صفات سلبية بين الشريكين قد تدمر العلاقات الزوجية
صفات سلبية بين الشريكين قد تدمر العلاقات الزوجية الزواج هو سنَّة الحياة، فهو ضرورة إنسانية يحصل من خلالها الإنسان على السكينة والتوازن النفسي، وهو من العلاقات طويلة الأمد التي تمر بالكثير من المطبات، فأحياناً تغمر الإنسان بالسعادة وأحياناً تغمره بالضغوطات والتحديات؛ وذلك ما يجعل الزواج بحاجة إلى الكثير من المودة والصبر والتضحية في الكثير من الأحيان، إضافة إلى الصدق والصراحة والتسامح، أما أساس العلاقة الناجحة فهو التواصل الفعال بين الزوجين. تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي: توجد العديد من الصفات التي قد تتسبب في تدمير العلاقة الزوجية وأخذها إلى طرق مسدودة حتى إن بدأت العلاقة بالحب والانسجام، فخلال مرحلة الزواج يكتشف كل من الشريكين طبيعة الآخر وحقيقته، وإليك أهم الصفات السلبية التي تدمر الزواج:
–الخداع:
قد يحاول بعضهم أن يظهر على غير طبيعته في فترة الخطوبة، فيرسم صورة له في عقل الشريك مخالفة للواقع، لكن بعد الزواج سيكتشف الشريك ذلك فيتسبب الأمر بصدمة لدى الشريك لأنَّه سيشعر بتعرضه للخداع.
–البخل وعدم الإيثار
يتنافى الحب مع عدم الإيثار والبخل، ويعتبر من المدمرات الخطيرة لأي علاقة سواء إنسانية أو اجتماعية لأن البخيل يبخل على الطرف الآخر بالمال والحب وحتى الابتسامة وعدم الإيثار يرجع نفسياً لأنه لا يعرف معني العطاء .
– الشك:
يشبه النار التي تحرق كل ما حولها، كذلك الشك يحرق العواطف والمشاعر بين الزوجين، وينتج غالباً عن عدم ثقة بالنفس أو سوء الظن بأفعال وأقوال الآخرين أو حالة نفسية ناتجة عن أزمة سابقة، ولا نقصد هنا الشك العادي المقبول؛ إنَّما نقصد الشك الملازم للإنسان والمَرَضي أحياناً الذي يدفع الإنسان إلى التجسس على شريكه ومراقبة هاتفه وتصرفاته حتى ضمن عمله، بحثاً عن دليل يثبت الخيانة.
– المقارنة:
هي أن يقوم أحد الزوجين بمقارنة صفات شريكه بصفات أحد الأصدقاء أو المقربين أو بشخصيات عامة، والإنسان يحزن كثيراً عند مقارنته بشخص آخر، وخاصة إن كان من يقوم بالمقارنة هو شريكه العاطفي فيجعله يشعر بالإحباط وعدم التقدير والغضب من حياته.
– عدم الرضى:
هو التركيز الدائم على سلبيات الشريك دون ذكر الإيجابيات، ويشبه ذلك المقارنة؛ إذ يكون أحد الزوجين غير متقبل لصفات شريكه أو للواقع المعيشي على الرغم من أنَّ الإنسان بإمكانه إسعاد نفسه بأبسط التفاصيل إن أراد ذلك، وبإمكانه بالمقابل نسيان الإيجابيات والنظر إلى الصفات السلبية للشريك، وهذا يتسبب بالبعد بينهما والجفاف شيئاً فشيئاً.
– الغضب:
هو عدم قدرة الفرد على ضبط نفسه عند الانفعال، وينتج عن ذلك تصرفات سيئة وتوبيخ للمحيطين، وهذا ما يؤثر في الحياة الأسرية، فقد يتسبب بانعدام المحبة بين أفراد الأسرة وتفكك الروابط نتيجة الأذى النفسي الذي يلحقه بالآخرين والأذى الجسدي أحياناً؛ لأنَّ عدم القدرة على التحكم بالنفس قد يدفع الزوج إلى ضرب زوجته مثلاً، ومعالجة المشكلات بالغضب والصراخ تتسبب حتماً بدمار العلاقة الزوجية والطلاق أيضاً.
– الأنانية:
الحب هو العطاء المتبادل غير المحدود، بخلاف الأنانية التي تجعل الإنسان يهتم بتأمين احتياجاته ومتطلباته ورغباته دون التفكير في الطرف الآخر أو حتى سماع وجهة نظره، فهو يعتقد أنَّ قراراته يجب أن تُنفَّذ حتماً، فيتسبب ذلك بالكثير من الألم والحزن.
هنا يجب أن نفرق جيداً بين تقدير الذات وهي الصفة الطبيعية التي يجب أن يتحلى بها مختلف البشر وبين النرجسية التي تدفع الإنسان إلى إلغاء الآخرين من حوله والتمركز حول ذاته فقط، فتدفع الجميع للابتعاد عنه حتى شريكه العاطفي.
–الكبرياء والعناد:
من الصعب التعايش مع شخص غير قادر على الاعتراف بأخطائه أو تقبُّل وجهات نظر مغايرة لوجهات نظره في الحياة؛ وذلك لأنَّ العناد يتسبب بحدوث مشاحنات دائمة، فنلاحظ أنَّ الشخص العنيد المتكبر مستعد دائماً لخوض المعارك وبتسرع وقسوة أيضاً دون الاهتمام لمشاعر الآخرين، وحتى إن أثبت الطرف الآخر أنَّه على حق فمن الصعب أن يرضخ لرأيه، وحتى إن أُجبر على ذلك فسوف ينفذ الأمر بتذمر واضح، ولكنَّ الحياة الزوجية تفرض على الإنسان الكثير من التنازلات احتراماً لمشاعر الشريك، ودون ذلك لن تكون الحياة مستقرة وهادئة.
–الكسل:
الحياة الزوجية تفرض على الزوجين بذل الكثير من الجهد، فلكل منهما مسؤوليات عليه تحمُّلها، فمثلاً كسل الزوج ورغبته الدائمة بالاسترخاء أو إشغال الوقت بالمسليات كالألعاب الإلكترونية، يجعله يهمل عمله ويتراجع لدرجة قد تدفع المسؤولين إلى طرده، فيتدهور الوضع المادي للأسرة.
أما كسل الزوجة، فقد يجعلها تهمل نظافة منزلها وترتيبه وتهمل إعداد الطعام لعائلتها، وقد تهمل نفسها أيضاً، فينتج عن ذلك نفور الزوج منها ورغبته بقضاء الوقت خارج المنزل، ففي البداية قد يوجِّه إليها الملاحظات وقد تحدث المشكلات، لكن مع مرور الوقت واستمرار الوضع بنفس الوتيرة سوف تصبح العلاقة الزوجية سيئة حتماً وكثيراً ما يصل الأمر إلى الانفصال.
–النميمة
من السيئ جداً أن يتحدث الإنسان عن صفات شريكه السلبية أمام الآخرين عند غيابه حتى إن كانوا أصدقاءً أو أهلاً، فيقلل بذلك من احترام الشريك ويتسبب بحدوث مشكلات إن قام أحدهما بإخبار الشريك بما يتم التكلم عنه في غيابه، وهذا الأمر شائع جداً بين النساء؛ إذ تتحدثن عن أزواجهن ضمن اجتماعاتهن النسوية، وقد تقوم إحداهن بنقل تلك الأخبار لزوجها مثلاً وينقلها بدوره إلى صاحب العلاقة ويتسبب ذلك بدمار زواجه.
– الاستماع للآخرين:
تدخُّل الآخرين بالعلاقة بين الزوجين من أكثر الأمور التي تعود بآثار سلبية على العلاقة الزوجية، فاستماع الإنسان لآراء العائلة أو آراء الأصدقاء غير صحيح، حتى إن كان الشخص الناصح على مستوى عالٍ من النضج والوعي ولديه تجربة ناجحة؛ وذلك لأنَّ العلاقات الزوجية غير متشابهة ولا يمكن لأحد أن يُحسِن التحكيم بين الزوجين.
–عدم المصارحة:
عدم وجود الصراحة بين الأزواج يُعَدُّ مؤشراً خطيراً لحياتهما معاً، لكن لا يعني ذلك إفشاء أسرار الأصدقاء أو العائلة؛ إنَّما يعني توافر الصراحة التامة بما يتعلق بهما فقط؛ لأنَّ ذلك ينمِّي الثقة بينهما ويزيد من الاطمئنان في العلاقة، ومن ثمَّ يزداد التفاهم والود وتصبح العلاقة الزوجية أقوى بكثير.