لاشك في أن التعامل مع الزوج الصعب ليس أمراً سهلاً؛ لأن الكثير من الزوجات يعانين من هذه الشخصية؛ لأنه قد يكون مرهقاً نسبياً ويحتاج إلى مرونة وحكمة في التعامل؛ لأنه غير قادرعلى التحكم في غضبه. والتعامل مع الرجل صعب الطباع من الأمور الصعبة، والتي تحتاج إلى وقت وجهد كبير، بالسياق التالي، تساعدك “سيدتي” في هذا الأمر؛ من خلال لقاء استشاري العلاقات الأسرية د. حاتم هلال، الذي يحدثك عن فن التعامل مع الزوج الصعب.
النجاح ليس في تغيير شخصية الزوج الصعب بل في تغيير سلوكياته
يقول استشاري العلاقات الأسرية د. حاتم هلال لـ”سيدتي”: تحتاج العلاقة الزوجية إلى حكمة وإدارة وفن في التعامل بين الزوجين، فالزوج الصعب معقد في تعامله مع شريكته، فسماته تكون منفردة؛ مثل العصبية والانطوائية والأنانية وغيرها، وهو ما يجعل التعامل معه صعباً، فوجوده في أي محيط؛ يكون له الكثير من التأثيرات السلبية، ولكن ليس شرطاً أن يكون “صعب الطباع” سيئاً، بل قد يتحلى بالعديد من الصفات المتنوعة الأخرى البعيدة عن طباعه الصعبة، فالزوجة لابد أن تبحث عن هذه الطباع الإيجابية، فالرجل الصعب له أسلوب وتفكير خاص، فالعصبية دائماً ما تكون مربوطة بالأخلاق، فالزوج إذا كانت نشأته قائمة على الأخلاق؛ فستكون عصبيته لها خط رجعة، وإذا تربى الزوج على موروثات خاطئة في منزل عائلته؛ فعصبيته ستكون زائدة عن الحد المعتاد، فينبغي أن تعي الزوجة بأن مهمتها ليست تغيير شخصية زوجها الصعب في طباعه، بل في نجاح تغييرالسلوكيات الحادة وإبدالها بأخرى مثالية؛ تحقق الصالح الشخصي لزوجها، ولحياتهما الزوجية.
وإذا حدث بينكِ وبين زوجك الصعب خلاف، فلا تتركيه يطول، فهذا تأثير الخصام الطويل بين الزوجين، والذي غالباً ما يكون سلبياً على الحياة الزوجية.
تصنيفات عديدة للشخص الصعب –
شخص عدواني
ويتسم بانفعالاته وعصبيته الحادة التي قد تصل للغضب الدائم، أو تتطور لاستخدام العنف، وقد تتمثل أيضاً بطبع تهكمي، ورغبة دائمة في التسلط على زوجته والآخرين.
شخص مثير للغضب
وهو الذي يتصدر المشاعر السلبية؛ من خلال تذمره الدائم وتهميشه لزوجته والتقليل من شأنها، ويتصف بالتكبر واللامبالاة.
شخص مضطرب نفسياً
وتبرز فيه سمات المزاجية والاكتئاب والملل والضجر، وتجد فيه حب الفضول والتدخل في كل شؤون زوجته، ولا يترك لها مساحة خاصة، ويظهر في فضوله على الآخرين.
شخص مضطرب أخلاقياً
وهو دائماً يلعب دورالمنافق ويفتعل المشاكل بواسطة الكذب، وقد يصل لعمل ممارسات منبوذة أخلاقياً بحق زوجته.
كيفية التعامل مع الزوج الصعب
الصبر والتأني
لابد أن تتعامل الزوجة مع الزوج الصعب بالهدوء والصبر، وضبط الأعصاب؛ من أجل إقناعه والتحدث معه بمرونة وسلاسة، والتأني عند إرضائه؛ تجنباً لرد فعله المفاجئ والغاضب، فتجنبك التصعيد والتعامل بصبر؛ سيساعد هذا في تهدئته؛ لأن تغيير السلوك يحتاج الى مساحة من الوقت، لاسيما إذا كان هذا السلوك مرتبطاً بالسمات الشخصية، لذا لابد من الصبر على زوجك؛ حتى تتمكني من تغييره إلى الأفضل.
