رؤساء الجغرافيا

“يجب أن نصمت عندما ينام الأطفال، لا عندما يذبحون”
_______________________________________

ثلاث عمليات إرهابية، في ثلاث قارات: آسيا (الكويت)، أفريقيا (تونس)، أوروبا (فرنسا)،في اسبوع واحد ، استهدفت السياحه والصناعه والعباده .

الكويت أخذت دور الجنتلمان في دعم الإرهاب : تسمح لممولين، وبعض التسهيلات الأخرى، وتشارك في صنع القرارات البائسة للجامعة العربية، وربما دفعت أموالاً لشراء مسبق لعبوات الإرهابيين المحتمله (طريقة في شراء ضمير القنبلة). ومع ذلك… لم تنج الكويت.

تونس… كان صدرها مليئاً بحليب الحنان المفاجئ . فلقد استضافت 130 دولة لتصنع الموت السوري الخالد ، دون ان تتمكن من تقصير عمر النظام الخالد! وكان المرزوقي (بنقص فادح في المعلومات حتى عن التوانسة) قد اعتبر نفسه بمثابة الرئيس الظل لرئيس سوري قادم سريعا على الهودج…قد يكون برهان غليون، لأنه صديقه، وقد يكون أحد الملتحين الأوادم ممن سمعوا بماركس وهم يرتلون ابن تيمية.

تونس…جارة الفوضى الليبية لم تأخذ الدرس: ماذا يعني أن تسرج ببردعة نمراً وتركب عليه ليوصلك إلى النهر ويعبر بك النهر؟

وألم يلفت نظر توانسة ما بعد البوعزيزي، أن سيارات التويوتا تنتصر لأول مرة على دبابات ت 72 فاقتصر الدرس على استغراب وإعجاب بهذا النصر، ونسي القسم الآخر الذي لم تصوره الكاميرات. طائرات الناتو التي لم تغادر الجو، والتي فرشت طريق التويوتا بالزبدة حتى قتل القذافي.

وخلفاً للديكتاتورية… انتشرت واحدة من أسوأ انواع الفوضى البشرية.

أما فرنسا…فقد اعتقدت أن عمليات الإرهاب مؤجلة في أوروبا. حتى أعلنت الخلايا النائمة أنها قادرة على إحداث بعض الأعراض الجانبية للتغاضي عن الإرهاب (صداع مجزرة، وهجوم مسلح، وقنابل قطارات).

لقد ترك منفذو العملية الأخيرة ماركة على السياج… “رأس مقطوع ” سينييه لداعش ، هديه لبلد الماركات .

ما يحدث في عالمنا اليوم يبدو، للوهلة الأولى، غير مفهوم. لأنه لا ينتمي إلى مستوى العيش السلمي للبشرية كلها، بل يشبه ” التدمير الذاتي”

ثروات…وفقر
ثورات…واستعباد
حضارة…وتوحش
حروب…ولا انتصارات
فائض غذاء… ومجاعة
مجازر في كل مكان، وضمائر راضية في كل مكان.

وإذا صدقنا التحليلات لأسس ما يجري في منطقتنا…وأسباب ما يجري فإننا سنكتشف أنها أسوأ من “التدمير الذاتي” ، لأن التحليلات ترينا أهدافاً مضحكة ومؤلمة من فرط وقاحتها:

“سلاح. نفط. وإسرائيل”

مؤلمة بمقاييس تاريخ المنجز الانساني المتحضر .

ليس قليل الأهمية أن يكون سبّاقاً للقول: “الإرهاب عابر للقارات” بلد مغضوب عليه مثل سورية. وليس قليل الأهمية أن لا يلتفت أمير الكويت، ورئيس تونس، ورئيس فرنسا، لهذه المقولة، لمجرد أنها قادمة من منطقة كلامية(سوريه) لا تعجب الإدارة الدولية لشؤون التصنيفات.

وأغلب الظن… هناك لاعب أكبر يتحكم بمحطتي البداية والنهاية:

بداية توظيف الإرهاب، ونهاية توقيف الإرهاب.

أما المنطقة الوسطى والمرحلة الوسطى فهي متروكة لكل اللاعبين .

الضحايا لا يهم…

النتيجة هي المهمة.

ولذلك يعبر الإرهاب الحدود، وتقترب المرحلة التصعيدية، التي تضبطها الولايات المتحدة، فتتدخل في الوقت المناسب...وتقرر السير باللعبة إلى نهايتها والنتيجة؟

منطقة محطمة.
شعوب مفتتة ومليئة بثأر الجراح.
سياسات تجارية تشبه أسواق النخاسة.
إسرائيل بحدود آمنة لمئة سنة..

وعندئذٍ …

عندئذٍ فقط يمكن العمل على تقليم بعض مخالب داعش

وبعض الزملاء المسلحين الأقل مرتبة من داعش !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى