صراع يحتدم داخل حزب العدالة والتنمية.. مؤشرات على أن إجراءات الرئيس ” أردوغان” ستوصل رفيق دربه أحمد داوود أوغلو إلى السجن

 

بدات مرحلة الصراع السياسي في تركيا وداخل حزب العدالة والتنمية على وجه التحديد؟ كل المؤشرات تؤكد ان تركيا مقبلة على مرحلة جديدة عنوانها افول مرحلة الرئيس رجب طيب اردوغان الذي كان من اهم الرؤساء الاتراك تاثيرا بعد مؤسس الجمهورية التركية “مصطفى كمال اتاتورك” الأسباب كثيرة نعتقد أنها معروفة بدءا بتأثيره في هوية الجمهورية التركية .

لم يستطع أي حزب سياسي تركي رغم عراقة بعضها أن ينافس حزب العدالة والتنمية بعد العام 2002 تاريخ صعود الحزب إلى السلطة، ولكن الآن يبدو الصراع السياسي قد دب في صفوف الحزب نفسه، فكيف سينتهي؟ سؤال مطروح بقوة اليوم في المشهد السياسي التركي.

خلال الاسابيع القليلة الماضية تظهر الخلاف الحاد ليصل الى دائرة الصراع بين رفاق الامس من رموز وزعماء الحزب. وبرزت مؤشرات واضحة على ولادة حزبين سياسيين جديدين بزعامة قادة سابقين في حزب العدالة والتنمية الحاكم، هم رئيس الوزراء السابق “أحمد داود أوغلو”، والرئيس التركي السابق” عبد الله غول” . بروز تلك المحاولات من رحم الحزب الأم لا يعود إلى فقدان ثقة تلك القيادات المؤسسة للعدالة والتنمية بالحزب وأهدافه و بنيته الفكرية، إنما يتعلق فقط بشخص الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أحكم قبضته على الحزب، وعلى الحياة السياسية في البلاد من خلال انفراده بالسلطة.

ويبدو هدف المنشقين ينحصر في كسر قبضة الرئيس أردوغان على السلطة من خلال الحزب. ونظرة تلك القيادات إلى الأمر على أنه ولادة دكتاتور في تركيا.

وحتى ضمن الخلاف الحاصل الان لا يبدو ان الرئيس أردوغان سوف يحتكم إلى قواعد اللعبة الديمقراطية، فقد وصف رفاقه السابقين بالخونة. وهو وصف يمهد إلى الانتقام منهم. وهذا ربما ما سيواجه رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أغلو” بعد أن حوله أردوغان إلى لجنة تأديبية للحزب تمهيدا لطرده مع تزايد المؤشرات على نية أردوغان إيصاله إلى السجن بعد ذلك .

ويمكن اعتبار إجراء أردوغان نابعا من ردة فعل على ما صرح به” أحمد داوود أوغلو” أمام حشد في “صقاريا” في مدينة مرمرة قبل أيام حيث قال “كثيرون سيخجلون من النظر في وجوه الناس، إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهاب، وستسوَّد وجوه كثيرة”. ورد كذلك داوود أغلو على وصف أردوغان له ولقيادات من الحزب بالخونه بالقول “توليت منصب رئيس الوزراء لهذه البلاد، وجئت عن طريق الانتخابات، ولا يستطيع أحد أن يقول عني خائن. أتذكر جميع أسلافي رؤساء الوزراء، لم يكن أي منهم خائنا أيضا، حتى لو أطلق علينا اسم الخونة”.

وعلّق داوود أوغلو على حذف صوره من مقاطع الفيديو الخاصة بذكرى تأسيس حزب العدالة والتنمية، بالقول: “إذا بدأت أي حركة مسح تاريخها، فإن هذا يعني أنها تصفي نفسها بنفسها” لكن من المرجح أن إجراءات الرئيس أردوغان تتجاوز ردة فعل على تصريحات وتهديد بكشف ملفات إلى ما هو أهم بالنسبة له وهو أن قادة الحزب ومؤسسيه المنشقين عنه سوف يأخذون حصتهم من قواعد الحزب الشعبية وتصريحاتهم ستسهم في تراجع شعبيته في الشارع التركي، وهو ما سيعرض أردوغان لخسارة فادحة بالانتخابات المقبلة، لذلك يسعى أردوغان بكل قوة إلى ضرب الأحزاب الناشئة من رحم العدالة والتنمية قبل بروزها. فهل يستبق داوود أغلو ضربة أردوغان له بكشف الصندوق الاسود للسنوات الماضية خاصة ما يتعلق بالإرهاب ودور تركيا في الحرب السورية وغيرها من الملفات الداخلية، وهو ما سيكون بمثابة ضربة قاضية لأردوغان.

يستعد بالفعل أحمد داوود أغلو بالشراكة مع وزير الاقتصاد السابق والقيادي في العدالة والتنمية علي بابا جان لإطلاق حزب جديد، وقد أعلن نيته بالقول “لا مفر من البحث عن طريق ومسار جديد. وهذا الطريق الجديد سيتحول إلى حزب جديد”. وقالت صحيفة زمان التركية نقلا عن الدائرة المقربة من رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو أنه التقى بأحد رجال الأعمال من أجل الحصول على دعم مادي لتمويل حزبه الجديد، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

ومن بين الملتفين حول داود أوغلو، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان كورتولوش، وبشير أتالاي نائب الرئيس أردوغان عندما كان رئيس حكومة في 2011، ومن غير المستبعد أن ينضم الرئيس السابق عبد الله غول إلى الحزب الجديد، فهو أعلن أكثر من مرة عن نيته تأسيس حزب بعيدا عن أردوغان والعدالة والتنمية، وقد يفعل ذلك بشكل منفصل إلا أن تحالفا ضد أردوغان لابد أن ينشأ بين الرجلين داوود أوغلو وعبد الله غول في مواجهة أردوغان، فهل بدأت مرحلة أفول نجم أردوغان في تركيا، وهل يدفع ثمن عناده وتهميشه ارفاق دربه؟ أم سينجح في ضرب خصومه ويكرس نفسه حاكما مطلقا لتركيا الجديدة؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى