سيرة مدينة سيطر عليها الظلام
سيرة مدينة سيطر عليها الظلام… يسرد الكاتب ليث آل فرج على لسان بطل روايته البكر الاولى التي صدرت في مدينة الموصل عن دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع بعنوان “مد البصر”، أحداث مابعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003، وما حل بمدينته الموصل التي سيطرت عليها جماعات مسلحة سارت بالمدينة نحو المجهول، بتفاصيل يومية من قتل واختطاف وأتاوات مفروضة على دوائر الدولة ومذاخر الادوية ومولدات الكهرباء واصحاب المحال التجارية.
وذكر الكاتب في مقدمته للرواية انها “سجل لما حدث أو سيحدث، وانها حكاية البحث عن الذات والنور والحب… وهي رؤيا لذاكرة صورية وذكريات مستحيلة لانسان خسر كل شيء إلا الكتابة، فيما اكد انها تدوين لتفاصيل صغيرة لمدينة موغلة في القدم، وانها كتابة المستحيل في الزمن الصعب، زمن اليأس والظلمة والمذابح والخوف العالق في الذاكرة والعصيُ على النسيان، والايام ذاتها تتوالد في رحم قد جفّ، مذ اصبحت الذاكرة لا تستطيع هضم الايام، وتوالت الصور، ونحن نعيش داخل ضياع شامل، ضم كل شيء، في يوم عاصف لملم ماتبقى من الأماني والأحلام، وتركنا عند نهاية الطريق، تاركاً بعضاً منا في ذهول وحيرة وصمت مفجع داخل صدور متخمة بحب الوطن وتاريخه وترابه، وهي صرخة عشق في زمن مليء بالصراخ والبشاعة والخوف”.
وتدور أحداث الرواية حول شاب عراقي من مدينة الموصل، سافر الى الولايات المتحدة الاميركية ليحصل على شهادة الدكتوراه في الطب ليتعرف هناك أثناء دراسته على فتاة أحلامه، إلا انه يترك حبيبته ويعود الى مدينته بعد ان حصل على شهادة الدكتوراه في جراحة القلب.
ثم يلتقي بحبيبته الاميركية بعد ثلاثين عاما من عودته الى الوطن، أي بعد احتلال العراق، تأتي وهي متجحفلة مع القوات الامريكية كمديرة لاحدى القنوات الفضائية الاميركية، ليعيشا علاقة حب بطعم الحرب.
والكاتب الروائي ليث آل فرج عضو في اتحاد ادباء العراق، له محاولات عديدة في كتابة الشعر والقصة القصيرة، ويأتي كتابه “مد البصر” محاولته الاولى في سبر أغوار الرواية كجنس أدبي.