاق والمعايير المزدوجة . ولكي لا نتعب أنفسنا باختراع أسباب ونتائج ، فالنصيحة هي: حيث توجد المصالح توجد كمية نفاق، وكذب، وتلفيق، وادعاءات، ولوائح اتهام… وصولاً إلى  الحروب!
وفي الحروب: بروتستانت أو كاثوليك، مع شطب الوظيفة الأساس : العهر!

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى