
رحلت سميحة أيوب عن 93 عاماً بعد مسيرة فنية استثنائية تجاوزت الـ70 عاماً. لقّبت بـ «سيدة المسرح العربي»، مع حضور لافت في السينما والتلفزيون.
رحلت الممثلة المصرية القديرة، سميحة أيوب (1932 ــ 2025)، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 93 عاماً، بعد مسيرة فنية استثنائية تجاوزت سبعة عقود حافلة بالعطاء والإبداع. رحلت أيقونة الفن العربي في منزلها في حي الزمالك، بعدما أنهكتها متاعب صحية مختلفة، تاركة إرثاً فنياً خالداً لا تمحوه السنين.
«سيدة المسرح»… رائدة الفن العربي
لم تكن سميحة أيوب مجرّد فنانة عابرة في زمن الفن الجميل، بل كانت ركيزة أساسية في المسرح المصري، وصوتاً نسائياً قوياً ومؤثراً. لُقّبت بـ«سيدة المسرح العربي»، لما تركته من أثر فني عميق وبصمة لا تُنسى على الخشبة.
بدأت مسيرتها في عام 1947، حين شاركت للمرّة الأولى في فيلم «المتشردة» (إخراج محمد عبد الجواد)، ثم التحقت بـ «المعهد العالي للفنون المسرحية» عام 1949 تحت إشراف المخرج زكي طليمات، وتخرّجت منه عام 1953، لتبدأ رحلة فنية امتدّت لعقود، استحالت خلالها من أبرز خريجي المعهد وأكثرهم وفاءً لمسرحه.
مسيرة مسرحية لا تُنسى
في رصيدها نحو 170 مسرحية شكّلت علامات فارقة في تاريخ المسرح العربي، من أبرزها: «سكة السلامة»، «السبنسة»، «رابعة العدوية»، «دماء على ستار الكعبة»، «الفتى مهران»، «سقوط فرعون»، وغيرها.
كما شغلت أيوب مناصب قيادية مهمة، إذ تولّت إدارة المسرح القومي مرّتين بين عامَي 1975 و1989، وأدارت المسرح الحديث بين عامَي 1972 و1975.
حضور سينمائي متجدّد عبر الأجيال
رغم ألقها المسرحي، لم تغب سميحة أيوب عن الشاشة الكبيرة. ففي خمسينيات القرن الماضي، شاركت في أفلام بارزة مثل «شاطئ الغرام» (إخراج هنري بركات ــ 1950) و«ورد الغرام» (إخراج هنري بركات ــ 1951)، لتبلغ ذروة حضورها السينمائي في فيلم «أرض النفاق» (1968) إلى جانب فؤاد المهندس، عن قصة يوسف السباعي وإخراج فطين عبد الوهاب.
لاحقاً، واصلت تجديد حضورها الفني، فظهرت في أفلام «تيتة رهيبة» (تأليف يوسف معاطي، إخراج سامح عبد العزيز) مع محمد هنيدي، و«الليلة الكبيرة» (تأليف أحمد عبد الله، إخراج سامح عبد العزيز). وكان آخر ظهور لها على الشاشة الكبيرة في فيلم «ليلة العيد» (2024 ــ تأليف أحمد عبد الله، إخراج سامح عبد العزيز) إلى جانب يسرا.
بصمة سميحة أيوب في الدراما التلفزيونية
على صعيد الدراما، حفرت اسمها في وجدان الجمهور عبر أعمال درامية خالدة، أبرزها «الضوء الشارد» (1998 ــ تأليف محمد صفاء عامر، إخراج مجدي أبو عميرة)، «المصراوية» بجزأيه من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ.
خلود في مناهج التعليم
واعترافاً بدورها التاريخي والثقافي، أُدرجت سيرتها في منهج الصف السادس الابتدائي تحت عنوان «شخصيات مصرية مؤثرة»، وهو ما عبّرت عن فخرها به، معتبرة أنّه «تكريم عظيم» يعزّز قيمتها في وجدان الأجيال الجديدة.
رحلت سميحة أيوب جسداً، لكنها ستظل حيّة في ذاكرة كل من أحبّ المسرح والفن الأصيل. غادرت الحياة بهدوء الكبار، وخلّفت سيرة ملهمة، وإرثاً فنياً مهمّاً.
صحيفة الأخبار اللبنانية