افتتاحية الموقع

(طوفان الأقصى) بين قلوب العرب و سيوف الغرب !!

د.فؤاد شربجي

لا شك أن كل عربي احس بشيء من استعادة الكرامة مع أخبار ما حققته عملية المقاومة الفلسطينية (طوفان الأقصى) التي انطلقت صباح السبت والتي حشرت إسرائيل في زاوية ضيقة مهينة ادعاءاتها كاشفة عن هشاشتها. وبعد أن حاولت إسرائيل استعادة توازنها بدأت بقصف قطاع غزة بغارات كثيفة، وتوعد نتنياهو المقاومة برد سيكون (حربا كبيرة)…. وجاء تزامن عملية المقاومة مع الذكرى الخمسين لحرب تشرين ليطرح الكثير من الأسئلة والتدقيق في آفاق تطور هذا الحدث وطريقة تعاطي العرب معه.

‏السؤال المطروح : هل هذه العملية المقاومة ضد إسرائيل هي شأن فلسطيني فقط؟ أم انه شان عربي يهم المنطقة كلها؟؟ ومع سماع التأييد العربي للحق الفلسطيني في المقاومة، ومع الإنفراج الشعبي العربي بأخبار انتصارات طوفان الأقصى، كان واضحا حتى الآن (مساء السبت) إن العرب يكتفون بالتغني بهذا الانتصار، وبعضهم يطالب بالحذر، والبعض الآخر يطالب بضبط النفس. كل هذه المواقف العربية، من التغني بالانتصارات إلى المطالبة بالحذر وضبط النفس، كلها تشير إلى أن العرب يتعاملون مع الحدث على أنه شان فلسطيني وليس هماً عربيا يستلزم موقفاً و إجراءات وسياسات عربية تستفيد من منجزات العملية و تهيئ وتستعد لمواجهة أي استغلال اسرائيلي وغربي لشن عدوان على الفلسطينيين وبعض الدول العربية الداعمة لهم مثل سوريا ولبنان ... العملية صحيح تصب في المصلحة الاستراتيجية العربية إن أتخذت الدول العربية موقفا منسقة يستثمر ما جرى ويتهيأ ويستعد لما سيأتي من ردود أو تطورات. ولكن الصحيح أيضا أن ترك الفلسطينيين وحدهم ربما يقلب الامور بما ستقوم به إسرائيل ومن ورائها أمريكا والغرب الصهيوني .

‏بغض النظر عن دول محور المقاومة فإن الدول العربية تتعامل عن بعد مع الحدث. ولم نسمع حتى الآن أي اتجاه لاتخاذ العرب موقفا منسقاً تجاه ما يجري. بالمقابل فإن أمريكا أعلنت وقوفها مع إسرائيل وأوضح بايدن أنه سيقدم لإسرائيل كل ما يساعدها ويقويها ضد أعدائها  ( الفلسطينيين والعرب) وهدد كل الجهات إذا فكرت في استهداف إسرائيل .كذلك سارت الدول الغربية لتأييد تل ابيب، وهكذا تصبح الصورة واضحة. العرب قلوبهم مع الفلسطينيين، بينما سيوف الغرب ضدهم. والفرق واضح ومؤثر بين المواقف القلبية العربية وبين أفعال السيوف القاتلة المدمرة الغربية الأمريكية.

‏الغرب دعا إلى جلسة لمجلس الأمن لبحث ما عده هجوم على إسرائيل بينما لم نسمع عن دعوة عربية للجامعة العربية (لبحث تنسيق عربي يحقق المصالح الاستراتيجية العربية الناتجة عن هذه العملية والمتطورة عنها. خاصة وأن هناك توجه أمريكي مدمر لتفجير المنطقة وإنهاك و استنزاف دوله أكثر وأكثر).

‏الغرب وذراعه العدوانية إسرائيل يتعامل مع العرب كأمة واحدة ويعمل على تدمير المنطقة العربية كلها وعلى العرب أن يتخذوا موقفاً منسقاً إن لم يكن موحداً في التعامل مع التطورات والمستجدات، وما يتهيأ له نتنياهو وبايدن من حرب عدوانية كبيرة كما قال نتنياهو بوقاحة. يعتدون علينا كأمة… فلماذا لا ندافع عن أنفسنا كأمة؟؟؟؟؟

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى