بين قوسين

طبول الحرب!

طبول الحرب!.. معقول ؟؟؟؟ في العام ٢٠٢٢ ويتحدثون عن حرب

ماهذه المهزلة ؟؟؟؟؟

هل ما زال العالم يفكر ان يشن حربا ويقتل ناسا ويدمر بلدانا ؟؟؟

بهذه الجملة كانت ابنتي تعبر عن ردة فعلها عندما سمعت والدها يقول ان روسيا ستشن حربا على أوكرانيا !!!!

ليكون سؤالي لماذا ؟؟؟؟

ما الهدف ؟؟؟؟

فيأتيني الجواب من زوجي، والذي ألقبه تويتري وشريطي الاخباري .. وهو المصدر الذي احصل من خلاله على الاخبار ومجريات الاحداث في العالم،  واستعين به لتوضيح الأمور والاستفسار عن اي جملة او خبر أقرأه على وسائل التواصل الاجتماعي ..خاصة بعد أن توقفت عن متابعة الاخبار نهائيا بعد ثلاث سنوات من ادمانها في بدايات الحرب السورية .. ثلاث سنوات ضاعت من عمري وانا أقضي اكثر من ١٢ ساعة يوميا .. محاولة القيام بأي شيء لفهم ما يجري في بلدي .. ومحاولة اليائس والغريق بانقاذه .. ثلاث سنوات اهملت فيها أولادي وعائلتي وأدمنت الانترنت والمواقع والأخبار .. ثلاث سنوات وأنا أحاول أن أفعل شيئا .. ولكن لم أحصل الا على الخذلان .. والتجريح .. واليأس ..

رغم كل الأشياء الايجابية والجيدة التي تمكنت من عملها .. الا أنها انتهت في مزبلة الحقد والموت والحرب .. لآخذ قراري .. وأنتشل نفسي من الاستمرار بالسقوط في قاع اليأس والاحباط والقرف ..

اخترت عائلتي .. وتقبل الواقع المؤلم بأنني لا استطيع أن أوقف الحرب .. علي أن أتقبلها .. وأتعايش معها وأحمي عائلتي ونفسي .. وأساعد حسب استطاعتي لأحافظ على انسانيتي ..

والآن .. بعد اكثر من احدى عشر عاما على بدء الحرب في بلدي والتي لم تنته بعد .. اسمع ان روسيا ستشن حربا على اوكرانيا .. وابنتي تعترض وزوجي يشرح وأنا أتساءل :

حرب .. الآن ..!! لماذا

دمار .. قتل .. موت ..

والجواب كالعادة مصالح .. أطماع .. غاز .. نفط .. سيطرة …

ماهذا العالم الذي نعيش فيه والى أين سنصل ؟؟؟

ما هي حدود الطمع والانانية والسلطة ؟؟

قرار انسان في موقع السلطة يتحكم بحياة ملايين البشر .. لماذا ؟؟؟؟

متى ستصحو الانسانية ؟؟ ومتى ستنهض البشرية ؟؟؟ومتى سنحيا بسلام ؟؟؟

فجأة نسوا الكورونا .. سكتوا عنها .. أغلقوا الملف ..لتعود الحياة فجأة الى طبيعتها .. !!! سنتان عشناها من الحرب الفيروسية العبثية .. حبسوا العالم .. دمروا الاقتصاديات .. نشروا الذعر والخوف .. وتاكدوا أن القطيع البشري ما زال تحت السيطرة .. اطمأنوا ان كل شيء في العالم ما زال خاضعا لهم .. ويسير بامرتهم ..

وها هم اليوم يغلقون صفحة الكورونا .. بعد أن أصبحت مستهلكة ومكشوفة …ومملة ويقرعون طبول الحرب ..!!!

المهم ان يبقى العالم على صفيح ساخن ، وتبقى البشرية في حالة غليان … وتبقى شعارات السلام والعدالة وحقوق الانسان .. مجرد شعارات للاستهلاك الاعلامي والسياسي .. ونبقى نحن البشر  مشغولين باسعار النفط ، التضخم الاقتصادي ، غلاء المعيشة ، ندرة المواد الاساسية ..

مشغولين بأن نعيش .. وننسى كيف نعيش..

حرب !!!!! بالقرن الواحد وعشرين

ومازال من يفكر بشن حرب ؟؟؟؟؟؟؟

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى