لأول مرة : إنسحاب الصحفي من مهنته !

 

إلى الصحفي السوري علي حسون :

لاتعتزل .. ابق .. وكل خبزاً وبصلاً مع السوريين!

 

لا تتعلق  المسألة باعتزال المهنة، كأن يُعلن مطربٌ كبيرٌ مثلاً اعتزال الغناء لتراجع صوته، أو لخلل ما في حنجرته . أو أن يقوم أحدُ الممثلين بالاعتراف بأن نجمه بدأ بالأفول، ولذلك ولكي تبقى صورته جميلة في أذهان محبيه قرر الاعتزال، أو أن تكون المسألة استئذان بالانصراف (لا سمح الله ) على طريقة الكاتب الصحفي الكبير الراحل محمد حسنين هيكل عند شعوره باقتراب وفاته. المسألة عند الصحفي السوري علي حسون تتعلق بشقين :

آ ــ المخاطرة .

ب ــ الصحافة لا تطعم خبزا !

وقبل ذلك، لابد من قراءة ، مضمون إعلانه بدقة، فهو يقول :

” أنا شخصياً بتّ مقتنعاً بأن العمل في هذه المهنة المسماة “إعلام” أصبح ضرباً من الجنون .. وبناءً عليه اتخذت وأنا بكامل “جبني وخوفي” قراراً حاسماً بهجر مهنتي التي أحب إلى أجل غير مسمى.. وربما نهائي.. وأبحث حالياً عن عمل ” بيطعمي خبز” بدون أي مخاطرة لأنو أساساً مافي شي بيستاهل “المخاطرة” !! ..

سامحونا .. واستروا ما شفتوا منا ..”

هذا ما كتبه علي، وجانب المخاطرة الذي يتحدث عنه، مرده إلى بعض وقائع تتعلق بتطبيق قانون وسائل التواصل، وأدى ذلك إلى مقاضاة بعض الذين كتبوا عن بعض الظواهر من بينها الفساد، فوقعوا باشتباه مخالفة القانون ، فأوقفوا ثم خرجوا !

ومن يعرف الصحفي السوري علي حسون  يعرف جيداً أنه صحفي استقصائي مهم، وذلك عملا بما نشره ، وبالمواقع التي تولاها في الصحافة وآخرها رئاسة تحرير صحيفة الأيام ..

صراحة لا يمكن للصحفي أن يُخون مهنته، فيكتب دون طعم أو لون، وإذا كتب بطعم أو لون فعليه أن يشتغل بطريقة (غزل البنات) التي كنا نتفرج عليها قبل أن نشتريها ونحن في سن الطفولة، وعندما نأكلها نجد أنها مجرد طعم حلو ملون، و يمكن تشبيهها بأكل الهوا !

لايمكن للصحفي أن يأكل هوا في نصوصه . لذلك سميت مهنته مهنة البحث عن المتاعب، والمجتمع بحاجة إلى الصحفي وعليه أن يثق به ،  وخاصة عندما يكون في مرحلة على غاية الدقة كما هي الحال اليوم ، ومفهوم المخاطر هو من صلب المهنة، فحتى في بلاد الغرب الديمقراطية، لا يمكن للصحفي أن يكتب هناك دون أن يخاطر أحيانا. وعندنا ينبغي أن نرسخ أن المخاطرة لا يجب أن تؤدي إلى السقوط حتى لو كان الصحفي مسؤولاً عن مادته أو أخطأ في أحد تفاصيل مادته !

أما عن الشيء الذي يطعن خبزا ، فهناك  ملايين السوريين يعيشون بالحد الأدنى نتيجة الحرب على بلادنا ، بمعنى آخر، نحن جزء من هذا الوطن، نعيش فيه ونأكل من خيراته، ونخضع لظروفه (!!) ، فماذا أقصد من هذا ؟!

أقصد أن علينا أنا لا نعتزل .. علينا أن نبقى مع الناس حتى لو أكلنا خبزا وبصلاً، وحتى لو وقعنا تحت المساءلة ، فهذه هي طبيعة المهنة، والمهنة لاتغير جلدها حتى لو اشتغل الصحفي في أخبار الفن والفنانين !

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى