فن و ثقافة

سامي كليب في اتحاد الكتاب العرب: رؤية وحشد يطرح الأسئلة !

عماد نداف

سامي كليب
سامي كليب

 

 

 

 

خاص

أثارت الفعالية الثقافية التي استضافها اتحاد الكتاب العرب في سورية قبل أيام مع الإعلامي اللبناني سامي كليب اهتمام عدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين، وطرحت سؤلا عن أهمية اللحظة التي يتجمع فيها الناس لسماع رأي ما ؟

 فقد نجحت الفعاليات النوعية التي أقامها الاتحاد مع مثقفين عرب أو غربيين أو إيرانيين في إثارة حوارات على غاية الأهمية تفتقدها الملتقيات العادية التي نتابعها بين يوم وآخر، وأهم أسباب هذا النجاح هي الاتجاه في جدواها نحو الرؤى الجديدة والابتعاد عن البروباغاندا والشعارات والمواقف الجاهزة .

ولأن الحديث الذي جرى مع الباحث سامي كليب عن (أحداث غزة) كما يراها في كتابه “تدمير العالم العربي من حرب الهوية إلى الإبادة ــ غزة نموذجاً” ، كان من الطبيعي الإنصات إلى رؤية هذا الإعلامي المعروف والإشكالي في تعاطيه مع الأحداث العربية والأوربية والعالمية، فهذه الرؤية تقدم شيئا لافتا حول الحدث الذي لم ينته بعد (الحرب على غزة)، وقد تمكن سامي كليب من جعل الحضور الواسع في حالة إصغاء ، في وقت غصت فيه القاعة بشخصيات هامة من الوسط السياسي والثقافي والإعلامي وحضرها الفنان المعروف بسام كوسا .

المفتاح الذي اتكأ عليه سامي كليب في تقديم رؤيته، هو مفتاح توثيقي، أي أنه لكي تقنع الآخرين في وجهة نظرك، عليك تقديم مايدعم ذلك من وقائع أو أفعال ، لذلك أثار الانتباه إلى تأكيده أن الوثائق التي بنى عليها هي وثائق إسرائيلية، إلى جانب دراسات تبيّن بالأرقام محاولات تزوير تاريخ المنطقة، ضمن مشروع متكامل، تتقاطع فيه سرقة التاريخ مع اغتيال العلماء والمستقبل.

سامي كليب
سامي كليب

كيف قرأ سامي كليب حرب غزة العتيدة ؟ وأين اتجهت قراءته في المشهد السياسي الذي تتصدره القضية الفلسطينية في هذه الآونة ؟ وهل يرى سامي كليب في أفق المشهد السياسي والحربي أوراق يتم ترتيبها للمنطقة والعالم ؟

سامي كليب قلّب أوراق الأحدث ، وهي أوراق لاتتعلق بتفاصيل الحدث بقدر ما تتعلقه بترابطه مع ما قبله ومابعده ، معتمدا على التحليل الجيوسياسي الذي يذهب إلى الصين شرقا وإلى روسيا شمالا وإلى أوروبا غربا ، ثم يعود ليتجمع في غزة .

عوّل سامي كليب في وجهة نظره على مستجدات لافتة وقعت قبل هجمة السابع من أكتوبر 2023 تتعلق بتسريب أو عدم تسريب خطة ما عن الهجمات ، لكن اللافت هنا أن سامي كليب أثار الاهتمام باحتمالية أن يكون الأمر قد ترك على عواهنه لعله يخدم مخططات إسرائيلية تتعلق بغزة والمنطقة، لكن الإسرائيلي فوجيء بحجم ماحصل ونتائجه وفشله  في التعاطي معها .

لاحظ سامي كليب مسألة خطيرة تتعلق بالعمق العربي، عندما عدد الدول العربية التي جرى ويجري تدميرها (العراق، السودان ، ليبيا، اليمن ، سورية) وسأل عن الدول العربية الأخرى التي لم تشهد مثل هذا التدمير، ولكنه أيضا ذكّر بمواقف هذه الدول عشية تدميرها!

في نتيجة لم يقلها، أن الغرب وأميركا وإسرائيل لن يقبلوا أي معارضة لمشروعهم في المنطقة، وهي منطقة يجري الشغل عليها في الجيوسياسة الدولية ، فالصين كانت تخطط لربط المنطقة بها اقتصاديا،مشيرا إلى الدبلوماسية الصينية التي نجخت في إعادة العلاقات بين السعودية وإيران وبين إيران والإمارات ..

وفي إشارة عابرة ، لاحظ كليب أن ثمة ثروة ضخمة من الغاز اكتشفت في غزة قبل عقود، وهذا يعني الكثير بالنسبة للإسرائيلي الذي يعيق أي اسثمار للغاز في  الشاطيء الشرقي للبحر المتوسط . ونتذكر هنا الغاز السوري، والغاز اللبناني، وكيف ربطت الحرب على سورية سابقا باستثمار تلك الثروة .

وخلال الحوار كان هناك تأكيد من سامي كليب “أن ما يحدث اليوم هو تحول مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وأن العدو أصيب بنكسة وجودية كبرى وهذا الحدث لم يبدأ من 7 تشرين الاول الماضي وإنما بدأ منذ 77 عاماً.”  وقال : “إن صورة إسرائيل قد اهتزت ليس فقط في الداخل بل في كل العالم بعد أحداث السابع من أوكتوبررغم أن السردية الإسرائيلية كلفت مليارات الدولارات، فبفضل المقاومين في غزة والمحبين لفلسطين جعلت هذه الصورة منهارة تماماً، وآمل ألا نضيع هذه اللحظة التاريخية في ظل هذا الانقسام الدولي الحاصل”.

كان الترحيب اللافت بالإعلامي اللبناني سامي كليب من قبل اتحاد الكتاب العرب ممثلا برئيسه الدكتور محمد الحوراني لافتا ، وربما يعود ذلك إلى السعي الحثيث لدى الاتحاد لاستعادة مكانته لدى المثقف العربي ، الذي سئم من الهمود الثقيل في أداء المؤسسات الثقافية العربية، وسامي كليب معروف بجرأته وتميزه في تعاطيه مع الحرب على السوريين ، بل وحتى في تعاطيه مع الكتاب السوريين سواء المعارضين أو الموجودين في الداخل..

ونلحظ أن هذا السعي لم يبدأ مع سامي كليب، وإنما في خطوات متتابعة مع كتاب غربيين ومع فعاليات إيرانية ، ومع فعاليات عربية تزداد تلقائيا مع انخفاض حدة القطيعة مع سورية، وكان انعقاد مؤتمر الكتاب والأدباء العرب في سورية إحدى هذه المحطات وخاصة تتويج هذا المؤتمر في لقاء عدد كبير من الكتاب العرب مع الرئيس السوري بشار الأسد استمر عدة ساعات وكان صريحا في الحوار مع  قامات الثقافة العربية التي جاءت إلى دمشق.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى