«سرايا عابدين»… هل يمرّ بسلام؟

القاهرة | عاد الصدام بين مجموعة قنوات mbc والرقابة المصرية بسبب حلقات الجزء الثاني من مسلسل «سرايا عابدين» (كتابة هبه مشاري حمادة، وإخراج شادي أبو العيون السود)، لكن اللافت هذه المرة، هو غياب مشاركة الجمهور. لا يفضّل الجمهور المصري متابعة المسلسلات الأسبوعية، ولم ينجح أيّ مسلسل أسبوعي في مصر من قبل. المشاهد يريد موعداً يومياً يتابع عبره العمل المفضّل. أما العرض الأسبوعي فيتطلّب أن يكون المتفرّج متفرّغاً للمشاهدة في هذه الساعة من هذا اليوم كل أسبوع.

وهذا الأمر لا يتناسب مع طبيعة المشاهدين في مصر. لكن ليس هذا السبب الوحيد في عدم إقبال المصريين على متابعة الجزء الثاني من «سرايا عابدين» (الجمعة 23:00 على «إم. بي. سي. مصر») الذي يصل عدد حلقاته إلى 13. فالانتقادات العنيفة للجزء الأول دفعت الجمهور إلى العزوف عن متابعة الجزء الثاني، وأفرغ كل الملاحظات التي له على المسلسل طوال رمضان الماضي. والأهم أنّ أجواء العمل موجودة في المسلسل التركي «حريم السلطان»، وفي الدراما الهندية التي دخلت على القنوات المصرية بديلاً للتركية وتعرضها mbc. هذا على المستوى الجماهيري، أما الصراع الذي نشب بين mbc من جهة، وجهاز «الرقابة على المصنّفات الفنية في مصر» من جهة، فلن يفضي إلى شيء سوى تصريحات من رئيس الرقابة عبد الستار فتحي. وقال الأخير إنه «قرّر مقاضاة المجموعة السعودية بتهمة تشويه التاريخ المصري». يعرف فتحي أن الرقابة لا تستطيع منع أيّ قناة من عرض مسلسل درامي لأن القنوات المصرية الخاصة والعربية تخضع لسلطة المنطقة الإعلامية الحرّة التابعة لوزارة الإستثمار، ولا علاقة للرقابة المصرية إلا بالأفلام والإنتاج الموسيقي فقط. لكن للرقابة الحقّ في عدم منح فرق التصوير تصاريح العمل في مصر، وهنا تكمن الخدعة التي وقعت فيها الرقابة بسبب إصرار mbc على المضي قدماً في تحقيق حلم الكاتبة بتقديم الخديوي إسماعيل كما تراه هي فقط. فقد تمّ تشكيل لجنة من أساتذة تاريخ تحت إشراف الرقابة، وراجعوا سيناريو الحلقات بعد أزمة رمضان، وأعطوا ملاحظتهم لـ mbc التي ــ وفق تصريح عبد الستار فتحي ــ تعهّدت بتنفيذها خلال التصوير. لكن ما جرى أن الحلقات تمّ تصويرها حسبما كتبتها المؤلفة التي قرّرت في تصريحات سابقة أنها لن تعدّل شيئاً في الحلقات الجديدة، رغم إنسحاب المخرج عمرو عرفة والعديد من النجوم. وهو الانسحاب الذي إعتبره عبد الستار فتحي دليلاً على رفض هؤلاء للانتقادات الموجهة للمسلسل، لكنه لم يضع في اعتباره بقاء نجوم آخرين في مقدّمتهم يسرا. وفي حال تحريك فتحي للدعوى فعلاً، ليس من المنتظر أن تصدر المحكمة قراراً بوقف الحلقات، لأن mbc لم تخالف القانون. كما أن الدعوى ستؤدّي إلى جلب الاهتمام من جديد للمسلسل واضطرار المختلفين معه للتضامن مع صنّاعه ضدّ قرار المنع في حال صدر. وعندها قد يخرج الجمهور من «الغيبوبة» التي دخل فيها هرباً من الجزء الثاني، تماماً كما دخل الخديوي (قصي خولي) في غيبوبة في الحلقة الثانية بسبب نفي الجارية التي يحبّها بعيداً عن المحروسة.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى