فيكتور هوجو بعد شكسبير(د. عثمان بن محمود الصيني)

  
د. عثمان بن محمود الصيني

 

تعد اللغة العربية من أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، فهناك لغات قديمة كانت منتشرة وسادت ثم ماتت ولم تعد تستعمل إلا عند الدارسين كالسريانية لغة الإنجيل، أو ماتت ثم أحييت من جديد كالعبرية لغة التوراة التي ماتت ولم تستعمل إلا في المعابد إلى أن عادت مرة أخرى إلى الاستعمال في القرن الثامن عشر على يد بعض المتعصبين اليهود للغتهم. بينما تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم وبالتالي لغة الذكر الحكيم بقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وهذه اللغة العظيمة تحتاج منا الاهتمام بها وإعلاءها والحفاظ على جمالياتها واستخدامها وعدم إضعافها بالإهمال أو تغليب لغة أخرى عليها في الاستخدام، مثلما نهض بها أدباء كبار منذ العصر الجاهلي إلى وقتنا هذا من العرب والمسلمين، فتحدثوا بها ودرسوها ونظموا الشعر وارتجلوا الخطب وكتبوا الرسائل وغيرها من فنون الأدب العربي، ولذلك نحتاج إلى أن نحافظ على لغتنا وتراثنا ونبني على أمجادهم مجداً وعلى تراثهم أدباً، ولسنا بحاجة إلى أن ندعي أدباء ليسوا من أدبائنا أو نلحق بلغتنا ماليس منها من باب العصبية فقط، كما حدث من بعض الدارسين حين تحول شكسبير عندهم إلى الشيخ زبير، وعطيل إلى عطا الله، والممثلة كاثرين زيتا جونز إلى صيتة؛ وأخيراً جاء الكاتب السنغالي إبراهيم هان وذكر أن الشاعر والروائي الفرنسي فيكتور هوجو الذي عاش من 1802-1885, وصاحب روايات البؤساء وأحدب نوتردام ورجل نبيل.. وغيرها عاش مسلماً متكتماً، وأن اسمه أبوبكر هوجو، وأنه أبدع عدة قصائد إسلامية جميلة لم يكتب لها النشر في أي ديوان من دواوينه أو كتاب من كتبه المعروضة في المكتبات الفرنسية منذ قرن من الزمان والتي أهدى بعضاً منها إلى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والى صحابته الكرام رضوان الله عليهم. وأضاف الكاتب السنغالي إبراهيم هان: بعض القصائد التي نشرها المكتب الفرنسي للبحث العلمي تعرضت للتحريف والتزوير في بعض الأبيات، إذ حذفت منها مقاطع ووضعت أخرى مكانها سعياً وراء تشويه حقيقة إسلام فيكتور هوجو. وساق إبراهيم نماذج من الاعتداءات الأدبية الخطيرة التي تعرض لها تراث فيكتور هوجو, وأنه وجه رسائل إلى الأكاديمية الفرنسية حول صحة إسلامه غير أن المسؤولين الفرنسيين فضلّوا السكوت واجتناب الحديث عن الأمر. وأوضح هان أن أبوبكر هوجو أسلم سنة 1881 في منزله بباريس بحضور الشيخ إبراهيم من تلمسان الجزائرية وسمّى نفسه أبوبكر، لكن الماسونيين الفرنسيين أخفوا الحقيقة عن الناس. وهي تشبه فكرة الباحث عبدالحق فاضل الذي يرى أن السكسون هم عرب وسموا بذلك لأنهم اشتهروا بصنع السكاكين وأصل اسمهم السكانون، أي صانعو السكين، ثم تحولت إلى السكسون. مع أننا بحاجة إلى أن يكون بيننا أدباء كبار في عصرنا الحاضر أو في مقبل الأيام ولسنا بحاجة إلى أن يكون السكسون أو شكسبير أو فيكتور هوجو منا لسبب بسيط هو أنهم ليسوا من ضمن تراثنا.

المجلة العربية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى