فيلسوف سورية الدكتور طيـب تيزينــي ينضم إلى مجمـع اللغـة العربيـة
أنهى فيلسوف سورية المعارض الدكتور طيب تيزيني عزلته بالانضمام إلى مجمع اللغة العربية حيث تم تقليده الشارة المجمعية في قاعة المحاضرات بالمجمع قبل أيام .
وفي حفل استقبال أقامه المجمع بهذه المناسبة قدم الدكتور عبد الإله نبهان عضو المجمع سيرة ذاتية عن الدكتور طيب مستعرضاً الشهادات التي حصل عليها والمناصب العلمية التي تبوأها وإسهاماته الكبيرة مبينا انه من اساتذة الفلسفة البارزين ومن رجال الفكر المعدودين ومن المنتجين الكبار للكتب الجادة الرصينة والدراسات والبحوث المعمقة حيث يجسد في بحوثه قانون العلاقة الجدلية بين الفكر والواقع منطلقا من رؤية استشرافية تقوم على قناعة قوامها أن قضية النهضة كانت وما زالت هي القضية التي يمكن للمفكر أن يلج منها إلى الإشكالية الثقافية النظرية في الوضعية العربية الراهنة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا، عن رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور مروان المحاسني في كلمة له بمناسبة انضمام الدكتور تيزيني إلى المجمع إن “مجمعنا يعتز بأنه أنشئ قبل نيف وتسعين عاماً للدفاع عن اللغة العربية في مواجهتها لهجمة ثقافية غربية تحاول إغراقها في سيول علمية هادرة تتناول جميع مكونات حياة المجتمع فارضةً نظرة جديدة على حياة الأفراد اليومية”.
ولم يتحدث الدكتور طيب تيزيني في كلمته في حفل الاستقبال عن مآل مواقفه السياسية، وكأنه قبل بالفصل بين دوره الأكاديمي المعرفي ودوره السياسي، ونُقل عن كلمته أنه تحدث عن سلفه الراحل جورج صدقني أن الحديث عن تراث الراحل جورج صدقني يعني اكتشاف مادته من خلال ما ترجمه من أعمال فلسفية وذلك عبر تفكيكها واستنباط الدلالات والمعاني المغروزة فيها يدا بيد مع ضبط المرحلة التاريخية التي انجز ذلك على امتدادها مبينا أن المرحلة الأولى التي عاش فيها تمثلت في الثلاثينيات من القرن العشرين حيث تأثر بالراحل الدكتور بديع الكسم وبكتاباته الفلسفية.
والدكتور الطيب تيزيني أحد القامات الفكرية في سورية وقد شارك في أول تظاهرة سورية عام 2011 ، ثم انضم إلى مؤتمر صحارى الذي جمع المعارضة المدنية والذي ترأسه نائب الرئيس السوري الأسبق فاروق الشرع ، ثم انكفأ عن تأييد الخطوات التالية التي ذهبت إليها المعارضة السورية وخاصة على صعيد عسكرة نشاطها ..
ولم يسع الدكتور التيزيني إلى الهجرة من سورية رغم سنوات الحرب التي مرت ..
يشار الى أن الدكتور تيزيني من مواليد حمص 1934حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 أولاً والدكتوراه في العلوم الفلسفية ثانياً عام 1973 من ألمانيا عمل في التدريس في جامعة دمشق وشغل وظيفة أستاذ في الفلسفة واختير عام 1998 كواحد من مئة فيلسوف في العالم للقرن العشرين من قبل مؤسسة كونكورديا الفلسفية الألمانية الفرنسية.
له ستة وعشرون كتابا منها فصول في الفكر السياسي العربي ومن اللاهوت إلى الفلسفة العربية الوسيطة وآفاق فلسفات عربية معاصرة كما نشر مئات البحوث والدراسات حول قضايا الفكر العربي والعالمي وشارك في عشرات المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية والعالمية وكان عضواً في لجنة الدفاع عن الحريات في الوطن العربي.