عوامل و معايير نجاح الحياة الزوجية
عوامل و معايير نجاح الحياة الزوجية! الحياة الزوجية أشبه ما تكون بالشركة حتى تنجح، يجب أن تقوم على التبادل والتشاور في كل ما يخصها، وهي أقرب ما تكون أيضاً إلى الحساب البنكي معرضةٌ إلى الإفلاس إذا ما سحبنا منها دون أن نضيف إليها شيئاً. وهذه العلاقة، في حالتها الطبيعية، أبعد ما تكون عن الأنانية بأن يأخذ أحد طرفيها كل شيءٍ دون أن يعطي شريك العمر ما يستحقه من اهتمام وحب، ففي هذه الحالة تتوقف الحياة الزوجية وتفشل فشلاً ذريعاً.
ولمناقشة معايير نجاح الحياة الزوجية، التقينا إيمان كامل، مستشارة العلاقات الزوجية والتربية الأسرية، فتحدثت عن أهم الأمور والتصرفات التي تحافظ على كيان الأسرة. تقول كامل: هناك عديدٌ من العوامل والمعايير التي يجب توفرها حتى تنجح الحياة الزوجية، وهي من وجهة نظري أهم بكثير من الحب، إذ ليس شرطاً حتى تنجح الحياة الزوجية وجود حب مسبق قبل الزواج، فهذا الحب قد يأتي بحُسن التعامل، والعشرة الطيبة، ومن أهم المعايير يجب توفرها لنجاح الزواج:
الاحترام بين الزوجين
حتى تنجح أي علاقة، خاصةً العلاقة الزوجية، يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل، بأن يحترم كلٌّ منهما شريك حياته، ولا أقصد هنا بالاحترام عدم جرح الآخر لفظياً، أو إهانته معنوياً، أو جسدياً فقط، بل واعتماد “لغة الاحترام” في كل شيءٍ يخصه، مثل احترام مشاعره بعدم استفزازه، أو إثارة غيرته، والحرص على احترام أفكاره وآرائه، فليس شرطاً أن نؤمن نحن الاثنين بالرأي نفسه، كما علينا قبول وجهة النظر المختلفة، وعدم وصفها بأنها خاطئة، واحترام خصوصية شريك الحياة، فلكل شخص مساحةٌ من الخصوصية، لا يرغب في أن يتدخَّل بها أحدٌ، لذا يجب عدم اختراقها علناً، أو بالتجسس، إضافة إلى عدم السخرية من شريكنا، سواءً كنا لوحدنا، أو مع الناس.
المودة بين الزوجين
علينا أن نحرص على أن تسود روح المودة واللطف في تعاملنا مع شريك الحياة. وأن نعتمد أسلوباً راقياً في التعاطي معه. إضافة إلى مسامحته على أخطائه. والصبر عليه ونصحه.
التكافؤ بين الأزواج
حينما يكون هناك تكافؤ بين الزوجين من حيث التربية، والوضع الاجتماعي، والاقتصادي. يسهل كثيراً عليهما التعامل مع بعضهما. إذ إن أفكارهما تكون قريبة من بعض. وتنشأ بينهما لغة حوار مشتركة. ولا يشعر أي منهما بأن شريكه يتعالى عليه. لأنه من مستوى اقتصادي أفضل، أو من مستوى اجتماعي أرقى. بالتالي لا يفسِّر بعض كلماته عكس المراد منها. ولا يصبح حسَّاساً تجاه بعض المواقف الصادرة منه، اعتقاداً أنه يتعالى عليه.
الالتزام الزوجي
هذا المعيار مهم جداً، لأن العلاقة الزوجية الناجحة، تقوم على التزام كل طرف فيها بمهامه ومسؤولياته تجاه الآخر، وتوفير كل ما يسهم في استمرار الحياة الزوجية، وذلك بأن يلتزم الزوج بتوفير حاجيات البيت، وتلتزم الزوجة بالعناية ببيتها، في هذه الحالة ستكون الحياة الزوجية ناجحة بالتأكيد.
المشاركة بين الأزواج
يجب على الزوجين التشارك في كل ما يخص حياتهما الزوجية، مع ترك مساحة خاصة للشريك، وأعني بذلك الانغماس في حياة الشريك تماماً مع ترك هامش صغير من الخصوصية له، مثلاً على الزوجين الاشتراك في الحياة الاجتماعية ذاتها بعمل الزيارات العائلية معاً، ومعايدة الأهل والأصدقاء سوياً، وألَّا يذهب أحدهما إلى مناسبة، أو احتفال دون شريكه، كذلك الحال في المنزل، عليهما أن يشتركا في مشاهدة برامج ومسلسلات يحبانها معاً، وفعل أشياء مشتركة محببة لقلبهما، مثل اللعب سوياً، أو عمل الفطائر والمعجنات، فما يهم هنا الشعورُ بالاشتراك في كل شيء، والاندماج تماماً بما يصعِّب الفصل بينهما.
الاهتمام المتبادل بين الشريكين
يفترض أن يكون هناك اهتمام متبادل بين الشريكين. فعلى الزوج، أو الزوجة الحرص على معرفة أخبار شريك الحياة. ومواساته، ورعايته، والاهتمام بكل ما يخصه.