عـمل الـمرأة
عـمل الـمرأة ! العمل في حياة الإنسان واجب لا بد منه، فمن خلاله يحقق ذاته, إضافة إلى أنه يُشعر الفرد بأهمية الإنجاز وروعة جني ثمار الإنتاج فهو ضمان لاستدامة الحياة على الأرض , وهو أيضاً وسيلة ، للبذل، والعطاء، وتطبيق النظريات، والعلوم، والمعارف بما يفيد حياة الإنسان في العصر الحالي والمستقبل على حدٍّ سواء. و يعطي صاحبه الاستقلال المادي ويساهم في تنمية قدراته الشخصية من النواحي العملية والفكرية والاجتماعية مع ما يترتب على ذلك من مساهمة في حراك الاقتصاد الوطني بشكل عام. فالإنسان بلا عمل يصاب بالخمول والكسل والضياع , فالعمل يشكل محوراً رئيسياً في حياة الإنسان البالغ رجلاً كان أم امرأة، و إن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والمشكلات الحياتية اليومية التي تواجه مجتمعاتنا ساهمت وبشكل كبير في زيادة المتطلبات الاستهلاكية وزيادة النفقات المادية التي تواجه الأسرة , مما أدى إلى الاهتمام المتزايد بعمل المرأة المنتج خارج المنزل كي تتمكن من المساعدة في تأمين متطلبات الحياة اليومية لأسرتها.
فالمرأة هي شريك الرّجل على هذه الأرض و هذه الحياة
، و لا تقلّ عنه في أيّ شيء، ولا تزيد عنه بشيء، فهما متساويان تماماً من حيث القيمة، والقدرات العقلية، لذا فقد كان من الضروري أن يكون للمرأة دورٌ في نهضة عالمها الّذي تعيش فيه، في مختلف المجالات.
و قد مكّن عـمل الـمرأة من تعزيز استقلاليتها الاقتصادية ومن رفع ثقتها بنفسها. لكن على الرغم من هذا النجاح الذي حققته المرأة بقدرتها على ممارسة العمل وتحقيق بعض أهدافها الشخصية إلا أن مصاعب كثيرة لا تزال تواجهها داخل الأسرة وداخل سوق العمل أيضاً . ولعل من أبرزها مشكلة الأجور الغير متساوية بينها وبين الرجل في كثير من القطاعات. بالرغم من أن الوظائف التي تقوم بها المرأة والرجل هي ذاتها.
و يعتبر عـمل الـمرأة و خروج المرأة العربية إلى ميدان العمل ظاهرة جديدة على المجتمع.
قد حظي بقسط وافر من الجدل من قبل الباحثين في هذا الحقل ، خصوصاً ذوي الميول والاتجاهات الدينية ، والذين انصبت معظم بحوثهم في جعل البيت الميدان الأوّل للمرأة ، وقد اعتبر بعضهم العمل خطراً يهدِّد سلامة العائلة ودين المرأة وأخلاقها , إلا أنها استطاعت أثبات قدرتها على العمل في مختلف المجالات مقارنة بالرجال، إضافة إلى القيام بواجباتها المنزلية كـ “ربة بيت و أم” على أكمل وجه. فقيام المرأة بالعمل يشعرها بالرضا والسرور والنجاح، وفي ذلك مكافأة هامة لها من تدعيم لقيمتها وثقتها بنفسها ويبعدها عن الشعور بأنها كائن ضعيف ذات قدرات محدودة لا حول لها ولا قوة .
وفي هذا الصدد كشفت دراسة أمريكية حديثة أن المرأة العاملة والتي لديها أطفال أكثر إنتاجية بنسبة تتراوح ما بين 15 – 17% عن المرأة العادية التي لا تعمل وليس لديها أطفال وذلك على الرغم لما تتعرض له من ضغوط وإرهاق في حياتها اليومية. وقد أرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى أن المرأة العاملة أكثر تنظيماً في حياتها، فكل دقيقة بالنسبة لها تعني مزيداً من الأعباء والمهام. وقد أشارت الدراسة إلى أن الأم العاملة عادةً ما تكون على معرفة كاملة بكيفية استغلال وقتها على الوجه الأمثل مع الاعتناء بأولادها وتوفير متطلباتهم الحياتية والأسرية بصورة أفضل .
و هناك عدة إيجابيات لمشاركة المرأة في مجال العمل منها:
1- تحقيق المرأة لمكانة إيجابية تسهل تفاعلها مع الرجل في نشاطات العمل والمواقف الخاصة.
2- اكتساب مهارات جديدة ذهنية و مهنية تنمي مواهبها و توسع ذهنها و آفاقها. فتبقى بذلك على اطلاع على تطور العالم فتظهر ثقافتها المتجددة لمن حولها و تنعكس على حياتها بالإيجابية.
3- تبتعد عن توافه الأمور و ثرثرة النساء. كما و التذمر الدائم . و تهتم بمشاكل العمل و طرق حلها أي تنشغل بما هو أهم. فيكون نهارها بالكامل مليء بالمسؤوليات و الواجبات.
4- اعتمادها على نفسها من الألف إلى الياء. و خصوصا” فيما يتعلق بالمصروف فتشعر بالمجهود المبذول للحصول على المال. مما يجعلها تكون أكثر حكمة في إدارة هذا المال. و تقلل من التبذير و شراء الأشياء الغير ضرورية. أيضا شعورها بأهميتها و مساواتها مع الرجل من خلال المشاركة في المصروف و الإدارة. و كذلك زيادة ثقتها بنفسها و فكرها و إمكانياتها.
5- زيادة دخل الأسرة. و بالتالي تحسين مستوى معيشة العائلة ككل. و توفير جميع مستلزمات الحياة الأفضل للأطفال و الزوجين.
6- اكتساب خبرة التعامل مع مختلف أطباع الناس. مما ينعكس بالإيجابية على بيتها و أهلها.