كتب

خلطة رومنسية سياسية في ‘مصرية في السودان’

تجمع رواية “مصرية في السودان” للكاتب صلاح البشير الطابع الإجتماعي الرومانسي والسياسي مما يجعل كل قارئ يصنفها حسب رؤيته وقراءته للاحداث يرصد فيها الكاتب العلاقات المصرية السودانية بطريقة مختلفة في شخصية البطل “هشام الشيخ” الذي يمثل السودان في هذه الرواي “جلنار” التي تمثل في مصر. تحكي عن الفتاة المصرية إبنة السفير المصري التي تدرس الطب في جامعة الخرطوم التي تواجه مجتمع جديد وغريب بكل مافيه حتي لغتهم غربية عليها.

تتوه في البداية في مجتمع كانت ترى استحالة الاندماج فيه فتندمج فيه بعد ان تتعرف عليه تشارك معهم في كل طقوسهم وعاداتهم مكتسبة ثقافة جديدة وممتعة واصفة الشعب السوداني بأنه شعب طيب وأنها لم تكن تعرف عنه شئ فوجدته شعبا رائعا ومدهشا وتقع في حب السوداني “هشام الشيخ” الطالب ذو الشخصية الغريبة متفوق في دراسته من اوائل الشهادة السودانية يفهم في كل شئ ثقافة سياسة رياضة  كل شئ، يتحدث فيه بكل هدوء ودراية وقراءة للاحداث فالكل مبهور بهذا الشاب الذي يبدو عادي في مظهره ببنطلونه جنيز وتي شيرت العادي الا عطره الغالي الذي يميزه مصدر حيرة للمصرية. كيف له بهذا العطر الغالي الذي يتعطر به والدها السفير وهو طالب عادي مما يجمع الشك والاثارة في شخصية “هشام الشيخ” محرك الاحداث في الرواية بطريقة مثيرة.

تنمو فكرة هذه الرواية التي تبدو رومانسية في بدايتها وهذا يعطي مساحة لكل قارئ لتصنيفها حسب فهمه أن كانت سياسية او اجتماعية او رومانسية فالامر متروك لكل قاريء حسب  قراءته  حيث تنمو فكرتها في رصد وتحليل العلاقات المصرية  السودانية من خلال شخصية “هشام” و”جلنار” في رصد وتحليل دقيق بحياد للعلاقات بين القطرين مستخدمة فيها السرد الحواري جامعاً بين اللهجة السودانية والمصرية متمثلة في لغة “الرندوك” في السودان “والروشنة” في مصر اللغة المستخدمة بين الشباب في البلدين ربما أمل من الكاتب انت تكون هذه الشريحة التي تقود البلدين الي بر الأمان و حل الصراع الأزلي بين القطرين.

تناول الكاتب في رصده للعلاقات بين البلدين في ساحة جامعة الخرطوم ما يدور داخل اركان النقاش في تناول قضية حلاليب وشلاتين في تشدد واضح من قبل الطلاب الاسلاميين وهشام الشيخ الذي يتحدث عن القضية بكل حياد طالبا منهم وضع الحلول لحل هذه المشكلة بدل من السب واللعن ولكن النقاش لا يفضي الي شئ،محسوس سواء العبارات الاستهلاكية المصريين نهبوا ارضنا  دون حلول او وجهات نظر تحل هذا الصراع.

صور الكاتب بطل الرواية “هشام الشيخ ” بطالب الذكي الذي يفهم في كل  شئ، مبدع حين يغني في الأمسيات وحين يغني للوطن الحبيبة مبهر في كل شئ شخصية مثيرة فتقع في حبه المصرية الجميلة المترفية رغم انه طالب عادي حتي لم تساله يوما عن نسبه وأهله رغم علاقة الحب التي تجمعهم ربما لان شخصيته المبهرة تجعلها تتغاضي عن اي شئ عنه نسبه واهله  متجاهلة  فضول الانثي بداخلها رغم حيرة ودهشة  ابنة خالتها لتصرفها هذا ؟!

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى