عبدالمجيد تبون يكافىء الجيش على تزكيته للرئاسة بتكريم شنقريحة
قلّد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة وسام “الشجاعة للجيش الوطني الشعبي”، في خطوة مثيرة للاستغراب خاصة وأن التكريم يستدعي “التميز في القتال أثناء الحرب” وفق ما ينص عليه القانون، فيما يعتقد أن تبون يسعى إلى مكافأة المؤسسة العسكرية التي أعلنت تزكيته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وقطع الطريق على أي محاولات داخلها تدفع باتجاه التراجع عن موقفها.
وتجمع كلّ المؤشرات على أن تبون سيعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمر/أيول المقبل. بعد أن توالت خلال الآونة الأخيرة المناشدات من طرف الأحزاب الموالية التي قدمته على أنه يحظى بتأييد شعبي واسع. فيما اعتبرت شخصيات سياسية تدور في فلك السلطة. أن مواصلته من شأنها تعزيز ما أسمتها “إنجازات مشهودة” خلال عهدته الأولى.
عبدالمجيد تبون قلد القائد الأعلى للقوات المسلحة وسام الشجاعة
وأعلنت وسائل إعلام جزائرية الخميس أن “رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون قلد القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بوسام الشجاعة”.
وتابعت “مراسم التقليد تمت بقصر الشعب لدى إشراف رئيس الجمهورية على مراسم تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لعدد من الضباط العمداء والضباط السامين في الجيش الوطني الشعبي”.
ويرى مراقبون أن توسيم شنقريحة في هذا التوقيت يطرح تساؤلات عديدة حول دواعيه، لا سيما وأن الوسام يمنح في العادة “لكل عسكري تميز في القتال بعمل باهر، أو أظهر خصالا في إنجاز عمل شجاع في قتال العدو أثناء الحرب أو في ظروف مماثلة للحرب، أو أثناء قيامه بخدمة مأمور، أو أثناء عمل فيه نكران للذات خدمة للصالح العام أو لإنقاذ حياة شخص أو عدة أشخاص”، وفق الجريدة الرسمية الجزائرية.
ويأتي هذا التكريم بعد أيام قليلة من إعلان الجيش دعمه الواضح والصريح لاستمرار تبون في الحكم لولاية رئاسية ثانية، وفق مجلة “الجيش”، لسان حال المؤسسة العسكرية في الجزائر.
وزارة الدفاع الجزائرية تشيدبما تحقق خلال الولاية الأولى لتبون.
وأشادت وزارة الدفاع الجزائرية “بما تحقق خلال الولاية الأولى لتبون”. مؤكدة أن “كل المؤشرات والمعطيات تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن بلادنا تتطور بسرعة”.
ويشهد الجيش الجزائري انقسامات وصراعات بين جناح يمثله سعيد شنقريحة. ويدعم تبون للترشح للرئاسة وأجنحة أخرى تعارض استمرار الرئيس الحالي في السلطة وترغب في التغيير.
وتحدث موقع “ساحل انتليجينس” في تقرير نشره الشهر الماضي عن محاولة فاشلة لاغتيال شنقريحة. مضيفا. أن العملية تكشف عن تفكك الجيش الجزائري واحتدام الاقتتال بين أجنحته. مشيرا إلى تعدد عمليات الانتقام والانتقام المضاد بين جناح شنقريحة وجناح القايد صالح وجناح توفيق وجبار مهنا وناصر الجن.
بدوره. أشار موقع “مغرب إنتلجنس” . إلى أن اللقاء بين الرئيس الجزائري ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة مجموعة السبع الأخيرة أثار خلافات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة أركان الجيش. كاشفا أن “المؤسسة العسكرية لا تنظر بعين الرضا لكل ما حدث. بما فيها هذه الصلات الشخصية التي أقامها تبون مع ماكرون”.
ويعدّ الجيش الجزائري صانعا للرؤساء. وكان له دور بارز في دفع الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة لإعلان استقالته في أبريل/نيسان 2019. بعد احتجاجات بدأت رفضا لترشحه لولاية رئاسية خامسة وتطوّرت إلى انتفاضة شعبية طالبت برحيل كافة رموز النظام.
ميدل إيست أون لاين