دنيس روس: إحداث الاختراق بالجهود لتسوية الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ سلميًا يتوقّف على تطبيع السعوديّة علاقاتها مع الدولة العبريّة

على وقع التسخين في العلاقات السريّة بين الدولة العبريّة وبين المملكة العربيّة السعوديّة، يُواصل صنّاع القرار في تل أبيب ومراكز الأبحاث وعدد كبير من المُستشرقين الإسرائيليين بإطلاق التصريحات ونشر”الأبحاث” عن سبل التوصّل إلى علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ كاملةٍ بين الرياض وتل أبيب، مُشدّدّين في الوقت عينه على أنّ القضيّة الفلسطينيّة لا تعني العائلة الحاكمة في المملكة على الإطلاق، بقدر ما هي مُهتمةٌ بوقع ما يُطلق عليه الصهاينة التمدّد الشيعيّ في المنطقة و”احتلال” أربع عواصم عربيّة من قبل الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وهي دمشق، صنعاء، بيروت وبغداد.

وفي هذا السياق يجب أنْ نأخذ على محملٍ من الجدّ ما كشف عنه وزير الطاقة الإسرائيليّ يوفال شتاينتس عن أنّ تل أبيب تقيم علاقات مع دولٍ عربيّةٍ إسلاميّةٍ وصفها بالمُعتدلة بما فيها السعودية، والتي تُساعد إسرائيل على كبح جماح إيران وما سماه التمدّد الشيعيّ في المنطقة، وفي منع إيران من تعزيز تواجدها العسكري في سوريّة، وغنيٌ عن القول التأكيد على أنّ شتاينتس هو من أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وما كان ليُدلي بأقواله لولا حصوله على الضوء الأخضر من نتنياهو، الذي تبنّى قولاً وفعلاً، المُبادرة الأمريكيّة للرئيس دونالد ترامب، والتي تتحدّث عن السلام الإقليميّ بين دولة الاحتلال وبين الدول العربيّة “السُنيّة المُعتدلة”، بحسب المُعجم الإسرائيليّ.

وفي حديثٍ لإذاعة الجيش الإسرائيليّ، أضاف شتاينتس، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنيّة والسياسيّة (الكابينيت)، أنّ إسرائيل لا تخجل من الكشف عن هذه العلاقات، لكنّ الطرف الآخر هو الذي يخجل من ذلك، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الدولة العبريّة تحترم رغبة هذه الدول بالإبقاء على العلاقات سريّةً، بحسب تعبيره.

وأضاف الوزير الإسرائيليّ، وهو من صقور حزب (ليكود) الحاكم بقيادة نتنياهو، أنّ المملكة العربيّة السعوديّة بالرغم من أنّها ليست نظامًا ديمقراطيًا، فإنّها أظهرت في السنوات الأخيرة قدرًا كبيرًا من الاعتدال في مكافحة الإرهاب والتحريض عليه، وتعمل مع إسرائيل ضدّ ما نعتها بالعدوانيّة الإيرانيّة في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع شتاينتس أنّ تطورات الأوضاع عقب استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لم تسبب خطرًا على إسرائيل بشكلٍ يصل إلى مستوى التدهور الأمنيّ على الجبهة الشماليّة، وأن القرار بشنّ عمليةٍ عسكريّةٍ أو حربٍ استباقيةٍ يعود لقيادة البلاد ولا علاقة له بأي تعاون مع الدول العربية “المعتدلة”، على حدّ تعبيره.

من ناحيته، كشف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، عن تمتُّع بلاده بعلاقاتٍ حميميةٍ مع العديد من الدول العربية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة عن دانون قوله: نحن نتحدّث عن 12 دولةٍ إسلاميّةٍ، من بينها الدول العربيّة التي تفهم إمكانات العلاقات مع إسرائيل، وفي مقدّمتها السعودية.

وتابع قائلاً إنّ بلاده ليست مشكلةً إقليميّةً؛ بل إنّها الحل الإقليميّ، لذا نسعى لتعزيز التعاون مع الدول العربية. ولفتت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، لفتت إلى أنّ تل أبيب عرفت منذ زمنٍ طويلٍ علاقاتٍ سريّةٍ مع الدول العربيّة على الرغم من موقفها المناهض لإسرائيل، بحسب تعبيرها.

على صلةٍ بما سلف، قال الدبلوماسيّ اليهوديّ-الأمريكيّ السابق دنيس روس إنّ إحداث انطلاقة في الجهود الهادفة لتسوية الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ سلميًا يتوقف على مبادرة السعودية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وتابع روس، الذي عمل مبعوثا لـما يُطلق عليها عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في عهدي الرئيسين بيل كلنتون وباراك أوباما، تابع قائلاً إنّ الخطوة الأولى التي يتوجّب على المملكة العربيّة السعوديّة القيام بها تتمثل بوجوب إرسال وفدٍ رسميٍّ وبشكلٍ علنيٍّ لزيارة إسرائيل، على حدّ قوله.

جدير بالذكر أنّ الجنرال السعوديّ المُتقاعد أنور عشقي قام بزيارة إسرائيل عدّة مرّات وبشكلٍ علنيٍّ وشارك في مؤتمرات عُقدت في تل أبيب، وعلى الأغلب ما كان ليجرؤ على القيام بهذه الزيارات للدولة العبريّة دون الحصول على ضوءٍ أخضرٍ أوْ إذنٍ رسميٍّ من الجهات ذات الصلة في الرياض.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى