سر لبنان الإبداعي :(على الموسيقى) في وجه مجرمي النهب !!

 

في يوم الأحد، الخامس من تموز، أضاء لبنان صورته الحقيقية في بعلبك معلناً للكون معنى هويته الإبداعية بـ ( علي الموسيقى)، موضحاً سر لبنان الحقيقي، الذي يضيعه الحكام و السياسيين.

رغم كورونا والإنهيار الإقتصادي، و رغم همجية فساد الحكام وشراسة أعداء النهب المتحكمين، هاهو لبنان, يشهر هويته الحقيقية القائمة على الإبداع، والموهبة، وحوار الروح، والارتقاء الإنساني. هاهو لبنان يشهر هويته الباقية عبر أمسية تجمع في مراجعة التاريخ، مجد بعلبك الذي قام على التفاعل مع فنون الكون الإنساني على مدرجاته. إنها الهوية الإبداعية التي تم التعبير عن سرها بالموسيقى لتقول عن إشعاع لبناني، متجاوز للغات، باعتماد اللغة الإنسانية (الموسيقى) الصادحة في مدينة الشمس والمشرقة على الكون. كم هو عميق أن يتم الإحتفال بمئوية قيام لبنان بواسطة الموسيقى، وعلى أرض مدينة الشمس؟؟؟

الإحتفال بقيام لبنان لم يبدأ بكلمة رئيس أو وزير أو مسؤول، بل افتتح بتوزيع موسيقى جديد للنشيد اللبناني، كموسيقى فقط… ثم راح الاحتفال ( يعلي الموسيقى) بأداء يتفوق على أهم أوركسترا عالمية. أي قدم موسيقى بأداء عالٍ و باهر.. و لأن الأمسية بدون جمهور، فإن المبدعين الذين صمموا و نفذوا الأمسية، قدموا إبداعاً إضافياً, حيث اعتمدت قلعة بعلبك كحضن للفرقة السيمفونية، مع إضاءة إبتكارية، وشاشة في العمق تعرض مشاهد تتمازج مع المكان لتصبح اللوحة مادة بصرية تقدم موسيقى لونية. كان الإبداع في حركة الكاميرا يجعل أداء كل ذلك، غنى للهوية الإبداعية المقدمة..

منظموا الأمسية، كما قلنا، كانت عتبة إبداعهم هي في إستبعادهم لأي وجود أو إشارة سياسية، أو وزير، أو رئيس، أو أو أو… ألخ. واستكملوا إبداعهم في تنظيم الأمسية، بجمعهم مقاطع موسيقية مما عرض في مهرجانات بعلبك على مر التاريخ. وكل مقطوعة كانت تعزف، ترافقت مع ما يشير إليها على الشاشة. و بذلك فإن العزف الحي الحاضر استحضر مقاطع من التاريخ لتكون الأمسية بمجملها تاريخاً للبنان، عبر تفاعل الفنون الكونية على أرض شمسه بعلبك… وأكبر إبداع لمنظمي الحفل كان باعتمادهم نواتين لبناء مختاراتهم. هاتين النواتين هما الرحابنة من جهة وجبران خليل جبران من جهة أخرى، وهذا ما أبرز عمق الهوية الحضارية اللبنانية وقوتها إبداعياً.

في (علي الموسيقى)، أعلن لبنان هويته الحضارية اللبنانية عبر روح الإبداع التفاعلي مع إبداعات الكون.( علي الموسيقى) لم يبعد الحكام والوزراء والزعماء وأمراء النهب، وأسياد الفساد عن الإحتفال فقط، بل أبعدهم عن هويته الحضارية الإبداعية. وكأن لبنان الحقيقي الإبداعي، يدعو للتخلص من مجرمي النهب و الحكم، و ( كلن يعني كلن)..

أمسية واحتفال ( علي الموسيقى) لم تكن نموذجاً إبداعياً للإحتفال بقيام الأوطان، بل كان رسالة عميقة تعلي الروح الإبداعي للوطن لتفضح قذارة وإجرام حكام تدمير الأوطان، ولتعري وحشية مجرمي الحرب و النهب، لعلّنا ننهض من جديد لنقيم أوطاننا ببعث روحها الإبداعية الإنسانية المتفاعلة بالخير والعطاء و الإبداع… علنا ننهض !!!

باب الشرق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى