عيد الحب في سورية : اغتيال الحريري، ومسلسل أهل الغرام !!

خاص :

لم يغب عيد الحب عن حياة السوريين منذ زمن طويل، ولكن هذه المناسبة غالبا ما ترتبط بحوادث صعبة ومؤثرة، ومن تلك الحوادث ماتحول عبئا وطنيا على البلاد، وحدثا إقليميا ذا مغزى ، كالحدث الكبير الذي جر على سورية أزمة كبيرة وهو (( اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري)) وإلصاق التهمة بسورية منذ اللحظة الأولى التي دفعت مجموعات من اللبنانيين كانت تقوم بتشيع الحريري للهتاف :

ــ برا .. برا .. السوري يطلع برا !

وخرج الجيش السوري من لبنان بقرار كان على غاية الشجاعة، وانكفأ السوريون عن لبنان وظل عيد الحب قائما في سورية !

ومما حصل وقتها، وهذه نقطة لا يعرفها اللبنانيون، أن التلفزيون السوري ألغى احتفالية كان أعدها لهذه المناسبة عام 2005 وكان بث قبل يوم واحد، أي في 13 شباط ، سهرة قصيرة عن عيد الحب على القناة الثانية شارك فيها الفنانون : قيس الشيخ نجيب وعبد الحكيم قطيفان وصفاء رقماني..

عام 2006 أطلقت الدراما السورية عملا جميلا اسمه ((أهل الغرام))، وفي واحدة من حلقاته حملت اسم ((عيد الحب)) سخرت الدراما من شكلية الاحتفال بهذا النوع من الأعياد حيث الاهتمام ينصب على الشكل دون المضمون، وفي تلك الحلقة يقوم الأب بائع الورد الذي كان طيلة نهاره يروج لأزهار عيد الحب الحمراء ويصالح العشاق ويبتسم لهم، قام بضرب ابنته ضربا مبرحا لأنها تحمل وردة من ورود عيد الحب ..

كانت نهاية قاسية مؤلمة، كأنها تنذر بالخوف من أن يكون ((الحب)) شكلا للاستعراض ، وليس مضمونا للحياة !

الحب لايغيب عن المجتمع السوري.. واليوم ، يواجه السوريون الحرب، وعلى ألسنتهم عبارات صادقة تدعوا لوقف الدم وكسر الكراهية التي أثقلت السوريين بالموت والدمار، وقامت قناة سما السورية بإجراء حوار مع المطرب جورج وسوف أعلن فيها أنه سيغني للحب، وأن رئيس البلاد طلب منه ذلك رغم الحزن على السيدة والدته التي توفيت قبل أيام ..

وكان هذا الفنان، الذي يفاخر دائما بمحبته للرئيس السوري، ألمح إلى إمكانية إلغاء حفلته بمناسبة عيد الحب، بسبب الوفاة..

وعلى الرغم من نشر بعض التقارير من دمشق التي تتحدث عن عن امتلاء شوارع وأسواق دمشق القديمة وعلى رأسها سوق «العصرونية» بالشباب السوري الذي أتى لشراء هدايا «الفلانتين» والتقاط الصور وقضاء أوقات سعيدة متحدين كل ما يمرون به من ظروف، إضافة إلأى انتشار أطفال تبيع البلالين الحمراء المكتوب عليها عبارات مثل «أنا أحبك» وعلى وجوههم نظرات يملؤها التفاؤل والتحدي.

على الرغم من ذلك، فقد غابت عن الساحات الرئيسية تظاهرات بيع الورود الحمراء، وفي جولة على المناطق الهامة يمكن ملاحظة ذلك ، فالورد الأحمر يباع دون تظاهرة تسويقية، أما صفحات التواصل الاجتماعي فعكست صورة شبه مأساوية تنتشر فيها صور الراحلين نتيجة الحرب ، وخاصة تلك الصورة التي جمعت الجندي مع حبيبته ـ وقد سقطا ضحية حرب الكراهية ، ومما كتب عن عيد الحب :

لقد كان الحب في الأزمة السورية صورة للكراهية ، فمن أشعلها ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى