بعدما ثبّتت اسمها بخطوات مدروسة في عالم الغناء، تخوض الفنانة السورية الشابة فايا يونان هذا الموسم تجربتها الأولى على الشاشة الصغيرة أمام النجمين تيم حسن وبسّام كوسا في «تاج». رغم اختلاف الآراء حول أدائها، إلا أنّ الأكيد أنّ إطلالتها تجذب الكثير من الأنظار
فايا يونان
فايا يونان (1992) فنانة عصامية آمنت بنفسها وبموهبتها. بدأت رحلتها المهنية من يوتيوب بأغنية «لبلادي موطني» التي سردت عبرها بمرافقة شقيقتها مقدمة البرامج ريحان أهوال الحرب وآثارها المدمّرة على الشعوب العربية. يومها، قدّم الثنائي عملاً يمزج مقاطع من أغنيات وأناشيد وطنية شهيرة مثل «موطني» و«قرأت مجدك» و«بغداد» و«لبيروت» و«زهرة المدائن». بعدها، دخلت ابنة مدينة حلب موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كـ «أوّل فنانة تنتج عملاً أوّل بواسطة التمويل الجماعي»، بعدما لجأت إلى الـ crowd-funding لإنجاز أغنيتها المنفردة الأولى «أُحِبّ يديك» (كلمات مهدي منصور، وألحان وتوزيع ريان الهبر) في عام 2015 عبر موقع «ذومال».
ومنذ ذلك الحين، يعتبر التأنّي صفةً تلازم فايا في كلّ خطواتها الفنية. فهي انتقائية في أعمالها وحفلاتها، وتفضّل صعود السلّم رويداً رويداً، في زمن تشرّع فيه مواقع التواصل الاجتماعي أبواب الشهرة على مصراعيها. كما ميّزت يونان نفسها بغناء القصائد العربية الفصحى، اللّغة الأحبّ إلى قلبها التي تعتبرها رمز الهوية العربية التي يجب إحياؤها قدر الإمكان. توجّه يدلّ على تمسّكها بجذورها وأصالتها التي لم تغيّرها هجرتها إلى السويد في سن صغيرة، ولا حرب سوريا القاسية.
فايا يونان : «بلاد الشام والأوطان هي الروح والطاقة للإنسان العربي المشرقي،
إذ بقيت عربية الهوى وسورية الانتماء وظلّت تحمل همّ قضية وطنها وقضية فلسطين التي ترى أنّها «البوصلة». في هذا السياق، تقول فايا في اتصال مع «الأخبار»: «بلاد الشام والأوطان هي الروح والطاقة للإنسان العربي المشرقي، مهما عشنا في الخارج وتعلّمنا في عواصم أوروبية وتحدّثنا لغات أجنبيّة». وها هي اليوم تستعدّ لإصدار ألبوم غنائي جديد، وتتحضّر للغناء في مهرجانات عربية في الموسم المقبل. ويبقى حلمها عملاً غنائياً استعراضياً على المسرح يشبه الإنتاجات الأوروبية الفنية.
لكن رغم مراكمة تجربتها الفنية، لم تعد الفنانة الشابة التي صعدت على مسارح معروفة في دول عربية وأجنبية مجرّد اسم شهير في عالم الغناء، بل وصلت إلى الدراما التلفزيونية، بعدما اختارها المخرج السوري سامر البرقاوي بطلةً لمسلسله الرمضاني «تاج» (كتابة عمر أبو سعدة ــ وإنتاج «صبّاح إخوان» ـــ mbc1، و«الجديد»، و«شاهد») أمام النجمين تيم حسن وبسام كوسا.
فاجأ البرقاوي كثيرين حين اختارها لدور «نوران»، زوجة البطل «تاج الحمّال» (تيم حسن) التي تتزوّج من الخيّاط والعميل «رياض» (بسّام كوسا) بعد انفصالها عن حبيب عمرها ووالد ابنتها الوحيدة «سلمى». لكنّه على الأرجح رأى في وجهها وطلّتها ما يحاكي عمله التاريخي الذي يحكي عن دمشق إبان الاحتلال الفرنسي لسوريا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
وجه جديد وجميل يطلّ على الشاشة العربية
وجه جديد وجميل يطلّ على الشاشة العربية، بعيد كلّ البعد عن مباضع أطباء التجميل، ويذكّرنا بنجمات الزمن الجميل. رأى بعضهم في فايا ممثلة عفوية قريبة من القلب أدّت دورها بشكل طبيعي وانسيابي، بينما اعتبر آخرون أنّها تحتاج إلى تطوير موهبتها التمثيلية، خصوصاً أنّها تقف أمام قامتين فنيّتَيْن لهما باع طويل في مجال التمثيل. غير أنّ المتّفق عليه أنّها استطاعت أن تشكّل ثنائية محبّبة مع حسن.
