صباح العيد …. !!!

تأخرت في كتابة مقالي هذا الأسبوع بانتظار صباح العيد حتى يفتح أطفالي هدايا بابا نويل الملقاة تحت الشجرة لأشارككم فرحة العيد في عيون الأطفال.

فالشجرة هي رمز للحياة والخير والعطاء .. نضعها في فترة الميلاد لتمنحنا شعوراً بالخير وتذكرنا بالتجدد و بالولادة من جديد .. ولادة طفل فقير في مزود .. أتى إلى العالم ليخبر أن الناس كلهم متساوون في نظر الله ، وأن المحبة والتسامح والسلام والمشاركة تجمعهم وتميزهم … ومن يسعى لخير الناس وحب الناس ومساعدة الناس هو المؤمن المحب في قلب الله .. وما الهدية تحت الشجرة إلا لإضفاء فرحة العطاء والمشاركة .. مهما كانت بسيطة.

فعندما يستيقظ الأطفال صباح العيد ، وهم غالباً ما ينامون على أمل أن يجدوا ما قد طلبوه من بابا نويل في رسالة تركوها تحت الشجرة ، تحمل طلباتهم في العيد من هدايا وأمنيات.. صاغوها ببساطة وبراءة وخطّوها بمحبة صافية وأحلام طفولية .. وهم يحلمون ببابا نويل الذي يجوب العالم على غزلانه البرية، حاملاً في كيسه الأحمر الكبير الهدايا الكثيرة لكل أطفال العالم .. يدخل من مداخن بيوتهم ، ومن فتحات نوافذهم ليقرأ رسالتهم ويترك لهم مكانها ما طلبوه من هدية … وأمل أن أمانيهم ستتحقق.

وأعتقد أن بابا نويل هذه الأيام تدمع عيونه عندما يقرأ رسائل أطفالنا وهم يتمنون إلى جانب حصولهم على هدية .. أن تنتهي الحرب ويعم السلام ويعودوا إلى بيوتهم ومدارسهم ..وتتحول خيمهم الباردة الى بيوت دافئة .. وأن يعود آباءهم المرابطين على الجبهات أو المسجونين في المعتقلات أو المخطوفين والتائهين الىبيوتهم .. وأن يشفى مرضاهم ومجروحيهم ومصابيهم .. وأكثر ما يسعد بابا نويل أن يجد تحت الشجرة هدية باسمه من طفل صغير قدر تعب بابا نويل ولهفته ، وأراد أن يترك هدية له كشكر على جهوده وعطائه.

صباح العيد هرع الأولاد الى الشجرة .. فتحوا الهدايا .. ضحكوا … صرخوا .. لمعت عيونهم فرحاً .. وهم يجدون ما طلبوه ملقى تحت الشجرة … هدية بسيطة .. كلمة جميلة … أمنية حقيقية .. تزرع الفرح والبسمة والأمل في نفوسهم .. لأتفاجئ أنا أيضا بهدية ملقاة باسمي تحت الشجرة .. وببضع كلمات حب من أطفالي أحبوا أن يشاركوني فيها يوم العيد … لأشعر بسعادة غامرة .. وبأن العيد والهدية البسيطة والكلمة الحلوة هي أكثر ما نحتاجه لنشعر بالسعادة والأمل رغم كل الأحزان والخراب والحرب من حولنا.

فبكلمة لطيفة ولفتة جميلة ومحبة صادقة ، تمسح الحزن عن قلب إنسان .. وتزرع الأمل في قلبه .. وهذا ما نحتاجه لنستمر .. بالعيد وبكل يوم … ويبقى العيد مناسبة لنعبر بها عن محبتنا لبعضنا البعض.

وكل عام وأنتم بخير .. وقلوبكم بالمحبة والكلمة الطيبة عامرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى