رغّم أنّها لا تقبل القسمة على أربعة، لكّن سنة 2022 كانت «كبيسة» على سوريا بالمعنى المجازي للكلمة. لعلّ أبرز ما حدث هو ازدحام الغيابات والرحيل المتلاحق من «آغا» الدراما الشامية بسّام الملّا (1956 ــ 2022) إلى الممثلين: أنطوانيت نجيب (1945 ــــ 2022) وبسام لطفي (1940 ـــــ 2022) و ناصر وردياني (1950 ــــ 2022) والمايسترو حسام الدين بريمو (1962 ـــ 2022) والمغني المعتزل ذياب مشهور (1946 ــــ 2022) والمخرج والكاتب غسان الجباعي (1952ــــ 2022) والمغني اللبناني جورج الراسي (1982-2022) الذي فارق الحياة إثر حادث على طريق دمشق بيروت بعد إحيائه حفلة في الشام.
على طرف نقيض، كان لافتاً أن حطّت السينما الصينية رحالها في دمشق وباشرت تصوير شريط روائي طويل بعنوان Home Operation «العودة إلى الوطن» (إخراج سونغ ينكسي، وإنتاج جاكي شان ــ منتج منفذ شركة «آرت ميكر برودكشن» السورية التي يديرها زياد علي) لكّن الفرحة لم تكتمل ليس بسبب الهجوم السياسي الذي شنّته مواقع معارضة على نجم الأكشن الصيني، بل لأن نتائج ما صوّر لم يكن على مستوى لائق..
على مستوى الدراما المحليّة، أطاح «كسر عضم» (كتابة علي صالح وإخراج رشا شربتجي ــ وإنتاج «كلاكيت ميديا») بكل منافسيه. تقدّم عليهم لناحية الجماهيرية والأصداء الإيجابية التي حقّقها، وتحوّل حلقاته إلى «تريندات» على السوشال ميديا، فيما حضر النجم تيم حسن ثلاث مرّات في بلاده هذا العام، مرّة كضيف في أروقة «المعهد العالي للفنون المسرحية» الذي تخرّج منه ليناقش الطلاّب، وثانية ليفتتح فيلمه «الهيبة» في «سينما ستي» ومن ثم لتصوير مشاهد مسلسله الجديد «عاصي الزند» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي) في حين أعلنت mbc عن تصدّي حسن لإخراج فيلم «الزير سالم» ولعب بطولته أيضاً (كتابة بشار عبّاس- معالجة درامية ماهر منصور) في أولى تجاربه الإخراجية، خلفاً للراحل حاتم علي الذي لم يكتب له إنجاز هذا المشروع.
كذلك، سجّلت نقاط إيجابية بإعلان شركة «بانة» (عماد ضحيّة) العودة للسوق الدرامية من خلال جزء جديد من مسلسلها «صبايا» (كتابة محمود إدريس وإخراج فادي وفائي- يعرض في رمضان 2023). كذلك بدد المنتج هلال أرناؤوط (إيبلا الدولية للإنتاج الفني) الإشكالات التي حاصرته في دمشق وعاد إلى عاصمته، بحفلة ضخمة شاركته فيه غالبية الوسط الفني السوري.
على درب الكوارث، أطّل الممثل الشاب يحيى بيازي على التيك توك وبدا واضحاً أنه يعاني من مشكلة في النطق فيما ملامح المرض ظاهرة عليه. فواكبه النجم وائل شرف ودعا متابعيه لدعم زميله ومتابعته به على حسابه. وسرعان ما استحال جزء من هذا البثّ إلى «تريند» اكتسح مواقع التواصل الاجتماعي. وأصدرت نقابة الفنانين السوريين قراراً بمنع حفلات مغنيتي الملاهي الليلية السورية ريم السوّاس واللبنانية سارة الزكريا، فضجّ الشارع السوري بالقرار، سبقه عقد النقابة مؤتمراً لا داعي له قبل حضور المغني المخضرم هاني شاكر إلى دمشق. حينها جلس النقيب وإلى جانبه مدير دار الأوبرا أندريه معلولي وظلّ الصحافيون وقوفاً! وسبقت حفلتي هاني شارك في «درا الأوبرا» فوضى عارمة في مقر الدار بسبب الازدحام الشديد على شراء البطاقات، ووصل الموضوع إلى حدّ التشابك بالأيدي وتدخّل الشرطة لمحاولة تنظيم الدور، حتى أن البطاقات التي سُعرّت بمبالغ زهيدة لم تتعد 2500 ليرة سورية بيعت في السوق السوداء!
على صعيد الحفلات، تخلّفت المغنية اللبنانية هبة طوجي عن موعد حفلتها التي كان مقرراً إقامتها في «دار الأوبرا» في دمشق بعد نفاد بطاقاتها وتذرّعت بالقول: «تشاورت مع فريقي بعدما أقحمتني بعض الوسائل الإعلامية في جدل ودهاليز ليس لي أدنى علاقة فيها». أيضاً لاحقت أصالة نصري تهمة السرقة بسبب أغنية «كفوكيم» وهي من أشهر أغنيات التراث الكردي بعدما أعادت أصالة تقديمها بشكل مختلف بدمجها في أغنية عربية «هي خلونا الليلة نغني» (في نسختها الأصلية من كلمات عزت الحديدي ـــــ ألحان وغناء إبراهيم كيفو) إلى جانب «كفوكيم» وتعني الحمامة. والمشكلة كانت أنّ الملحن الكردي السوري آري جان قد نسبها لنفسه. كذلك، حرم عازف الكمان اللبناني الشهير جهاد عقل من أن يكون ضيف شرف حفلة طربية نظّمها عازف العود السوري نعيم البغدادي على «مسرح الحمراء» في دمشق، بالتعاون مع المايسترو نزيه أسعد وفرقته الموسيقية ومجموعة من المغنين رغم وصول العازف اللبناني إلى صالة العرض والسبب عدم منحه موافقة أمنية! كذلك، تباينت الآراء على الفايسبوك السوري بحّدة بسبب حفلة للمغني الأردني حسام السيلاوي (1993) بين من اعتبر أن ما حصل من إغماءات وجمهرة مراهقين في حفلته، دليل أكيد على الانحدار الفني الذي وصلنا إليه، ومن رأى المسألة ليست سوى اختلاف أذواق وأنه من نجوم هذا الزمن!
أيضاً ضجّت السوشال ميديا السورية باحتجاجات متلاحقة على الفيلم السوري «خيمة 56» (سيناريو وحوار سندس برهوم وإخراج سيف الشيخ نجيب) رغم أنه صوّر قبل حوالي أربع سنوات ضمن برنامج تابع للاتحاد الأوروبي، ثم حُمّل الشريط على اليوتيوب في هذا العام، ووصل الامر إلى حد استنكار عشائر في درعا، تبعها اعتذار من أحد ممثلي الفيلم وهو علاء الزعبي، لأن الفيلم يقدّم مقترحاً من مخيّم للاجئين السوريين يجّرب فيه الأزواج أن يجدوا لأنفسهم مكاناً خاصاً ليمارسوا فيه العلاقات الحميمة.
كذلك عاد هذا العام خلاف النجمتين كاريس بشار وسلاف فواخرجي الذي حصل قبل أكثر من عشرين سنة بعد لقاءات للنجمتين حكي فيها عن هذا الخلاف الساذج!