صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا: الولايات المتحدة تخشى على قاعدتها في قطر

تؤكد صحيفة واشنطن بوست، استناداً إلى مصدر مسؤول رفيع المستوى، أن إدارة دونالد ترامب، تشعر بالقلق إزاء مصير الاستثمارات التي استثمرت في قطر، ومستقبل قاعدة “العديد” الجوية الاميركية.
من جانبهم، يشير خبراء روس إلى أن استمرار حصار قطر يشكل خطورة على الولايات المتحدة لأنه يقوض الإجماع الشرق أوسطي على كبح زمام النفوذ الإيراني. فبعد أن وافقت المملكة السعودية في البداية على التفاوض مع الإمارة المحاصرة، ثم تراجعت عن ذلك، بدأت الولايات المتحدة بالتفكير في كيفية تسوية النزاع.

وترتبط مخاوف واشنطن قبل كل شيء بمصير استثماراتها وقاعدتها العسكرية، وهذا ما يؤكده المسؤولون في البيت الأبيض. وقد قال أحدهم لواشنطن بوست “نحن نستثمر هناك الكثير. فهل يعقل أن تبلغنا الشركات الأمريكية بأن عقودها ألغيت بسبب المناخ في الخليج؟”.
كما أن الخطر قد يشمل قاعدة العديد الجوية، التي ترابط فيها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، حيث يضيف المتحدث: “جميعنا نبدأ بالشعور بأن أزمة قطر تمنعنا من عمل ما نريد”. وبحسب قوله، تحاول القيادة الأمريكية التعجيل في إنهاء النزاع الدبلوماسي “قبل أن يبدأ تأثيره في العمليات العسكرية” ضد المجموعات “الجهادية”. ومع ذلك ترى إدارة ترامب تقدماً حققته قطر في محاربة الإرهاب.

ومن وجهة نظر الخبراء الروس، لا توجد أي علاقة مباشرة بين استمرار أزمة قطر والمصالح الاقتصادية الأمريكية، لأن خطر الحصار على الولايات المتحدة يكمن في جانب آخر. وفي هذا الصدد، يعرب خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية يوري بارمين عن اعتقاده بأنه “بقدر ما تطول الأزمة، يزداد التآكل في الموقف الموحد لواشنطن وملكيات الخليج، وهذا بدوره يؤثر في سياسة الولايات المتحدة الرامية إلى ردع إيران. فحالياً نلاحظ موقفا هادئا من قطر وتركيا تجاه إيران، وحتى أنهما مستعدتان للتقارب معها، وهذا يتعارض ومصلحة الولايات المتحدة”.

ويؤكد الخبير أن حصار قطر لا يؤثر في مصالح روسيا، ويقول: “بالنسبة إلينا ليس مهما كيف ستكون الأوضاع داخل بلدان الخليج. بل على العكس يمكننا أن نستغل ذلك لفهم الفوائد التي يمكن أن نحصل عليها. ومن الواضح أن كلا من السعودية وقطر تحاولان كسب مختلف البلدان إلى جانبها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ثم روسيا. كل منهما تقترح على روسيا امتيازات كبيرة. فمثلا وعد السعوديون بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى موسكو في شهر أكتوبر المقبل، ولكن من جانب آخر قد تكون لهذه الزيارة علاقة بأزمة قطر، وتهدف إلى كسب روسيا إلى جانبها. والقطريون من جانبهم يقومون بالشيء نفسه. ويبدو أننا نلعب في هذا النزاع، لكنني لا أعتقد بأن مصالحنا يمكن أن تقوَّض بهذا الشكل أو ذاك”، – كما يؤكد يوري بارمين.

هذا، وقد استغلت بعض البلدان أزمة قطر لتحسين علاقاتها مع طهران، وخير مثال على ذلك تركيا. فبحسب تقييم خبراء غربيين، يمكن تفسير دفء علاقاتها مع إيران بالبراغماتية. يقول الباحث العلمي في المعهد الملكي الموحد للدراسات العسكرية (RUSI) مايكل ستيفينس إن “مصالحهما تتطابق في عدد من القضايا، مع أن لديهما نظرات مختلفة إلى المنطقة، من وجهة نظر تاريخية ومن وجهة نظر الأزمات الحالية.

وهما لديهما حدود مشتركة، وعلاقات في مجال الطاقة والمسألة الكردية. وهذا يعني على مستوى العلاقات الثنائية أن لديهما مصالح مشتركة كثيرة، وقد وجدا لأسباب مختلفة إمكانية لتعزيز العلاقات مع قطر وضمان ردع الإمارات العربية. هما لا يتفقان مع وضع بشار الأسد، ولا في مسألة اختيار الحلفاء، بيد أن هذه الاختلافات ليست ذات اهمية كبيرة حاليا”.

في غضون ذلك، يبدو أن ترامب لا ينوي التخلي عن سياسة معاداة إيران. من جانبه، أعلن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي في الأسبوع المنصرم أن بلاده سترد على “أي خطوة خاطئة” تتعلق بـ “الصفقة النووية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى