سيناريو جهنم… من أجل الأسوأ… اخترعوا الحرب الأفضل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستعيش دمشق فترة من أسوأ الفترات التي عاشتها طيلة هذه الحرب، وذلك في الصراع مع الغوطة الشرقية، وبسبب مشاريع الغوطة الشرقية.
الآن يعاد إنتاج سيناريو ال 2013، وقد كان السيناريو إسقاط النظام عبر التحشد حول العاصمة، وفتح كافة الجبهات واحتلال حلب، فتسقط العاصمتان معاً.
في ذلك الوقت نجت العاصمة بصفقة الكيماوي. حيث نامت صواريخ الكروز الامريكية بعد استيقاظها لقصف دمشق. لم ييأس المسلحون، وبدت داعش المرشح الاول لبطولة احتلال سورية، بعد الاستيلاء على الرقة وجعلهاعاصمة الدولة الاسلامية. جاء الروس فأسهموا بفعالية صريحة في تمزيق مشروع داعش ، والقضاء على التنظيم بتدمير مقراته وكسرعموده الفقري، وطرده من الجغرافيا العراقية السورية.
اليوم انتعشت الآمال مرة أخرى، بإسقاط النظام عبر احتلال دمشق. ذلك لأن العامل الأمريكي من أوباما(حمائم )إلى ترامب ( صقور) ومن الوجود في القواعد البعيدة إلى التواجد في القواعد الجديدة، وأهمها قاعدة التنف على مفصل الحدود بين الأردن وسورية والعراق.
هكذا، أظن، بدأت معركة الغوطة التي لا تخاض إلا بالأيدي الخشنة، والقبضة الحديدية، والأسلحة الثقيلة… الأمر الذي يؤدي إلى استنفار عالمي للحس الإنساني المتعاطف والمتصارخ لنجدة الغوطة الدمشقية.
وفي نفس الوقت ستكون الغوطة بيئة احتمالات لفبركة التدخل الأمريكي/الأوروبي لدعم وحماية رأس الجسر العسكري ، الذي سيخترق خاصرة دمشق، عند العباسيين أو القصاع أو باب شرقي. الفبركة قد تكون مزاعم الاستخدام المفرط للأسلحة الممنوعة أو استخدام الأسلحة الكيماوية.
العامل الأمريكي الجديد هو حصار إيران وقطع طرقها إلى المتوسط (لبنان وسورية) وذلك من خلال توسيع نطاق قاعدة التنف ومجالها الحيوي، وبحجة الدفاع عن هذا النوع من الوجود ستكون هناك أعذار دائمة للتدخل.
وسيكون بوسع الأمريكان تأمين طرق إمداد للغوطة، بالسلاح والأغذية والرجال، وهذا سبب الاستعجال في استصدار قرار وقف القتال من مجلس الأمن… حيث سيتم التقاط الأنفاس ووضع اللمسات على الخطط الجديدة.
إسقاط النظام بهكذا خطط… سيتم بالإنهاك التدريجي لقوات الجيش السوري، وبقطع الطريق عليه لإكمال خطته العملياتية التي مهد لها حتى الآن بعشرة أيام من الجحيم الناري. فيما سيدعي الأمريكيون أنهم بحاجة للبقاء طويلاً في سورية وتوسيع قاعدة وجودهم في الشمال.
ما أغفله الأمريكيون ومستشارو حروبهم الشهيرة على أراضي الآخرين… هو العامل الروسي الذي يتمتع بقدرة هائلة في المسرح السوري كله. وتجذّر العامل الإيراني، ووجود قواعده التي أخذت بالحسبان ، منذ وقت مبكر،هذه الاحتمالات في تطور الحرب.
إن القواعد الروسية، والتواجد الروسي يحسب حسابه بحذر. وهذا الوجود عابر للجغرافيا،لان مجاله الحيوي هو سورية كلها، التي يوحد مسرح عملياتها، قرار عدم التفريط بوحدتها.
المستشارون والمتعصبون ومزورو المعلومات، ومفبركو المعطيات، غالباً، وفي حروب كثيرة، ما يورطون جيوشهم في “العبث الحربي”. وهذا ما يمكن الخشية منه… ورطة صدام روسي أمريكي على الأرض السورية ، والتي ستؤدي أو قد يستعاض عنها بحرب إقليمية يخوضها الطرفان بالنيابة عنها:
إسرائيل. سورية. إيران. حزب الله.
ثمة سيناريوهات أخرى… وجميعها منذرة بالخطر، ذلك لأنها جميعاً تبتعد عن السلام وتؤجج الحرب، فيما يزداد السوريون موتاً.