سلافة معمار … بالدراما الحقيقية جيناكم… لا تتردد سكر في «هبش» وجه أحد السكارى في الكباريه مع شتائم تمطرها عليه وهي تلاحقه لتضربه بحذائها.
المشهد تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي وفق موضة الترند في المواسم الرمضانية. لكنّ أداء سلافة معمار في دور «سكر» في مسلسل «ولاد بديعة» (إخراج رشا شربتجي وكتابة علي وجيه ويامن الحجلي) يتعدى مزاجية الترند اللحظية. ويقود إلى تصعيد درامي مدروس بثلاث لقطات مختصرة. أو ثلاثة مشاهد على الأكثر توجز لنا حكاية حياة فتاة ليل بإيجاز محكم.
المشهد الأفضل هو عندما يضربها الأخ ياسين (يؤدي دوره يامن الحجلي) ليمنعها من العمل كراقصة. لكنه ينتهي في المشهد اللاحق طبالًا لها في المرقص. وفي المشهد الأخير مخفوراً معها بعد أن يتحرش بها أحد السكارى وتضربه بعنف! هكذا هم أبناء الليل لا يخرجون منه حتى يعودون إليه مهما حاولوا الهرب من ظلمته. كما تلك ثيمة العمل التي قدمتها معمار كفتاة شارع باقتدار وأداء عال لطالما ميز الممثلين السوريين. كما وجعلهم نجوماً ومدرسة من العيار الثقيل في الصف الأول من الدراما العربية أيضا. فهي «سكر» بنت هذا المجتمع وهي عاره الملتصق على جبينه في نص مسكوب بحرفية من الكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي.
سكر التي لم تعرف أباها يوماً ذات شخصية مجبولة من وحشية الواقع وهي تؤديه بعفوية مع عبارتها الشهيرة بالعامية «مابيشغلني»! مغلفة بشعر أحمر طويل ومكياج صارخ مع تمايل جسدها بستايل شعبي محدد بلا أي مبالغة في لهجتها وحركتها أيضا. نجح النص في جعلنا نتعاطف مع أبطال أشرار عالقين في وحولة واقعهم. ومشهد الكباريه في الحلقة الخامسة من المسلسل على سرعته وخفته سيحفر عميقاً في الذاكرة الدرامية بضراوته وسوداويته.
«ولاد بديعة» دراما أصيلة تعرض على «شاهد» وفضائية MBC وهو من إنتاج «إيبلا» التي تشارك بعملين آخرين في العام الحالي وهما «مال القبان» و«نظرة حب»
صحيفة الأخبار اللبنانية