تجنب كسب رضاه
قد تلجأ الزوجة لمحاولة كسب رضا زوجها الصعب بكل الطرق، حتى ولو كانت غير راضية عن هذا، وبالتأكيد هذه طريقة خاطئة، فعند الاختلاف؛ تجنبي محاولة إرضائه على حساب نفسك، بل قومي بإبداء رأيك الشخصي بكل راحة، وابحثي عن حلول أفضل.
لا تكوني زوجة خاضعة
لا تكوني زوجة خاضعة أو مستسلمة لطباعه دائماً. أو مسالمة بشكل مبالغ فيه أيضا. فهذا الخضوع سيأتي بنتيجة عكسية. كما وسيزيد الزوج من سيطرته؛ لأنه يعلم أنكِ تتقبلين تصرفاته دائماً وتتكيفين مع طبعه الصعب. ولكن بالتحايل؛ تستطيعين إقناعه بأنكِ تقومين بالأمور التي يريدها، ولكن بالطريقة التي ترضيكِ.
فكري قبل أن تتحدثي معه
يجب أن تستعدي دائماً بالتفكير بعمق قبل بدء الحديث في أي موضوع مهم مع زوجك صعب الطباع. وأن تتخيلي ردوده وتحاولي جاهدة لتجهيز ردودك له. ومن الأفضل أن تكون الردود مقنعة بشكل كبير؛ وذلك لتصلي للأسلوب الصحيح لكسب هذه النقاشات. مع ضرورة الالتزام بالهدوء أثناء الحديث.
افهمي طبيعة الزوج الصعب
من الطبيعي أن تكون الزوجة على علم بطبيعة شخصية زوجها بشكل صحيح. وحتى تستطيع التعامل بمثالية مع زوجها صعب الطباع؛ وذلك من خلال معرفة كل الأشياء التي لا ترضيه فتتجنبها. كما ومعرفة الأمور التي يحبها وتجعله سعيداً أيضا.
الاستماع للزوج الصعب ودعم قراراته
حيث إن صعوبة طبع الزوج قد يكون بسبب شعوره بعدم الاستقرار مع زوجته، أو عدم قبوله قراراً معيناً. وبالتالي فإن استماع المرأة له، وعدم الاستخفاف بمشاعره والتأفف من الاستماع، ودعمها قراره؛ سيشعره بالراحة والهدوء أكثر، ويجعله مرناً ويسهّل التعامل معه أيضا. وسيساعد على اتخاذ قرار صحيح يخدم مصلحة الطرفين.
المشاركة في القرارات
إذا كان زوجك من الرجال الذين يستأثرون بالقرارات في العلاقة الزوجية، ولا يسمحون بالنقاش، ويقوم هو باتخاذ قراراته بمفرده دون أخذ رأيكِ أو مشورتكِ؛ فلابد أن تجعليه يرى قدرتك واستطاعتك في أخذ القرارات أيضاً؛ ليعلم أهمية العمل الزوجي المُشترك، وليدرك زوجك الصعب أهمية المساواة والانسجام عند المشاركات والمسؤوليات، وتأثيرها على العلاقة، ويمكنك القيام بهذا الأمر دون الاصطدام المباشر معه، مع توضيح حسن النية له.
التعبير عن مشاعرها تجاهه بصدق ومودّة
يجب على الزوجة أن تظهر لزوجها المزيد من العنايةِ والود والعطاء، واهتمامها بسعادته، ورغبتها بالحفاظ على علاقتهما صحيّة ومستقرة، ما سيعطيه الإحساس بالراحة والسعادة.
مجلة سيدتي