أما على صعيد الشكل، فلفايا من اسمها نصيب. فهو اسم سرياني يعني الفتاة الشديدة الجمال. وهي في الحقيقة مزيج من جمال شرقي وغربي، يبعث على الدفء والطمأنينة. تتميّز فايا بعينيها الزرقاوين الواسعتين اللتين تتلوّنان مع ألوان الأثواب التي ترتديها، خصوصاً إذا كانت خضراء أو زرقاء أو توركواز.
ماكياجها ناعم دائماً. وحين تبرز عينيها بكحل أسود أو «سموكي»، فيكون أحمر الشفاه خفيفاً لامعاً والعكس صحيح. أما شعرها الأسود، فيبدو أنّها تفضّله لوناً موحّداً منسدلاً على الكتفين، وأحياناً مع تجعدات عريضة على أطرافه.
فايا يونان في «تاج»
في «تاج»، استلهمت المصمّمة رجاء مخلوف الأزياء من حقبة الأربعينيات، إبان الحرب العالمية الثانية. فاختارت لـ «فايا» القصّات الواسعة من الأسفل والضيّقة عند الخصر والتي تبرز أنوثة المرأة. كما ألبستها المعاطف و«الكابات» فوق الفساتين والأثواب، لتضيف لمسة من أناقة تلك الحقبة. معظم التصاميم التي ترتديها يونان في هذا العمل مصنوعة من أقمشة غنيّة، مثل الساتان والحرير، مع زخارف توضع على الزيّ مثل الزهور والفراشات.
أما القبعات، فجاءت ملوّنة ومزركشة بالدانتيل أو بربطات معقودة تحاكي القبعات الإنكليزية الأنيقة التي كانت سمة ذلك العصر. ما أضفى على «لوك» فايا رومانسية حالمة. رومانسية تعيدنا إلى أزياء المصمّم الفرنسي كريستيان ديور الذي ابتدع تصاميم أنثوية فاخرة خلال عرضه الأوّل بعد الحرب العالمية الثانية عام 1947. التي عكست روح النقاء والأناقة والتفاؤل بعد الحرب. كما كانت التصاميم تتميّز بتنانير فضفاضة تكون على شكل حرف A، مع خصر محدّد وأقمشة غنيّة أيضا. إضافة إلى زخارف مبهرة توضع على الثوب.
أما في الحياة العادية، فتميل إطلالات فايا إلى الأناقة البسيطة الناعمة. إذ تحرص على اختيار تصاميم وملابس تناسب عمرها. تجمع بين سراويل جينز تنسّقها مع قمصان فضفاضة أو «توبات» عصرية أنيقة. كما ترتدي فساتين طويلة فضفاضة بوهيمية أو فساتين وتنانير قصيرة تدعمها بأكسسوارات شبابية عصرية فضية أو ملوّنة أيضا. تنوّع يونان في اختيارها للألوان، فهي تقريباً ترتديها جميعاً، مثل الأزرق والأخضر والزمرديّ والتوتيّ والمعدنيّ والأسود والأبيض أيضا. أما في حفلاتها، فتعتمد فساتين «السندريلا» محدّدة الخصر والواسعة المنسدلة حتى الأسفل. وأحياناً مكشوفة الصدر (ديكولتيه) أو بـ «كتف واحد»، ما يظهر جمال كتفيها البارزين وقامتها الممشوقة أيضا. يبدو أن أكثر ما يميّز فايا يونان عن فنانات جيلها اليوم هو «ستايلها» البسيط الراقي الذي يتناسب مع إطلالاتها وشخصيّتها الهادئة أيضا.
صحيفة الاخبار اللبنانية
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك
لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر