صورة الموت في المشهد الثقافي السوري: رحيل ثلاثة كتاب في أسبوع واحد !
في عبارة موجزة للكاتب الروائي خليل صويلح ، كثف صورة الموت في المشهد السوري، بعبارة تقول: المقبرة السورية مفتوحة بدوام كامل.. فإذا كان الموت هو عنوان الحرب في سورية ، وإذا كانت أرقام القتلى والشهداء والغارقين في البحار والذين باع المجرمون أعضاءهم تعد بمئات الآلاف، فإن المشهد الثقافي السوري بدوره بدأ يعد موتاه وشهداءه الذين يرحلون تباعا إما نتيجة الحرب أو قهرا على المصير الذي آلت إليه البلاد، والذي جعل أكثرهم في غاية الحزن على مصير وطنه الغالي !
غيّب الموت ثلاثة كتاب في الأسبوع الأخير من تموز، فالكاتب محمد جاسم الحميدي توفي بعد عمر قضاه في العطاء والكتابة والصحافة، ويعرف زملاؤه كتاباته جيدا، وينصتون إلى أحاديث الجميلة في كل لقاء معه ..
كان محمد جاسم الحميدي الكاتب النشيط الذي يعرف حكايات الرقة جيدا ويستطيع تمضية الوقت الطويل وهو يستعيد حكايا نهر الفرات الخالد . ، وقد نشرت الصحف من أعماله : : الحكاية الشعبية الفراتية (جزآن) ، ورواية شمس الدين، وتحقيق معجم الجراثيم في اللغة.
في اليومٍ نفسه الذي توفي فيه الكاتب محمد جاسم الحميدي ، توفي الكاتب الروائي والقصصي والدرامي وديع اسمندر وهو واحد من كتاب سورية الذين قدموا للأدب والدراما الكثير، وقد بلغ اسمندر الذي أنهكه السرطان 74 عاما من العمر وكتب العديد من الروايات ذكرت منها وكالة سانا للأنباء : “اللبش” و”دموع السقف الحجري” و”سيرة رجل ما” و”الخميس الحزين” إضافة إلى ديوان شعر بعنوان “الرأس”.
واشتهر الراحل اسمندر بكتابة السيناريوهات لعشرات التمثيليات الإذاعية والعديد من المسلسلات التلفزيونية منها “عطر البحر” و”رجل بلا حدود” و”القاضي والجلاد” و”الشمعة والدبوس” و”حارة الباشا”. إضافة إلى فيلم : “النجمة واحلام اسامة” الذي حصل على عدة جوائز دولية، من اخراج علاء الدين الشعار.
الفجيعة التي أدمعت المشهد الثقافي السوري أيضا هي استشهاد الكاتب علي أحمد العبد الله نتيجة اصابته بقذائف الهاون التي استهدفت حي باب توما بدمشق وكان العبد اللـه أمينا لسر جمعية القصة والرواية ، ويعد العدة للمشاركة في المهرجان السنوي الأول للقصة القصيرة في سورية مع كتاب آخرين وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح إن العبد الله قضى شهيداً قبل أن يستكمل روايته الجديدة.
صدر للكاتب علي أحمد العبد الله مجموعة قصص بعنوان: «قاعة العرش الباردة» ورواية «نزف الذاكرة» رواية «رجل منسي» إضافة إلى رواية «حلاق حي الكباس».
كما تعرّض في هذا الاستهداف الإرهابي أيضاً الروائي السوري محمد الحفري إلى إصابة بليغة وهو حالياً قيد العلاج.