تحليلات سياسيةسلايد

رائحة ترامب وكوشنر مجددًا.. هل قدّم السيسي وبن زايد “ضمانات” لعاهل الأردن بـ”كفالة نتنياهو”؟..

صعّد حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني المعارض إلى الواجهة مجددا في محاولة لاستعادة المبادرة وسط حالة غموض في العلاقات الأردن- الإسرائيل بعد قمة المناخ في شرم الشيخ.

وأصدر الحزب بيانا سياسيا حادا يدعوا فيه حكومة الأردن إلى إلغاء كل الاتفاقيات التي ربطها بصفة القرن تحت عنوان تسليم ملفات الطاقة والمياه الى احضان   العدو الاسرائيلي محذرا من أن مصالح المملكة والشعب الأردني من تسليم ملفات الطاقه والمياه التي تتضرر من تلك الاتفاقيات التي وصفها بأنها غير دستورية وغير قانونية.

وصدر بيان وحزب جبهة العمل الإسلامي في الوقت الذي تواجه فيه  العلاقات الاردنية الاسرائيلية حالة خطيرة وفير مسبوقة من الغموض جراء صعود بنيامين نتنياهو الأردن الأبرز إلى واجهة الإدارة في الكيان الإسرائيلي.

وأيضا جرّاء نوايا نتنياهو الحاق عضو الكنيست المستوطن الذي يتحرش بكل تفاصيل الوصاية الهاشمية الاردنية أتيمار بن غفير ضمن طاقمه الوزاري، الأمر الذي قال الأردن بصفة شبه علنية انه يشكل خطرا داهما على العلاقات بين  الجانبين.

ولم تعرف بعد تلك المقاربة التي يمكن أن يلجأ لها الأردن في سبيل تحرير مصالحه خصوصا في قطاعات الطاقة والكهرباء من براثين حكومة نتنياهو التي تعلن أنها تريد ضم الأغوار رسميا والسيطرة على الأماكن المقدسة في القدس خلافا للدور والمصالح الأردنية.

ويُعتقد على نطاق واسع أن العلاقات بين الأردن وإسرائيل في طريقها للتصعيد لكن يبدو أن رئيس  الإمارات الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طمأنا الجانب الأردني من أن لديهما القدرة على كبح جماح حكومة نتنياهو الجديدة خصوصا في الجزء المتعلق بالعلاقات والمصالح مع الأردن.

ومع وجود ضمانات مصرية وإماراتية غامضة حتى الآن لا تحدد تقنية الضغط على نتنياهو أو كفالته مستقبلا يبدو أن عمان استرسلت في بناء المزيد من اتفاقيات تبادل الكهرباء والماء وتم التوقيع في قمة شرم الشيخ للمناخ مؤخرا على بروتوكول جديد يساند اعلان نوايا قديم وقع  العام الماضي.

و على أساس إقامة مزرعة شمسية عملاقة ضخمة تنتج الكهرباء وتصدرها لإسرائيل في الأردن مقابل نقل كميات من المياه المحلاة عبر الإسرائيليين من المتوسط إلى الجانب الأردني.

وهي اتفاقية قديمة يربطها المراقبون عموما بصفقة القرن والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره الشهير جاريد كوشنر وكلاهما برأي السياسيين الأردنيين شكل خطرا على مصالح الاردن ولم يقدما أي فوائد أو مشاريع اقتصادية إقليمية يمكنها أن تقدم مساعدة حقيقية للجانب الأردني.

أعاد بيان حزب الجبهة التحذير من اطلالة صفقة القرن مرة أخرى ولكن هذه المرة عبر ترتيبات قمة المناخ الأخيرة في شرم الشيخ وأوحى بيان الإسلاميين عموما بأن الشارع الأردني لن يقبل تسليم مُقدّراته في ملفات حيوية مثل الطاقة والمياه الى حكومة اليمين الإسرائيلية الصاعدة.

وتلك لهجة تعني بأن الحركة الإسلامية الأردنية بصدد العودة إلى الشارع مجددا لإعلان معارضة الاتفاقيات الإبراهيمية وملامح صفقة القرن التي تطل برأسها مجددا.

ولم تُعرف بعد طبيعة الضمانات التي يمكن لبن زايد أن يُقدّمها للأردن على صعيد معالجة مشكلات عمان مع حكومة نتنياهو وطاقمه.

ولكن يبدو أن الأردن يراهن على دور مصري وإماراتي خلف الستارة والكواليس لتخفيف الدفاع نتتياهو  وطاقمه اعتبارا من الأسبوع المقبل في التحرّش بالمصالح الأردنية واستفزاز الأردن بسبب الكُلفة والفاتورة السياسية الكبيرة كما يقال في عمان لأيّ سلوك من هذا النوع.

 

صحيفة رأي اليوم الالكرونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى